ثورة الوعي هي الضمان لمستقبل العراق
ا . د . صباح علي سليمان
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ا . د . صباح علي سليمان

منذ بداية عهد العراق تكالبت عليه الأعداء ؛ لنهب خيراته وإذلال شعبه ، وكثير منا يبحث عن سبب الدمار الحالي ، والجواب عندنا هو أننا جلبنا الفاسدين ، ونعرف حقيقتهم ، ثُمَّ نسأل من أين أتى الدمار؟ والحقيقة أنَّ ثورة الوعي هي الضمان لمستقبل العراق ، وليس ثورة ضد الظلم والفساد ، فالظلم والفساد وقع وأفسد ، وسيتكرر في كل زمان ومكان طالماً أنَّه ليس هناك وعي ،والمقصود بالوعي هو طاعة الله سبحانه وتعالى وكثرة مخافته في كلِّ شيء ، وأنْ تحب لنفسك ما تحب لأخيك ، وحب الوطن والعمل لأجله من دون مصالح ؛ لأنَّه المستقبل ، وأنْ يكون الإنسان حراً وليس عبداً، وأقصد بالعبودية لهواه ، ولمصلحته ، و لقوميته ، ولعشيرته ، ولمعتقده ، ولجماعته ، ولحزبه ، ولدولة ما ؛ فالشعوب الراقية والمتطورة كما نراه في دول أوربا كانت شعوبهم وحكومتهم حرة في كافة أعمالهم ، وهذا هو روح الدين الإسلامي فحينما كان المسلمون أحراراً في طاعتهم لربهم ، والتمسك بتعاليم دينهم ، والسعي للبناء والتطور في العمران ، والتمسك بالصادقين والابتعاد عن الكاذبين ، أصبحوا من خيرة الشعوب وهذا ما أطلعنا عليه في بداية العهد الإسلامي ،ومروراً بالعصر العباسي والأندلسي .
إنَّ ضمان مستقبل البلد هو أنْ يكون متماسكاً بشعبه وحكومته ،والاتفاق على مبدأ واحد هو حب الوطن وخدمته , وكان العراقيون من أكثر شعوب العالم تضحية ونضالاً من أجل بلدهم رغم الاحتلالات ، والمؤامرات ، والانتكاسات على مر السنين ، ولكن بسبب خلط الأوراق ، وتغيّر الحقائق ، والتظاهر بكل شيء كان لزاماً علينا جميعاً الوعي لكل هذه الأحداث ؛ لضمان مستقبل بلادنا وأجيالنا على مر العصور القادمة ، وأنْ تكون ثورة الوعي شعاراً يتناقله جيل بعد جيل ،و يدرسونه فيما بينهم .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat