من أبرز الأدوار التي يجب أن يقوم بها المثقّفُ هو ترسيخُ الإيجابيات في المجتمع في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية وغيرها، لتضمحلَّ بذلك السلبيات.
فعلى سبيل المثال، يُرسَّخ أنَّ المجتمعَ القارئَ يسهم في بناء الوطنِ وقوّتهِ، وما إلى ذلك؛ وبذلك يشعر الذين لا يقرؤون بالخجل من عدم المساهمة، فيندفعون نحوَ القراءة تدريجيًا.
وهنا يأتي دورُ الإعلاميّ في إبراز نماذجَ من القرّاء تكون قدوةً اجتماعيةً تُولِّد الحافزَ لدى الآخرين نحوَ قراءة الكتب والاستزادةِ الثقافية، ولا يُنتقدُ القارئُ إلا في الحالات الخاصّة التي قد تنتشر في المجتمعِ مثل الفيروس.
الغريبُ أنَّنا أصبحنا نُجيدُ النقدَ فقط، حتى صِرنا خبراءَ في صناعةِ الإحباط داخل مجتمعنا، مع الإشارةِ الدائمة إلى إيجابياتِ المجتمعات الأخرى، بدلًا من أن نرسِّخَ إيجابياتِنا ونشيرَ إلى سلبيّاتِ المجتمعات الأخرى لنتجنّبها.
وقد ورد في الحكمة: «السعيدُ من اتعظ بغيره».
والأغربُ أنَّ المجتمعَ الدوليّ والإقليميّ، على الصعيدين السياسيِّ والأكاديميِّ والثقافيّ، يزدادُ إعجابًا يومًا بعد يومٍ بالمنجزِ العراقيّ — شعبًا وأمنًا ودولةً وجامعاتٍ وإعمارًا — وتزدادُ تصريحاتُهم الإيجابية والبنّاءة، في حين ما زال الكثيرُ من أصحابِ الأطروحاتِ عبر الإعلام يزيدونَ الشارعَ إحباطًا ويتغنّونَ بالآخرين.
وممّا نُقِلَ عن الإمامِ الصادقِ عليه السلام مخاطبًا أحدَهم:
«إذا رأيتَ من هو أسفلَ منك درجةً، فارفَعْه إليك برفق، ولا تحمِلْ عليه ما لا يُطيق فينكسر؛ فإنّ من كسر مؤمنًا فعليه جبرُه».
فكيف بمن يكسرُ شعبًا ويحبطُ معنويّاته؟!
هل يظنُّ أنّه بذلك سيبني وطنًا؟!
ولمصلحةِ مَن يُكسَرُ هذا الشعب؟!
هل تحقيقُ مكسبٍ انتخابيّ أو إيجادُ بصمةٍ في الوسطِ السياسيّ يستحقُّ مثلَ هذا الثمن؟!
|