أثر شعور الطفل بأنه غير مرغوب فيه الجزء الأول
عبد الكريم العامري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد الكريم العامري

تلعب الطريقة التي يتربى بها الطفل في سنواته الأولى دوراً مهماً في التأثير على تكوينه النفسي والاجتماعي، بعبارة أعم على تكوين شخصيته، فإن كانت هذه الطريقة أو أسلوب التربية يقوم على إثارة مشاعر الخوف، وانعدام الأمن في نفوس الأطفال الصغار في مواقف متعددة، متكررة، ترتب عن ذلك تعرضهم للاضطراب النفسي، والتأخر في نواحي النمو المختلفة، الذي يؤثر دون شك في صحتهم النفسية في مستقبل حياتهم.. من هذه الأسباب شعور الطفل بأنه منبوذ من ذويه.
يسلك بعض الآباء مع أبنائهم أنماطاً مختلفة من السلوك تدفعهم إلى الشعور بأنهم غير مرغوب فيهم. كلما تكرر هذا السلوك، خاصة في المراحل الأولى من حياة الطفل، أثر ذلك تأثيراً بالغاً في تكوينه النفسي؛ ذلك أن الطفل في هذه الفترة من فترات النمو يعتمد على والديه؛ إذ يتطلب منهما العطف، الحنان، الحماية، بيد أنه إذا ما تعرض لهذا السلوك في مرحلة متأخرة كمرحلة المراهقة مثلاً، فإن آثار الإهمال والنبذ تكون محدودة؛ بسبب ما وصل إليه المراهق في هذه السن من نمو ونضج انفعالي.
الأسباب التي تدعو الى الشعور بأنهم غير مرغوب فيهم:
1ـ الإهمال:
إهمال الأطفال وعدم السهر على راحتهم من ناحية المأكل، المشرب، الملبس، النظافة، الواقع أن الأم الطيبة لا تهمل هذه الأمور، تعتقد أن القيام بها من الضروريات التي يجب عليها الاضطلاع بها نحو أطفالها.
2ـ انفصال الطفل عن والديه:
الطفل الصغير حساس جداً، لبعد أمه عنه، حتى ولو كان ذلك لفترات قصيرة، فإن هذه الفترات كافية لأن تشعره بالقلق. هنا نجد الطفل دائم السؤال عنها. قد يحدث في بعض الحالات أن يؤدي بُعدُ الأم عن الطفل، وتغيِّبها عنه إلى نوع من الاستثارة الانفعالية تكون أحياناً على شكل صراخ أو ثورات غضب.
3ـ التهديد بالعقاب:
التهديد بالعقاب البدني بقصد تعويد الأطفال النظام والطاعة.
4 ـ التهديد بالطرد:
من المنزل أو الحرمان من فسخه أو إرساله الى مدرسة ايوائية، أو تسليمه الى رجل الشرطة، إذا ما ارتكب ذنباً في محيط أسرة.
5ـ كثرة التحذيرات:
إذا ما طلب الطفل أن يخرج بمفرده للطريق العام، أو إذا طلب اللعب مع رفاقه خارج المنزل؛ كأن يقال له مثلاً: إذا خرجت للعب بمفردك فسوف تتعرض لأخطار الطريق، ربما دهمتك سيارة مسرعة.. من التحذيرات الأُخَر ما يتصل بالطعام، كأن يقال له مثلاً: إذا أكلت هذا النوع من الطعام ستصاب بالمرض.
إن هذه التهديدات والتحذيرات على مستوياتها المختلفة، تثبت في عقل الطفل، وترتبط دائماً بمثيرات معينة، تصبح فيما بعد مصدراً للفزع والضيق والشعور بعدم الأمن. إن هذه التهديدات تحدث من الأثر السيء في نفوس الأطفال، أكثر مما تحدثه الخبرة نفسها، إذا ما تعرض لها الطفل في الحالات السابقة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat