صفحة الكاتب : الشيخ احسان الفضلي

الإحباط
الشيخ احسان الفضلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من أبرز الأدوار التي يجب أن يقوم بها المثقّفُ هو ترسيخُ الإيجابيات في المجتمع في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية وغيرها، لتضمحلَّ بذلك السلبيات. 
فعلى سبيل المثال، يُرسَّخ أنَّ المجتمعَ القارئَ يسهم في بناء الوطنِ وقوّتهِ، وما إلى ذلك؛ وبذلك يشعر الذين لا يقرؤون بالخجل من عدم المساهمة، فيندفعون نحوَ القراءة تدريجيًا. 
وهنا يأتي دورُ الإعلاميّ في إبراز نماذجَ من القرّاء تكون قدوةً اجتماعيةً تُولِّد الحافزَ لدى الآخرين نحوَ قراءة الكتب والاستزادةِ الثقافية، ولا يُنتقدُ القارئُ إلا في الحالات الخاصّة التي قد تنتشر في المجتمعِ مثل الفيروس.

الغريبُ أنَّنا أصبحنا نُجيدُ النقدَ فقط، حتى صِرنا خبراءَ في صناعةِ الإحباط داخل مجتمعنا، مع الإشارةِ الدائمة إلى إيجابياتِ المجتمعات الأخرى، بدلًا من أن نرسِّخَ إيجابياتِنا ونشيرَ إلى سلبيّاتِ المجتمعات الأخرى لنتجنّبها. 
وقد ورد في الحكمة: «السعيدُ من اتعظ بغيره».
والأغربُ أنَّ المجتمعَ الدوليّ والإقليميّ، على الصعيدين السياسيِّ والأكاديميِّ والثقافيّ، يزدادُ إعجابًا يومًا بعد يومٍ بالمنجزِ العراقيّ — شعبًا وأمنًا ودولةً وجامعاتٍ وإعمارًا — وتزدادُ تصريحاتُهم الإيجابية والبنّاءة، في حين ما زال الكثيرُ من أصحابِ الأطروحاتِ عبر الإعلام يزيدونَ الشارعَ إحباطًا ويتغنّونَ بالآخرين.

وممّا نُقِلَ عن الإمامِ الصادقِ عليه السلام مخاطبًا أحدَهم:
«إذا رأيتَ من هو أسفلَ منك درجةً، فارفَعْه إليك برفق، ولا تحمِلْ عليه ما لا يُطيق فينكسر؛ فإنّ من كسر مؤمنًا فعليه جبرُه».
فكيف بمن يكسرُ شعبًا ويحبطُ معنويّاته؟!
هل يظنُّ أنّه بذلك سيبني وطنًا؟!
ولمصلحةِ مَن يُكسَرُ هذا الشعب؟!
هل تحقيقُ مكسبٍ انتخابيّ أو إيجادُ بصمةٍ في الوسطِ السياسيّ يستحقُّ مثلَ هذا الثمن؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ احسان الفضلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/10/05


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • نحن والمرجعية  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : الإحباط
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net