صفحة الكاتب : افياء الحسيني

(ضوابط الهوية وتحصين المرأة).//   (إثر كلمة سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة/ احتفال تخرج الدفعة الثالثة مدارس الكفيل الدينية)
افياء الحسيني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  تشهد مدرسة أهل البيت عليهم السلام تناميا معرفيا وثقافيا عبر التاريخ وهي المدرسة المعبرة عن جوهر الدين والحياة، تفاعلت مع الواقع الفكري للأمة وتعايشت مع أفكار الإنسان المؤمن رغم تنوع الأفكار والحاجات، وتنوع الثقافات وكان من أهم خصائص تلك المدرسة المباركة التنوع المعرفي حتى ازدهرت كظاهرة حضارية أثارت سبل المجتمعات الانسانية، ومع تقدم العلوم خلال هذه القرون الأخيرة أفرزت مدارس ومناهج ومخترعات لعبت دورا بارزا في بناء الحضارة الجديدة. 
ومع بناء النظم المبتكرة زاد الاحتياج إلى مدرسة أهل البيت عليهم السلام لأنها تحتوي على روح العلم ووجدان المعرفة وبناء المرتكزات الانسانية وإدامة التفاعل مع روح الحضارة، وإحياء الدين القويم فيهم باب العلم، وهذه الصفة لها طابع الشمولية العلمية، وتعني كل العلوم قديمها وحديثها وأشرف العلوم هو العلم الإلهي وعلم القران والأخلاق وعلم النفس وعلم الكيمياء وعلم الطب والفلك ولهم المرجعية العلمية في أغلب العلوم والدراسات الحديثة التي لها وجود في مدرسة أهل البيت عليهم السلام. 
واستطاعت هذه المدرسة رغم الأجواء السياسية المضطربة والسجون والأذى والملاحقات إلا أنها فجرت ينابيع العلم والمعرفة، وخرجت أجيال من العلماء والمتعلمين وازدهرت في مدرستهم العلوم الدينية والدنيوية بمختلف أصنافها فيزياء رياضيات كيمياء وخرجت أكثر من 4000 عالم وفيلسوف. 
 قدمت للعالم آفاقا ورؤى مستقبلية، حاول العالم الغربي اليوم أن يجير لصالحه الكثير من العلوم المعاصرة والتي كان جذرها مدرسة أهل البيت عليهم السلام، وكان انتشارها واسعا بفضل علمية العقل المعصوم سلام الله عليهم. 
 قدموا الجهود التي عمقت من قدره المناهج العلمية وشكلت خصوصيتها، رسخوا الأخلاق والآفاق التربوية وهم تحت نير السلطات الجائرة والظروف القاسية لدرجة أنهم قدموا أنفسهم فداءً مقابل ترسيخ علمية هذه المدرسة بتفاوت أعمارهم، بدءً من الإمام الجواد أصغر الائمة عليهم السلام إلى الإمام الصادق سلام الله عليه الأكبر عمرا، والجميع تعرضوا للشهادة بالسم أو السيف. 
 نتيجة التفاعل الروحي والجهد المبذول بقت مسارات العطاء واضحة وجلية وفاعلة رغم مرور الأزمنة وتجاوز الأمكنة، فما الذي يمكن أن نستثيره من خلال هذه القراءة. 
 علينا أن نكتسب جوهر تجربتهم ونضيفه للمضمون المعاصر، فأئمة أهل البيت عليهم السلام كانوا يخصصون الوقت لتعليم الطلبة والأصحاب، التعليم الذي يضمن لهم المنهجية السليمة والمعرفة القادرة على إدراك معنى الإرث المحمدي، ولهذا لاحظ العالم مستوى الوعي عند الاتباع وتمكنهم من شده امتزاج الثقافات. 
 ينبهنا سماحة السيد أحمد الصافي إلى قضية مهمة وهي الحذر من الثقافة المستوردة كي لا ترسخ مفاهيمها وسط المفاهيم الثقافية والفكرية لمنهج أهل البيت عليهم السلام، ويضرب لنا مثلا عن قصه زرارة، كان عنده مواريث مدارس أخرى غير مدرسة أهل البيت عليهم السلام، أخرج له الإمام الباقر وبحضور الإمام الصادق سلام الله عليهما، كتاب المواريث وحين قرأ زرارة إرث أهل البيت، قال هذا كله باطل لأنه لا يشبه ما في أيدي الناس، أجابه المولى عليه السلام هذا من إملاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وكتب بخط الإمام علي عليه السلام، بمعنى أن مزج الثقافات المبتدعة والمستوردة وخاصه اليوم مع تطور إغواءات الكتابة والعناوين البراقة كالحداثة وما بعد الحداثة والبنيوية، جميعها عمليات قراءات نصية تسعى لتوسيع المساحة التأثيرية على المتلقي باعتباره الهدف لكل معنى، وبهذا نحن بحاجة للمحافظة على الهوية الثقافية الإسلامية مع دخول المدارس الفلسفية والتعددية التأويل وانفتاح المدارس، نحن بحاجة إلى المتلقي المثقف، إلى الوعي والإدراك، بمعنى الهوية وخصوصية الانتماء المعرفي، نحتاج إلى قاعدة قادرة على ترسيخ المنهج الإسلامي ومنهج أهل البيت عليهم السلام من خلال إعداد جيل من الطلبة والاساتذة يحافظون على المضامين والدلالات التي تعمل على ترصين المنهج والتواصل مع التراث المعرفي الذي ساهم الأئمة في إعداده، وعمل علماء المذهب على المحافظة على نقاء الهوية وتزكية الانتماء باشتغالات نابعة من الحرص، حتى شخَّصوا لنا مصطلح الاشتغال
(المشتغل) هو الذي لا يصرف وقته بغير العلم، لا شغل له إلا بطلب العلم والمنهج الحقيقي، لا بد أن يتعرف على الجهد الذي بذله العلماء في سبيل بقاء تراث أهل البيت سلام الله عليهم، والدرس الحقيقي هو الذي يبقي هذا التراث، لولا هؤلاء العلماء لأدرست آثار النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم. 
سماحة السيد أحمد الصافي ركز على صورة المشهد الفكري والثقافي بكل أوجاعه، وتشخيص بعض الأمور السلبية والتي تعني المعرفة العالية للوضع الثقافي العام. (الجهل المركب) هناك جهل بسيط هو أن يدرك الإنسان أنه لا يعرف، وانتهى الموضوع. الجهل المركب يعتقد أنه عالم وهو جاهل، التشخيص الثاني هو التأكيد على تكاملية العلاقة بين العلم والأخلاق ومعرفة إنسانيه الدين، والجهد الكبير المبذول من قبل الغرب هو سلب الحياء من المرأة لأهمية الحياء ودوره في إعداد المجتمع الإسلامي، من أهم مهام المدارس اليوم خلق التوازن الفكري والتحصين للمرأة من تلك المستوردات، وتكثيف دروس الأخلاق ومنها قضية الحياء، وتحديد ضوابط الهوية الإسلامية، أفهم جملة تحديد ضوابط الهوية بما يعني هناك قصور كبير في مناهج التربية الرسمي الذي أهمل السير المباركة لأئمة أهل البيت عليهم السلام، ولم يستثمر القيم المثمرة   ولهذا أخذت مدارس الكفيل الدينية النسوية والمدارس الدينية الأخرى على عاتقها بعث المنظومة الفكرية لأهل البيت سلام الله عليهم، عملية بحث الأفكار في منهج الزهراء وزينب سلا الله عليهن، وعفة أهل البيت سلام الله عليهم والارتقاء بالتلميذ إلى معاني الحشمة والعفة مهما كان صعوبة مثل هذه المناهج. 
الملاكات التدريسية اليوم تدرك مآرب الإعلام الساعية إلى تفتيت الأسرة، لقاء سماحة السيد بهذه الملاكات سعى للتأكيد على المعنى التربوي الأفضل، والحرص على التفاعل مع منهج أهل البيت عليهم السلام فهو قوام كل علم ومعرفة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


افياء الحسيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/10/14



كتابة تعليق لموضوع : (ضوابط الهوية وتحصين المرأة).//   (إثر كلمة سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة/ احتفال تخرج الدفعة الثالثة مدارس الكفيل الدينية)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net