ها أنا يتقدّم بي العمر، وأرى الطّقس راكدا كساق مكسورة! تتنهّد من تشابه الأيّام المتتالية، ولا تستطيع تفسير إعجابك بمدى إعجابك أو مدى تحقيرك في آن واحد!
ترى المناخ الذي يحيط بنا هو مناخ إستعبادي، فيخلقون لك أنا جديدة تُحيل أفكارك إلى أفكار ضبابيّة! ترى الشّمس تشرق وتغرب كإنسان مرهق، وترى الأغلبيّة تقع في تفاصيل السّطحيّة والسّذاجة والمسخرة.
أحيانا تفكر في زوبعة التّحدث عن الإنسان بدون مساحيق تجميل، أحيانا تفكّر بشغف في الضّغط القاهر الذي شهدته، أحيانا تفكّر بلحظات الصمت المشتاقة في داخلك.
أحيانا تفكّر في الحشرات الملتصقة بسيقان العشب، أحيانا تفكّر وتسأل: هل الهواء هو من يحرّك ورقة الشّجرة؟ أم أنّ ورقة الشجرة هي نفسها تتحرّك؟ أم أنّ عقلي هو من يرى ورقة الشّجرة تتحرّك؟!
أحيانا تفكر في الأشكال العجيبة والجميلة للغيوم! أحيانا لا ترغب بالعودة مثل تلك الغيمة الممزّقة، لأن العودة إلى ذلك الأمر أشبه بمن هبط على كوكب المريخ، أو هبط على القمر وحيدا!
أحيانا تفكّر بما حفرهُ الإكتئاب من أبيات على جبينك! أحيانا تعود إلى ذلك الحضن منهكاً كبئر جافة مرتبطة بيوم غد بخيط ضعيف من الّلامبالاة!
عندما لا يتحرك شيء في جسدك إلا أمواج المِلح المُتمَلمِلة! عندما تُغمض عيناك وتحمل طقسك معك! عندما تشاهد الحوت الأزرق الكبير يسبح في ظلام هيكلك! عندما يتملّك الجوع من عيناك! عندما تعود إلى منزل من عظام! وكل ما تراه الآن كلّه عظام.
في النهاية:
هكذا ينبت الورد في حديقة الشيطان!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat