الشخصيات :
الحسين
العباس
صوت السيدة زينب
سكينة
___________
عمر بن سعد
قاطع كف العباس 1
قاطع كف العباس 2
صوت الراوي
مؤثرات صوتية , أصوات أطفال ونساء , أصوات تعبيرية
____________
خشبة المسرح عبارة عن أربعة مشاهد
الخيام معسكر الحسين
على مقربة من الفرات ( مشهد جانبي يوحي بالفرات )
معسكر ابن زياد
تفاصيل أخرى
المسرح مظلم إلا من بقعة ضوء في المنتصف .
مؤثرات صوتيّة ( ضجيج نساء وأطفال , أصوات معسكر )
_______________
تفتح الستارة يظهر رجلان على خشبة المسرح يقترب أحدهم
- العباس مخاطباً الحسين ع : يا أخي ,هل من رخصة ؟
" الحسين يبكي بكاءً شديداَ "
- الحسين : يا أخي , أنت صاحب لوائي , وإذا مضيت تفرّق عسكري .
- العباس : قد ضاق صدري , أريد أن أطلب ثأري من المنافقين .
يضاء المسرح تدريجيّاً ليظهر على الطرف الآخر أطفال بجانب الخيام ينادون : العطش العطش.
- الحسين : اطلب لهؤلاء الأطفال قليلاً من الماء
- المخرج للمؤلف : ام تجاوزت موقف طلب الحسين من العباس أن يذهي ليعظ جيش ابن زياد ؟!
- المؤلف : دعنا من هذا , هم أحفاد أبي سفيان كانوا ومازالوا حتى الآن من منهم اتعظ أو توانى عن الشر والحقد ؟ هو صراع أزلي بين الحق والباطل أهل الباطل لايمكن أن يكونوا على حق .
- المخرج : وبمَ تفسر عودة الحر في لحظاته الأخيرة ؟
- المؤلف : ألم أقل لك ياسيدي عن أهل الحق ؟ الحر كان مع الحسين ع
- المخرج : وما الضير من عرض سيناريو كامل ؟
- المؤلف : منذ بدء الخليقة والصراع قائم بين الخير والشر منذ أبينا آدم احتدم الصراع متمثلاَ بقابيل وهابيل لا, دعنا ننتقل بآلة الزمن من مرحلة إلى أخرى لنجد أعداء رسول الله , قتلهم الحمزة مثلاً , خذ على سبيل المثال أعداؤنا اليوم لم يلتقوا بعلي ع ليقتلوه فجهدوا أن يقتلوا فينا علي !
سيبقى الصراع بين معسكري الحق والباطل حتى ظهور من يملؤها قسطاً وعدلا .
يتحوَّل المشهد إلى المعسكر , مؤثرات صوتيّة ( جيش ابن زياد , وقع سنابك خيل )
بقعة مضاءة في وسط المسرح يقترب يدخل العباس , حاملاً قربة ماء وراية أبي عبد الله الحسين ع .
- المخرج : إضاءة كاملة .
يمكن لنا أن نرمز إلى الراية من خلال الراوي.
- المؤلف: لا يمكن على الإطلاق لابد من وجود الراية طوال الوقت في يد العباس فهذا يحمل معانٍ عديدة الراية تجسد القيادة أوّلاً , وتجسد أن علي هو نفس رسول الله (ًص) وحامل لوائه , ومانحن نحن إلا في زمن واحد وتختلف الأنوار فقط , فهنا نور أبي عبد الله وقمر بني هاشم , الراية نظام عسكري مادامت مرفوعة فهي إشارة الظفر ولابد لنا هنا من الإشارة إلى الكثير من الأمور المجردة والمعنوية ولكن من خلال أشياء ماديّة , نحن ياسيدي نقدم عرضاً مسرحيّاَ ,
و شخصية العباس في المسرحية شخصية محوريّة تلتقي عندها كل الخيوط
وشخصية البطل لاتساوم لاتقبل أنصاف الحلول , هي شخصية تدافع عن قيمة , لابد من تبيان معنى الراية فلا يحمل الراية إلا من كان كفئاً لحملها .
تعود المؤثرات مع صوت الراوي
- الراوي : ركب العباس فرسه وأخذ رمحه والقربة , وقصد الفرات وأحاط به جنود ابن زياد ممن كانوا موكلين بالفرات ورموه بالنبل , فقتل منهم الكثير .
يظهر العباس على المنصة راجلاً يحمل القربة واللواء ويدخل الماء يقترب ويغترف غرفة بيده ثم يرمي بالماء قائلاً :
يانفس من بعد الحسين هوني وبعده لاكنت أن تكوني
هذا الحسين وارد المنون وتشربين بارد المعين
يعود صوت الراوي : إن ترك العباس للماء هو سر من أسرار خلوده .
يملأ العباس القربة بالماء , ويحملها على كتفه يتوقَّف يلتفت متوجهاَ إلى الخيام .
يعود الصوت صوت المعسكر ووقع الخيل وهجوم الجيش نحوه
العباس يقف في منتصف الخشبة يقاتل من كل جانب .
يظهر ابن سعد ويصرخ قائلاَ :
ويلكم ارشقوا القربة بالنبل فو الله لئن وصل الماء إلى مخيّم الحسين لأفناكم عن آخركم
العباس يقاتل قتال أبطال .
يتحول المشهد جانب آخر يضاء من المسرح , شجر نخيل , أحدهم يختبئ وراء نخلة أحد رجال ابن زياد اسمه يوجه كلامه للمخرج أوَأقطع كف الساقي ؟!!
يتدخل المؤلف قائلاً: نحن نلقي الضوء على ماحصل في كربلاء المشهد لايتوقف عند عاطفة وولاء بل يتعداه ليظهر للعالم أن واقعة الطف تمثل أوج مراحل صراع الخير والشر وأن استهداف القيمة كقيمة يكون من خلال الشر المطلق الذي يواجه الخير بمطلقه أيضاً .
إن القراءة لفصول هذه الملحمة يبين لنا كيف أن الحسين صوت الحق والعباس حامل لواء الحق لابد وأن يقدم تضحية مطلقة وقد تجلت من خلال قطع الكف الأيمن ومن ثم جزءاً تلو آخر من جسده الشريف لتنتهي بالوصول إلى الكمال المطلق , ليس لدى العباس أنصاف حلول .
هو صراع جبهة مقابل جبهة , علي وعمرو بن عبد ود العامري " برز الإيمان كله إلى الشرك كله"
الرجل : وهل سيتجسد الشر كله في مشهد قطع الكف؟
المخرج : الصراع سيتصاعد , ستشفّ الحوادث عما سيقع من أهوال دون كشف واضح مباشر إنما هو تدرج وتطور في الأحداث يتحول إلى تأزم , حيث تشتبك الأحداث ويتضح الصراع , والحركة بالعمل المسرحي بالنسبة للمشاهد , تتمثل بحركة ذهنية .
- المخرج : إضاءة , الكل يعود إلى دوره
الرجل يكمن خلف النخلة ويفاجئ العباس ويضرب يده اليمنى فيقطعها , فيحمل العباس القربة واللواء بيده اليسرى قائلاً :
والله إن قطعتم يميني فإني أحامي أبداَ عن ديني .
يقترب آخر من جيش بن زياد , يضربه على شماله فيبريه
فيضم اللواء إلى صدره ويحمل القربة بأسنانه يظلم المسرح تماماً وتبقى أصوات ركض العباس وسنابك الخيل وينطلق صوت ابن سعد : امنعوه من الوصول .
العباس قرب المشرعة سهم ينطلق فيصيب القربة ويراق ماؤها , إضاءة تتلاشى شيئاً فشيئاً , ينطلق سهم آخر ليستقر في صدره, وآخر في عينه ,يسقط العباس أرضاً , يتلقى ضربة العمود, انهكت قواه فنادى : أخي أبا عبد الله أدركني .
تركيز الضوء عليه مطروحاً على الأرض لثواني مع موسيقا نعي حزينة.
يعود المشهد إلى الخيام ومعسكر الحسين , الحسين يسير باتجاه المشرعة يصل ليرى العباس طريح الأرض ينحني ليحمله إلى المخيم .
- العباس : إلى أين تريد ياأخي ؟
- الحسين باكياً : إلى المخيم
- العباس : لا ياأخي , بحق جدك رسول الله لاتحملني ودعني في مكاني .
- الحسين : لماذا ياأخي ؟ وكيف أتركك هنا بين الأعداء ؟!!
- العباس : أخي أبا عبد الله إني لأخجل من سكينة وقد وعدتها بالماء , ولم آتها به , وشهق شهقة وفاضت روحه .
الكاتب : إنه حارس الخيمة المحمديّة , المشهد ضعيفلا , إنه الكفيل لايقضي هكذا فالحسين والعباس يرتفعان بقدر ماسيسقط شمراً , وابن زياد , العباس هو نفس الحسين , لقد مرَّ بإعداد إلهي ليصل إلى هذه اللحظة ليكون قربان الفداء والتضحية والبطولة والإيمان إلى الله , الحسين يعلم مسبقاً بما سيؤول إليه حال أخيه , لذا قال له : بنفسي أنت ياأخي .
- المخرج : بكاء الحسين على أخيه يعني بكاء الكون وملائكة السماء , الأرض , تراب كربلاء , الناس , العصور , كل مافي الكون .
معاودة المشهد
الحسين يبكي عند رأس أخيه , يضمه إلى صدره إلى أن فاضت روحه وهو يعتنق الحسين .
يثور الحسين
يحمل على القوم
يضرب يميناً وشمالاً
يصرخ ويتردد صدى صوته ليملأ المسرح رهبة : أين تفرون ؟
أين وقد قتلتم أخي ؟
أين تفرون وقد فتّتم عضدي ؟ ياقتلة أولاد النبيين .
يلتفت إلى أخيه قائلاً : يعز علي فراقك .
يتوجه نحو معسكره .. اليوم انكسر ظهري , وقلّت حيلتي , وشمت بي عدوّي .
المؤلف للمخرج : في العمل المسرحي الحوار يكشف جوانب الشخصية , ويتطلب أن يكون موجزاً رشيقاً .
المخرج : نعم كما أن الحركة عنصراً جوهريّاً .
لنتفق بأن الحركة والحوار والصراع عناصر ثابتة , لنجاح العمل ولكونه وحدة متكاملة .
المشهد الأخير :
صوت النسوة حول الخيام الحسين قادم منكسراً حزيناً يكفكف دمعه , يقول : أما من مجير ؟
أما من مغيث ؟
أما من خائف من النار فيذب عنا ؟
تظهر طفلة صغيرة ( سكينة )
- سكينة : أبتاه ؟ أين عميَّ العباس ؟ أراه قد أبطأ عينا وقد وعدنا بالماء ؟!
يتجه الحسين نحو خيمته يضرب عمود الخيمة فتهوي أرضاً
- الحسين : ( يُسمَعُ صوت بكائه ) بنيّة عمك العباس قد قتل .
أصوات صراخ النسوة .
صوت زينب يدوي في أرجاء المسرح : وااخاه , واعباساه , واقلة ناصراه , واضيعتاه .
ويسدل الستار .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat