صفحة الكاتب : سلام محمد البناي

مسرحية.... النصرة في كل حين
سلام محمد البناي

 ( بقعة  ضوء  تسلط  على  مجموعة من الوجوه ،ثم تتسع البقعة  لتكشف
عن مجموعة وهي ترتدي  البياض وتمتشق السيوف ) 
صوت الحسين :ـ  لااعلم اصحابا  اولى ولا خيرا  من اصحابي 
المجموعة :ـ  السلام عليك يا ابن رسول الله 
( تنتقل الانارة الى رجلين يقفان جانبا للتحاور )
رجل :ـ  لماذا  تركت الحسين  عليه السلام يا ابن عباس
ابن عباس :ـ ان اصحاب الحسين عليهم السلام  ، لم ينقصوا  رجلا  ولم يزيدوا رجلا ، نعرفهم باسمائهم  
( صوت  الحسين عليه السلام :ـ  هذا الليل قد غشيكم  فاتخذوه جملا ) 
مسلم بن عوسجة :ـ أي جمل  يا سيدي هذا الذي يعصم وزر النكوص عن نصرة  مولاي ، واي عذر  هذا الذي يشفع ؟
  لو علمت  اني اقتل  ثم احيا ثم احرق سبعين مرة  ما فارقتك سيدي يا حسين  حتى القي الله حمامي دونك 
زهير بن القين :ـ لوددت  اني قتلت ثم نشرت ثم قتلت هكذا  الف مرة لما تخليت عنك يا سيدي يا حسين  
صوت الحسين :ـ اني غدا  ساقتل  وتقتلون كلكم معي  
المجموعة :ـ الحمد  لله الذي شرفنا  بالقتل معك  
واحد من المجموعة :ـ كلما تمر  الطفوف  بذاكرة  التأمل  اسمع صدى  قول الرسول (ص)
صوت النبي :ـ   ولدي الحسين ستنصره عصبة  كانهم نجوم  السماء يتهادون الى القتل 
( علي الجانب الاخر من ضفة المسرح ، تسلط الانارة على رجلين يتهامسان ) 

ر جل 1:ـ لنرحل 
رجل 2:ـ والحسين ؟ 
رجل 1:ـ  نحن في حل منه كما قال  وقد ابرئنا الذمة 
رجل 2:ـ باي قلب نعود  ونتركه وحيدا بين السيوف  والحسين على بعد خطوات من الموت ؟
كيف ؟
كيف  ساهجع في ليلي  وانا الذي  وصل  قلب  اليقظة ؟ 
رجل 1:ـ نحن الذين جئنا النصرة من اجل ان يمنحنا الحسين  صك الرضا  ، وهاهو قد فعل 
رجل 2:ـ  والضمير  .... هذا الذي سيضج بالمحنة لو عدنا دون الحسين؟
رجل 1:ـ  وكأني كنت اعلم ان  الطريق كان مشحونا  بالويل .. انا  اود ان انصر الحسين عليه السلام ..( بخوف  وتردد )  لكن ان ترى بعينيك كيف سيتناثر جسدك لقمة سا ئغة بين السيوف  ، تلك معضلة وانت على بعد ال....  من  البيت ـ الزوجة ـ الاطفال  ، هي موازنة صعبة يا صاحبي  ، ليس الامر موضع كلام ، جيش واسع الخطوة امامه ثلة صغيرة من الرجال،  من المؤكد انها ستضيع بين سنابك سطوتهم المريرة ، 
الرجل 2:ـ او ليس لزهير ابن القين بيت ؟  او ليس لحبيب  بن مظاهر  زوجة وعيال ؟ 
انظر لوجه مسلم وحبيب  وعابس لترى فيهم  شروق النصرة واشراقها  ، 
ماجوابك لمن يسأل لماذا  تركتم  الحسين ؟ 
الرجل 1:ـ  سيكون الجواب  هو النبض من حكمة ان يطلب  منا الحسين العودة الى بيوتنا ، كي نحمل شغف  مودته  عنوانا  من عناوين  الحياة 
رجل 2:ـ هي لباقة  اعذار .. ننمق العبارات كي نعيش ،  انظر الى ربعنا لترى  وجوههم الحافلة بالحماسة  والشجاعة  والنبل والجود واليقين 
(  تتحول الانارة الى خيمة ابن سعد ) 
عمر بن سعد :ـ ( يبالغ ) يا  اخا همدان ما منعك  من السلام  علي،  الست مسلما اعرف الله  ورسوله 
الهمداني :ـ  اذا كنت مسلما كما تدعي لم خرجت لقتل الحسين ؟ وكيف لك ان  تناصر آل يزيد على قتل ابن بنت نبي الله ، والله لوكنت مسلما كما تقول لأدركت معنى ان تكون  قائد مكر يذبح  البراءة  وينتقم  لثارات  بدر وحنين  ، انتم تريدون  ان تقتلوا النبي بالحسين 
عمر بن سعد :ـ اهذا كل مالديك ، اجئتنا  لتقول  لنا حكمتك  الاخيرة وتعود ، 
الهمداني :ـ  جئتك لأقول ان الله عزوجل  بعث محمدا بالحق  بشيرا ونذيرا  وداعيا  الى الله باذنه  وسراجا منيرا وهذا  الفرات  تقع فيه  خنازير  السواد وكلابها  
عمر بن سعد :ـ ( يقوم غاضبا )  كفى والله ليعطش الحسين  كما عطش من كان قبله 
( تعود الانارة على الرجلين وهما يتهامسان ويتناقشان في مسألة التنصل من  الواقعة  التي اصبحت لاشك واقعة ) 
الرجل  2:ـ كيف سارجع 
صوت امرأة :ـ فداك ابي وامي قاتل دون الطيبين من ذرية محمد ،
كيف سارجع ؟
وانا اسمع  ابو ثمامة  العائدي  يصيح 
( بقعة ضوء على الواقعة )
ابو ثمامة الصائدي :ـ  ولا والله  لاتقتل حتى اقتل دونك ان شاء الله  يا سيدي يا حسين  
رجل 2:ـ  وكيف ارجع  وانا اسمع  نافع بن هلال  
( بقعة ضوء على الواقعة )
نافع بن هلال :ـ يا ابن  رسول الله لو لم  انصرك اليوم  فبماذا  اجيب غدا  رسول الله 
رجل 2:ـ كيف سارجع وانا اسمع الغدر حين يستمكن  
( بقعة ضوء على الواقعة في طرفها السلبي )
نمير بن  الحصين :ـ اما ترون ( يشير الى الفرات ) يلوح كانه بطون الحيات والله لاذقتم منه قطرة  حتى  تذوقوا  الموت جزعا ، 
رجل 2 :ـ   كيف سارجع  وانااسمع الحسين ينادي 
صوت الحسين :ـ الا من ناصر ينصرنا ؟
رجل 2:ـ يا الهي ما نفع صلاتي ـ حياتي ـ عبادتي ـ تقواي  وانا اترك النصرة والعز ، واجتاز هذا النهوض الى هجعة  بعض سنين  ، ثم اموت كما يموت ..... لايا صاحبي  لاعيش دون نصرة  الحسين عليه السلام ،  ولا حياة  دون  هذا الخير
رجل 1:ـ انا  لن اخذل  احدا  ، الحسين  عليه السلام  هو من وهبني  الرخصة بالرحيل ، وبرأ الذمة لي  ، ما ذنبي ان اتخذت من الليل جملا كما وصفه الحسين ، 
رجل 2:ـ لماذا جئنا اذن ؟
رجل 1 :ـ جئت  أم عدت فانا جئت النصرة  وحملت  الرخصة  سبيلا  لمأواي 
رجل 2:ـ الرخصة..... فلسفة كبيرة لاتفهمها على  ما يبدو ،  هناك من يعيش ليموت  وهناك من يموت  ليعيش ، قم معي لترجع  اليه  لننصره شهداء  خيرا من ان نخذله امواتا 
رجل 1 :ـ دعني استريح  قليلا لأرى  الراي كيف سيكون  
*** 
( اجواء من عوالم ضبابية كانها حلمية ـ صحراء قاحلة  ـ صوت ريح  وعلى مسافة منزوية  يقبع ظل بيوت لقرية ـ ) 
الرجل 1:ـ ( هو نفس الممثل الاول في المشهد الاول  ـ يسير  بعد هروبه من كربلاء ) 
حملت قدري وسرت .. الصحراء مترامية الاطراف واسعة هذه الصحراء ولكنها تضيق  بي حتى تنحسر الرغبة في العيش ، تلفعني حرارة  الصمت فهل لي ان اصرخ ؟  ولكن ماذا ساصرخ ؟..ماذا ساقول وهذا الالم يزعجني ؟  
( اهة طويلة ) غبي انا حين تحصنت بالفرار 
رجل القرية:ـ ( يطلع من احدى البيوت )اهلا .. وسهلا 
الرجل1:ـ  اهلا بكم ( يعانقه ) عبرت لفيح  عجزي ، وها انا الهالك 
 رجل القرية:ـ من اي حلم جئتنا؟ 
الرجل 1:ـ من طيف اتسعت معانيه ، انهزمت فهزمت ، تمسكت بخداع الحياة علني انجو  وانا الذي  هربت من سفينة النجاة
رجل القرية :ـ وهل تركته  وحيدا 
الرجل 1:ـ بل تركت نفسي وحيدة دون نصرته 
رجل القرية :ـ انت ... انت من خذل الحسين اذن؟
الرجل 1:ـ بل انا تركت اهلي وعيالي وجئت معه وناصرته حد .... 
رجل القرية :ـ  لماذا تركته  ؟
الرجل 1:ـ  هو الذي خيرني  السبيل  اما النصرة  او الرحيل  برخصته  فرحلت 
رجل القرية :ـ لاخيار امام المصير  فاما ان تكون او تموت ، كيف تركته وانت تسمعه ينادي الا من ناصر ينصرنا ، باي قلب تتركه خلفك وتسير او تظن ان الاخبار لاتصل  الناس ،
الرجل 1:ـ اجازني سيدي  الرحيل  
رجل القرية :ـ من اجل ماذا  تركت الحسين ؟ 
الرجل 1:ـ لي قلب وبيت ولي عيال صغار  وخشيت ان اقتل  فتموت تلك العيال 
رجل القرية :ـ  الم يكن للحسين عائلة وبيت ؟ لماذا هربت وامتطيت الذل وارتديت الخوف  والخذلان 
الرجل 1:ـ  لنصرة  الحسين ساعمل بقية حياتي 
رجل القرية :ـ لو كانت لك نصرة  لما تخليت عنه وانت الذي قدمت  اليه ، كنت تحلم بالعروش  احلاما ما رافقت آل  الرسول يوما ، وهذا يعني مقدار جهلك  لمن صحبت والا ما هربت 
الرجل 1:ـ  ( بغضب ) تخا طبني وكأني انا الذي قتلت  الحسين عليه السلام  
رجل القرية :ـ  وما الفرق؟ الخذلان  والقتل سواء ، فما نفع وجودك الآن وقد ترمل السبيل ، وقتل الحسين غريبا  دون نصير  ونحن شيعته المنتشرون في كل بقاع المعمورة ، 
( ينهار الرجل 1 يجلس الارض ـ رجل القرية يدور حوله )
رجل القرية :ـ ما الفارق بينك وبين من حشد الهمة لقتال حسين .. ها انت خذلته 
وما الفارق  بينك وبين من نادى  انا اول من رمى .. ها انت اول من هرب 
 الرجل 1:ـ  انا ؟ 
رجل القرية :ـ نعم انت  من رمى الحسين بسهم خذلانه ، وانت من انهى نزاع القوم  في ذبح  الرضيع 
الرجل 1:ـ انا منه بريء 
رجل القرية :ـ انت من قيد الفرات ، ومنع الماء ، انت من ارعب الاطفال  واخاف النساء ، انت  من حرق الخيام  وانت  من اوقد العطش المر في كبد الحياة .
**
( يصرخ الرجل 1 .. لا ويبقى يدور ليلتحم بالمشهد الاول  ويعود من رحلة تأمله  راجعا الى لحظة الطف التي جلس عندها ليستريح ) 
الرجل 1:ـ (يقف  منتصبا بقوة  )قمنا اليه  لقد سرحت طويلا  ورأيت الرأي ان نكون كلنا بنصرته  ، هذا سيفي  وهذه حياتي كلها بطوع الحسين ، الشهادة حياة ..
قم اليه  لننصره 
 الرجل :ـ  قم اليه ( مع الجمهور ) وقوموا معنا لننصره في كل حين 
( انتهت المسرحية بعون الله )


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد البناي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/10/10



كتابة تعليق لموضوع : مسرحية.... النصرة في كل حين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net