المدارس السبعة لمشاهير الرواديد الحسينيين (ج 1)
عصام عباس الشمري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عصام عباس الشمري

لاشك أن مأساة الإمام الحسين (ع) لم تكن حدثاً عادياً في تأريخ البشرية، بل كانت فاجعة عظمى، وكارثة انسانية خطيرة، وحدثاً مهولاً هزّ الدنيا بأسرها، وهي تحمل بين طياتها العِبرة والعَبرة... ومن ذلك اليوم وإلى يومنا هذا نشاهد ونسمع مصيبة الحسين (ع) تتجدد وتزداد بشكل غير طبيعي لافت للنظر جيل بعد جيل في جميع دول العالم.
وفي عقيدتنا أن إقامة هذه الشعائر الحسينية هي من أساسيات نجاح مذهب الحق، وأنها ممارسة تتوارثها الأجيال رغم المضايقات، والمنع، والحملات الاعلامية المسمومة، والحرب النفسية التي مارستها الزمر الارهابية التكفيرية في كل عصر وزمان بحق أتباع مدرسة أهل البيت (ع)، فكان جزاؤهم السجن والقتل والتشريد...
فحري بنا (جميعاً) أن نؤدي رسالتنا الحسينية بأمانة وإخلاص، وذلك بدعم هذه المجالس مادياً ومعنوياً، فهي مصيرنا وهويتنا في الحياة، نعم هي هويتنا وعقيدتنا نحيا ونموت من أجلها. علماً أن رواد المنبر الحسيني وأعلامه المشاهير كان لهم الدور الريادي الكبير في نشر ثقافة عاشوراء ومظلومية آل محمد (ص) كحاضرة إسلامية في استقطاب المجتمع، ودفعه للأخذ برؤى وأفكار النهضة الحسينية وفلسفتها وأبعادها ومعطياتها، وكلهم من معين مدرسة الحسين (ع) وخريجي منبره المقدس.
ومن خلال تتبعي الدقيق لمسيرة رواد المنبر الحسيني وأعلامه الكبار من الرواديد، ارتأيت أن أقدم لمحة سريعة فيما يخص عطاءهم المتجدد، وكفاءتهم المنبرية الرائعة... ونظراً لاعتمادنا على الجهد الشخصي وما هو مخزون في الذاكرة (فقط)، نستقرئ معاً جانباً واحداً من جوانب عظمة أولئك الاعلام الذين بروزا بشكل غير طبيعي في الأداء المنبري الحديث.
مع العلم أن أحد أسباب نجاح القصيدة الحسينية (المنبرية) وتطورها يعود بالدرجة الأولى إلى أصحاب الخبرة من الشعراء والرواديد الذين جسدوا مفاهيم ثورة الإمام الحسين (ع) في نفوس محبيه، من خلال خدمتهم لمنبره المقدس، واستيعاب دروس التضحية والفداء؛ فالرواديد الكبار كان لهم الدور الأكبر والأهم في إيصال صوت الإمام الحسين (ع)، فكانوا بحق هم الرسالة الاعلامية على مدى سنين طويلة بأدائهم المتميز الذي بقي شامخاً، ولهذا خلدهم الدهر وأصبحت أسماؤهم علامة مضيئة حية لامعة كأشعة الشمس، وكل واحد من هؤلاء الأعلام يعد رائداً في فن الانشاد المنبري المميز، بل مدرسة متكاملة من مدارس منبر سيد الشهداء (ع):
1- المرحوم الشيخ فاضل الرادود النجفي.
2- المرحوم الحاج حمزة الزغير الكربلائي.
3- المرحوم الحاج عبد الرضا آل وهب النجفي.
4- الشيخ جاسم النويني الطويرجاوي.
5- المرحوم الشيخ وطن الرادود النجفي.
6- السيد محمد العوادي الكوفي.
7- المرحوم الشيخ ياسين الرميثي.
في الحقيقة أن هؤلاء الاعلام (السبعة) هم رواد الفن الحسيني الحديث، وصانعو (الطور الحسيني) المتجدد، أخذوا مواقعهم المتقدمة الراقية في التجديد، ونحا كل واحد منهم منحى يمتاز به عن أقرانه؛ لأن لديه القدرة والاستطاعة والكفاءة العالية وقوة الصوت في الأداء وجماليته، وأهمها النية الصادقة، والإخلاص في العمل المنبري الحسيني.
ولا عجب في أن أقول: إن القصائد التي قرأها المرحوم فاضل الرادود قد لا يصل الى مستوى أدائها كل الرواديد في عصرنا الحاضر، وخصوصا (الگعدة) التي اعتبرها (جرائد وليست قصائد، كما هو المتعارف لدى بقية الرواديد والشعراء)؛ نظراً لطولها ومعانيها المفيدة التي تنسجم مع الواقع المعاصر في وقته، أضف الى ذلك الشجاعة والجرأة والشخصية والصراحة والقوة التي كان يمتلكها أهّلته أن يتصدر قائمة الرواديد الكبار (الأوائل) في عصره، ويعتبر باب المدرسة المنبرية التي تفرعت منها مدرسة كل واحد من هؤلاء المشاهير الستة، فهو أولهم وأقدمهم وأشهرهم، وكانت قصائده تُسجل وتُذاع في دار الاذاعة العراقية سمعتها سنة 1969م.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat