صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

قراءة في خطبة الجمعة لسماحة السيد أحمد الصافي 24 شعبان 1439 هـ الموافق 11/5/2018 م
علي حسين الخباز

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 علمنا الإمام زين العابدين "عليه السلام" كيفية التعامل مع الله سبحانه وتعالى، إذا ما وقعنا في شدة وابتلينا ببلاء
 يبين لنا كيف ندعو الله سبحانه، دعاء لجميع مضامين الشدة بمفردات استقام عليها الدعاء.
والدعاء يمثل الرؤية المعبرة عن قضايا إنسانية، حلم الإنسان أن يصل إلى حالة التكامل، ويرى سماحة السيد أحمد الصافي أن الوقوف بين يدي الله لحظة الدعاء والسؤال هو محل الكمال والخير وجميع الفضائل، لا بد من اغتنام الفرصة، فرصة المثول بين يدي الله تبارك وتعالى لعرض الاستعانة.
نقف عند بعض المفردات المهمة لنتأمل في سعتها مثل مفردة (الرغبة) التي تدل على حالة إنسانية تتباين الرغبات بحسب أهمية الموضوع، وبحسب تربية الإنسان نفسه.
الإمام السجاد عليه السلام يدعو الله (وارزقني الرغبة في العمل لك بآخرتي حتى أعرف صدق ذلك من قلبي) وحين يكون الغالب عليّ الزهد في دنياي، يمكن النظر إلى مفردة (الرغبة) وتفاعلها الإنساني على مستوى الفرد والمجتمع كنشاط اجتماعي، نجد أن التعبير الوصفي يمثل لنا أن يأخذ الإنسان الدواء رغبة في الصحة، وأن تعارض مع المزاج، قد رغب الإنسان بأمور حسية، معلومة عنده المال والاستقرار والعلم.
و (الرغبة) بمفهومها الكلي وتمسكت بشروط انتمائها النفسي والاجتماعي، الرغبة بالعمل لله تعالى والتمهيد لآخرته، المعنى فكرة، حالة ذهنية وتأويلية والبحث في هذا المعنى هو بحث في صياغته وتأويله.
والسيد أحمد الصافي يعد العمل لله تعالى (ليس متيسرا لكل أحد) لأنه يحتاج إلى مجاهدة، وأن لا يمن ولا يعير.
النظر إلى الخطاب برؤى فكرية تعيد توظيف المعنى، عندما يكون العمل لله سبحانه وتعالى، لا شك أن له أثر في الدنيا وأثر في الآخرة، وما دام هناك أيمان بالجزاء في الآخرة فأي عمل يعمله الإنسان المؤمن تكون الغاية أنه لله تبارك وتعالى، الفكر الناضج قادر على كشف معنى ( الرغبة) التي تحث على العمل الأفضل، لهذا يقول إن الإنسان يتوفق للعمل، أي تتوفق النية لإكمال العمل وإنجازه كاملا، هذا توفيق الله أن لا يشوب العمل شائبة، ويبقى محافظ على توقده الذهني وفي التصور أن لا نية أخرى تشوش على صفائه فهو عمل خالص لله سبحانه، ويعود إلى النظر في مفردة (الرغبة) والتأمل في عوالمها والكشف عن السعة التي تحتويه ف (الرغبة) هي المعين على إنجاز العمل بشكل صحيح، والبعض لا يحب العمل لكنه يؤديه لأنه فرض من الله سبحانه وتعالى، وهذا يعني أن العمل يحتاج إلى الرغبة من أجل التميز، لذلك قال الإمام السجاد "عليه السلام" (وارزقني الرغبة) لو تأملنا في هذا المعنى لوجدناه يرتبط عند الإمام "عليه السلام" بالتوفيق وبصحوة الوجدان وبيقظة القلب وصدق المشاعر ليصل الى مرحلة اليقين.
 يعرض علينا سماحة السيد أحمد مسألة غاية في الدقة عندما يفسر لنا معنى قوله تعالى ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ﴾
هناك تضاد بين نقيض واضح بين الجحود والتيقن، والمعنى أن الجحد لا يصل إلى حالة النفس والقلب وإنما الجحد حتى يتخلص من المسؤولية، فالإمام يدعو الله تعالى أن يرزقه (الرغبة). والقضية في جوهرها قضية توجيهية تعرفنا أن القلب لا يخدع، وله القدرة على فرز العمل الصحيح من فاسد العمل، وكأن القلب لديه معايير يتعامل معها حسب الفطرة، لذلك طلب الإمام من الله سبحانه تعالى الزهد، والزهد معناه ألا يفرح الإنسان بما آتاه ولا يحزن بما فات والحمد لله.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/09/28



كتابة تعليق لموضوع : قراءة في خطبة الجمعة لسماحة السيد أحمد الصافي 24 شعبان 1439 هـ الموافق 11/5/2018 م
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net