( بقعة ضوء تسلط على مجموعة من الوجوه ،ثم تتسع البقعة لتكشف
عن مجموعة وهي ترتدي البياض وتمتشق السيوف )
صوت الحسين :ـ لااعلم اصحابا اولى ولا خيرا من اصحابي
المجموعة :ـ السلام عليك يا ابن رسول الله
( تنتقل الانارة الى رجلين يقفان جانبا للتحاور )
رجل :ـ لماذا تركت الحسين عليه السلام يا ابن عباس
ابن عباس :ـ ان اصحاب الحسين عليهم السلام ، لم ينقصوا رجلا ولم يزيدوا رجلا ، نعرفهم باسمائهم
( صوت الحسين عليه السلام :ـ هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا )
مسلم بن عوسجة :ـ أي جمل يا سيدي هذا الذي يعصم وزر النكوص عن نصرة مولاي ، واي عذر هذا الذي يشفع ؟
لو علمت اني اقتل ثم احيا ثم احرق سبعين مرة ما فارقتك سيدي يا حسين حتى القي الله حمامي دونك
زهير بن القين :ـ لوددت اني قتلت ثم نشرت ثم قتلت هكذا الف مرة لما تخليت عنك يا سيدي يا حسين
صوت الحسين :ـ اني غدا ساقتل وتقتلون كلكم معي
المجموعة :ـ الحمد لله الذي شرفنا بالقتل معك
واحد من المجموعة :ـ كلما تمر الطفوف بذاكرة التأمل اسمع صدى قول الرسول (ص)
صوت النبي :ـ ولدي الحسين ستنصره عصبة كانهم نجوم السماء يتهادون الى القتل
( علي الجانب الاخر من ضفة المسرح ، تسلط الانارة على رجلين يتهامسان )
ر جل 1:ـ لنرحل
رجل 2:ـ والحسين ؟
رجل 1:ـ نحن في حل منه كما قال وقد ابرئنا الذمة
رجل 2:ـ باي قلب نعود ونتركه وحيدا بين السيوف والحسين على بعد خطوات من الموت ؟
كيف ؟
كيف ساهجع في ليلي وانا الذي وصل قلب اليقظة ؟
رجل 1:ـ نحن الذين جئنا النصرة من اجل ان يمنحنا الحسين صك الرضا ، وهاهو قد فعل
رجل 2:ـ والضمير .... هذا الذي سيضج بالمحنة لو عدنا دون الحسين؟
رجل 1:ـ وكأني كنت اعلم ان الطريق كان مشحونا بالويل .. انا اود ان انصر الحسين عليه السلام ..( بخوف وتردد ) لكن ان ترى بعينيك كيف سيتناثر جسدك لقمة سا ئغة بين السيوف ، تلك معضلة وانت على بعد ال.... من البيت ـ الزوجة ـ الاطفال ، هي موازنة صعبة يا صاحبي ، ليس الامر موضع كلام ، جيش واسع الخطوة امامه ثلة صغيرة من الرجال، من المؤكد انها ستضيع بين سنابك سطوتهم المريرة ،
الرجل 2:ـ او ليس لزهير ابن القين بيت ؟ او ليس لحبيب بن مظاهر زوجة وعيال ؟
انظر لوجه مسلم وحبيب وعابس لترى فيهم شروق النصرة واشراقها ،
ماجوابك لمن يسأل لماذا تركتم الحسين ؟
الرجل 1:ـ سيكون الجواب هو النبض من حكمة ان يطلب منا الحسين العودة الى بيوتنا ، كي نحمل شغف مودته عنوانا من عناوين الحياة
رجل 2:ـ هي لباقة اعذار .. ننمق العبارات كي نعيش ، انظر الى ربعنا لترى وجوههم الحافلة بالحماسة والشجاعة والنبل والجود واليقين
( تتحول الانارة الى خيمة ابن سعد )
عمر بن سعد :ـ ( يبالغ ) يا اخا همدان ما منعك من السلام علي، الست مسلما اعرف الله ورسوله
الهمداني :ـ اذا كنت مسلما كما تدعي لم خرجت لقتل الحسين ؟ وكيف لك ان تناصر آل يزيد على قتل ابن بنت نبي الله ، والله لوكنت مسلما كما تقول لأدركت معنى ان تكون قائد مكر يذبح البراءة وينتقم لثارات بدر وحنين ، انتم تريدون ان تقتلوا النبي بالحسين
عمر بن سعد :ـ اهذا كل مالديك ، اجئتنا لتقول لنا حكمتك الاخيرة وتعود ،
الهمداني :ـ جئتك لأقول ان الله عزوجل بعث محمدا بالحق بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا وهذا الفرات تقع فيه خنازير السواد وكلابها
عمر بن سعد :ـ ( يقوم غاضبا ) كفى والله ليعطش الحسين كما عطش من كان قبله
( تعود الانارة على الرجلين وهما يتهامسان ويتناقشان في مسألة التنصل من الواقعة التي اصبحت لاشك واقعة )
الرجل 2:ـ كيف سارجع
صوت امرأة :ـ فداك ابي وامي قاتل دون الطيبين من ذرية محمد ،
كيف سارجع ؟
وانا اسمع ابو ثمامة العائدي يصيح
( بقعة ضوء على الواقعة )
ابو ثمامة الصائدي :ـ ولا والله لاتقتل حتى اقتل دونك ان شاء الله يا سيدي يا حسين
رجل 2:ـ وكيف ارجع وانا اسمع نافع بن هلال
( بقعة ضوء على الواقعة )
نافع بن هلال :ـ يا ابن رسول الله لو لم انصرك اليوم فبماذا اجيب غدا رسول الله
رجل 2:ـ كيف سارجع وانا اسمع الغدر حين يستمكن
( بقعة ضوء على الواقعة في طرفها السلبي )
نمير بن الحصين :ـ اما ترون ( يشير الى الفرات ) يلوح كانه بطون الحيات والله لاذقتم منه قطرة حتى تذوقوا الموت جزعا ،
رجل 2 :ـ كيف سارجع وانااسمع الحسين ينادي
صوت الحسين :ـ الا من ناصر ينصرنا ؟
رجل 2:ـ يا الهي ما نفع صلاتي ـ حياتي ـ عبادتي ـ تقواي وانا اترك النصرة والعز ، واجتاز هذا النهوض الى هجعة بعض سنين ، ثم اموت كما يموت ..... لايا صاحبي لاعيش دون نصرة الحسين عليه السلام ، ولا حياة دون هذا الخير
رجل 1:ـ انا لن اخذل احدا ، الحسين عليه السلام هو من وهبني الرخصة بالرحيل ، وبرأ الذمة لي ، ما ذنبي ان اتخذت من الليل جملا كما وصفه الحسين ،
رجل 2:ـ لماذا جئنا اذن ؟
رجل 1 :ـ جئت أم عدت فانا جئت النصرة وحملت الرخصة سبيلا لمأواي
رجل 2:ـ الرخصة..... فلسفة كبيرة لاتفهمها على ما يبدو ، هناك من يعيش ليموت وهناك من يموت ليعيش ، قم معي لترجع اليه لننصره شهداء خيرا من ان نخذله امواتا
رجل 1 :ـ دعني استريح قليلا لأرى الراي كيف سيكون
***
( اجواء من عوالم ضبابية كانها حلمية ـ صحراء قاحلة ـ صوت ريح وعلى مسافة منزوية يقبع ظل بيوت لقرية ـ )
الرجل 1:ـ ( هو نفس الممثل الاول في المشهد الاول ـ يسير بعد هروبه من كربلاء )
حملت قدري وسرت .. الصحراء مترامية الاطراف واسعة هذه الصحراء ولكنها تضيق بي حتى تنحسر الرغبة في العيش ، تلفعني حرارة الصمت فهل لي ان اصرخ ؟ ولكن ماذا ساصرخ ؟..ماذا ساقول وهذا الالم يزعجني ؟
( اهة طويلة ) غبي انا حين تحصنت بالفرار
رجل القرية:ـ ( يطلع من احدى البيوت )اهلا .. وسهلا
الرجل1:ـ اهلا بكم ( يعانقه ) عبرت لفيح عجزي ، وها انا الهالك
رجل القرية:ـ من اي حلم جئتنا؟
الرجل 1:ـ من طيف اتسعت معانيه ، انهزمت فهزمت ، تمسكت بخداع الحياة علني انجو وانا الذي هربت من سفينة النجاة
رجل القرية :ـ وهل تركته وحيدا
الرجل 1:ـ بل تركت نفسي وحيدة دون نصرته
رجل القرية :ـ انت ... انت من خذل الحسين اذن؟
الرجل 1:ـ بل انا تركت اهلي وعيالي وجئت معه وناصرته حد ....
رجل القرية :ـ لماذا تركته ؟
الرجل 1:ـ هو الذي خيرني السبيل اما النصرة او الرحيل برخصته فرحلت
رجل القرية :ـ لاخيار امام المصير فاما ان تكون او تموت ، كيف تركته وانت تسمعه ينادي الا من ناصر ينصرنا ، باي قلب تتركه خلفك وتسير او تظن ان الاخبار لاتصل الناس ،
الرجل 1:ـ اجازني سيدي الرحيل
رجل القرية :ـ من اجل ماذا تركت الحسين ؟
الرجل 1:ـ لي قلب وبيت ولي عيال صغار وخشيت ان اقتل فتموت تلك العيال
رجل القرية :ـ الم يكن للحسين عائلة وبيت ؟ لماذا هربت وامتطيت الذل وارتديت الخوف والخذلان
الرجل 1:ـ لنصرة الحسين ساعمل بقية حياتي
رجل القرية :ـ لو كانت لك نصرة لما تخليت عنه وانت الذي قدمت اليه ، كنت تحلم بالعروش احلاما ما رافقت آل الرسول يوما ، وهذا يعني مقدار جهلك لمن صحبت والا ما هربت
الرجل 1:ـ ( بغضب ) تخا طبني وكأني انا الذي قتلت الحسين عليه السلام
رجل القرية :ـ وما الفرق؟ الخذلان والقتل سواء ، فما نفع وجودك الآن وقد ترمل السبيل ، وقتل الحسين غريبا دون نصير ونحن شيعته المنتشرون في كل بقاع المعمورة ،
( ينهار الرجل 1 يجلس الارض ـ رجل القرية يدور حوله )
رجل القرية :ـ ما الفارق بينك وبين من حشد الهمة لقتال حسين .. ها انت خذلته
وما الفارق بينك وبين من نادى انا اول من رمى .. ها انت اول من هرب
الرجل 1:ـ انا ؟
رجل القرية :ـ نعم انت من رمى الحسين بسهم خذلانه ، وانت من انهى نزاع القوم في ذبح الرضيع
الرجل 1:ـ انا منه بريء
رجل القرية :ـ انت من قيد الفرات ، ومنع الماء ، انت من ارعب الاطفال واخاف النساء ، انت من حرق الخيام وانت من اوقد العطش المر في كبد الحياة .
**
( يصرخ الرجل 1 .. لا ويبقى يدور ليلتحم بالمشهد الاول ويعود من رحلة تأمله راجعا الى لحظة الطف التي جلس عندها ليستريح )
الرجل 1:ـ (يقف منتصبا بقوة )قمنا اليه لقد سرحت طويلا ورأيت الرأي ان نكون كلنا بنصرته ، هذا سيفي وهذه حياتي كلها بطوع الحسين ، الشهادة حياة ..
قم اليه لننصره
الرجل :ـ قم اليه ( مع الجمهور ) وقوموا معنا لننصره في كل حين
( انتهت المسرحية بعون الله )
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat