صفحة الكاتب : افياء الحسيني

مشكلة الجنوح 
افياء الحسيني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  يمر الطفل في الفترة من (4-6) سنوات ببعض التغييرات السلوكية الغريبة والتي تحتاج الى حكمة بالغة من الأم والأهل بصفة عامة، لمواجهتها ودرء أخطارها في المستقبل... ولعل من أبرز تلك السلوكيات البسيطة التي قد تتحول بمرور الوقت إلى مشكلة، لجوء الطفل إلى إخفاء أشياء تخص الآخرين، ربما حباً في التملك، أو رغبة في حرمان الآخرين منها، سواء في البيت أو المدرسة. 
 فلاشك أن بعض الأمهات قد لمسن تلك الظاهرة حين يخرج الطفل من منزل صديقه وقد أخفى لعبة ليست له بين ملابسه، أو حينما تجد أن نقودها في حقيبة أو جيب ابنها فتفزع الأم لقيام طفلها بذلك السلوك، وفي قمة غضبها الشديد من تصرف ابنها تنهال عليه بالضرب والتوبيخ... والواقع أن الطفل الذي يفعل ذلك يعرف أنه يرتكب خطأ بدليل أنه يخفيه، ويكذب وينكر أنه فعله. 
 واكتشاف سلوك الطفل خطوة مهمة في العلاج، خاصة إذا اكتشفها الطفل بنفسه، حيث إنه يعرف بذلك خطأه، وبالتالي تصبح هناك فرصة لمراجعة ذلك الخطأ وعلاجه، غير أنه إذا مرت أكثر من تجربة من هذه النوعية على الطفل دون أن يكتشفها الأهل، فإن هذا السلوك يستمر. ولا يجب أن تنسى الأم أن الضرب والسب لن يفيد في هذا المجال، وإنما لابد من التحاور مع الطفل بهدوء، وأن يطلب منه عدم تكرار هذا العمل مرة أخرى، وإن كان في حاجة إلى أي شيء، فبإمكانه طلبه، ثم يطلب منه بعد ذلك أن يعيد الشيء إلى أصحابه ويعتذر عن هذا الخطأ. 
وكثيراً ما يحدث أن تجد الأم طفلها يمسك قلماً غير قلمه، فلا تعير ذلك أي اهتمام، ولا تكلف نفسها عناء الاستفسار عنه من باب أنه شيء تافه، وحين تسأل الطفل قد يجيب بأنه وجده على الأرض في أي مكان، وعندها لا يجب التسليم بصدق هذه المقولة بسهولة مع ضرورة افهامه بأهمية إعادة مثل هذا الشيء إلى مكانه مره أخرى، أو يبحث عن صاحبه وتشعره بقيمة أن يصبح شخصاً أميناً. 
 وينصح بعض علماء التربية باختبار أمانة الطفل بأن تضع له مثلاً بعض النقود على المنضدة، وتتركها فترة، وتلاحظ ما إذا كانت يده ستمتد إليها أم لا، وعندها قد تكتشف بعض السلوكيات التي تستدعي التدخل السريع لحلها، إلا أن الأم مطالبة أيضاً بأن تراجع سلوكها مع طفلها، وأن تدرك أنها عندما تحرمه من شيء، فإنها بذلك قد تدفعه إلى سلوك لا تريده، ومع استمرار الضغط قد يضطر إلى الكذب والمبالغة في إخفاء تلك السلوكيات.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


افياء الحسيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/09/20



كتابة تعليق لموضوع : مشكلة الجنوح 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net