لم تترك سيدة نساء العالمين (ع) وسيلة من وسائل الدعوة والتأثير إلاّ واستخدمتها بعد استشهاد الرسول الاعظم (ص) والانقلاب الذي حصل على وصيته، فمنذ اللحظة الأولى بدأت الزهراء (ع) بالتحرك في كل الاتجاهات من أجل دعوة الناس للعودة الى شريعة ابيها (ص).
فاستخدمت سلاح (أرض فدك) المغصوبة، لتبيّن مدى الانحراف الذي حصل في الأمة، ولتكون قضية هذه الأرض رمزاً عظيماً لفقدان شرعية السلطة الحاكمة، ومن ثم خطبتها الشهيرة أمام القيادات العليا، حيث اقضّت مضاجعهم، وبيّنت تاريخهم الأسود، ومدى انحرافهم واستمرارهم على هذا الانحراف.
واستمرت (ع) على نهج المقاطعة والرفض لكل محاولات التقرب لها ونيل رضاها، وذلك لتُظهر مدى غضبها على أعداء الدين الذي هو امتداد لغضب الله تعالى عليهم.
ولم تستنفد (صلوات الله عليها) ادوات الدعوة والإعلام، بل استخدمت سلاح بيت الأحزان، ليكون صرحاً شاهداً على مدى مظلوميتها أمام مركز الخلافة حتى استُشهدَت ودُفنت سراً حسب وصيتها.
وهذه الوصية كانت بحد ذاتها تمثل أكبر صرخة بوجه الظالمين، فقبرها المجهول صار الى اليوم دليلاً للعالم أجمع أعلنت من خلاله الزهراء (ع) عن رفضها لحكام الظلم والجور.
فمولاتنا الزهراء (ع) كانت المدرسة الإعلامية الأولى التي دافعت عن حق الولاية لأهل البيت (ع)، ونهجها أصبح اليوم معيناً لا ينضب للعاملين في مجال الدراسات الاعلامية الحديثة حول أساليب الدعوة والتأثير في الناس، وما ابنتها السيدة زينب (ع) إلا دليل واضح على عظم هذه المدرسة الاعلامية الفاطمية التي أثمرت عن مدرسة اعلامية زينبية سارت على نفس النهج، عندما دافعت عن النهضة الحسينية في كربلاء.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat