أهلُ غزةَ يشكونَ حالهمْ إلى (الله)
د . محمد خضير الانباري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . محمد خضير الانباري

بعدَ أنْ فقدَ العالمُ إنسانيتهُ
يكاد لا يمرُ يومَ مالاً نسمعُ بجريمةٍ جديدةٍ بحقِ أهل غزةَ منْ قبلُ الكيانِ الصهيونيِ المغتصب، دونُ ردعُ منْ أحد، ما عدا مقاومةَ أبطالِ غزةَ في الرد، للدفاعِ عنْ أنفسهمْ وأهاليهم، لا نسمعُ سوى الشجبِ الاستنكارِ لبعضِ الدولِ أوْ الأشخاصِ الدوليينَ.
تبقى غزةَ صامدةٌ رغمَ جراحها، تصرخَ بصمتها، وحالها إلى الإنسانيةِ جمعاء، منْ آلةِ الحربِ الصهيونية، التي لمْ ترحمْ صغيرا أوْ كبيرا، تشكو إلى اللهِ منْ الصمتِ العربيِ والإسلامي، الذينَ يكتفونَ بالمشاهدةِ والشجبِ الخجولِ أوْ تقديمِ فتاتِ المساعداتِ الغذائيةِ والطبية.
لقدْ فقدَ العالمُ معنى الإنسانية، التي يتحدثونَ فيها في الليلِ والنهار، وتدرسها جامعاتهم، ، في مناهجِ القانونِ الدوليِ الإنساني، وقانونَ حقوقِ الإنسانِ في مواجهةِ هذا المجرمِ العالميِ (الكيانُ الصهيونيُ ) ، ولكنَ العتبَ ليسَ على الدولِ الأجنبيةِ في غربها وشرقها، ولكنْ على المسلمينَ والعربِ الذي وصلَ تعدادهمْ السكانيُ وفق آخرٍ الإحصائياتِ إلى أكثرِ ملياريْ نسمة.
إنَ مواجهةَ العدوِ الصهيونيِ ليسَ بالضرورةِ أنْ تقتصرَ على الجانبِ العسكريِ بلْ هنالكَ العديدُ منْ وسائلِ الضغطِ الأخرى، منْ أجلِ وقفِ العدوان، وإجبارهُ إلى طاولةِ المفاوضاتِ لتنفيذِ القراراتِ الدوليةِ ذاتِ العلاقةِ بالقضيةِ الفلسطينية.
إنَ الدولَ الإسلاميةَ والعربيةَ وما تمتلكهُ منْ إمكانياتٍ مختلفة، لو سخرت قاطبة، لهذه المهمِة الإنسانيةِ في وقفِ العدوانِ الصهيوني، وأهمها الجوانبُ السياسيةُ والاقتصادية.
فأهلُ غزة لا تطلب المستحيل، ولا تستجدي الشفقة، بلْ تطلبُ نصرةً تفرضُ على كلِ منْ يؤمنُ بالحقِ والعدل، ألمْ يقلْ الحديثُ الشريفُ (مثلُ المؤمنينَ في توادهمْ وتراحمهمْ وتعاطفهمْ مثلٍ الجسدِ إذا اشتكى منهُ عضو، تداعى لهُ سائرِ الجسدِ بالسهرِ والحمى ) .
هنالكَ العديدُ منْ وسائلِ الضغطِ على الكيانِ الصهيوني، منها، التحركِ القضائيِ الدوليِ في تشكيلِ فرقٍ قانونيةٍ متخصصة، مدعومةً منْ كلِ الدولِ الإسلاميةِ والعربية، والتوجهُ إلى المحاكمِ الدولية، كما ما قامتْ بهِ جمهوريةُ جنوبَ أفريقيا، لمقاضاةِ الكيانِ الصهيونيِ عنْ جرائمهِ المستمرةِ بحقِ الشعبِ الفلسطيني. وكذلك ، مقاطعةُ الكيانِ الصهيونيِ في الجوانبِ التجارية كافة، ومنْ يتعاملُ معهُ تجارياً، أو تفعيلُ مكتبِ مقاطعةِ إسرائيلَ لدى الجامعةِ العربية، وإلزامَ الدولِ العربيةِ بذلك.
وأخيراً، نقول: حين تغلقُ الأبوابُ ويضيقُ الحال، يبقى بابُ اللهِ مفتوحا، فإن ، غزة تشكو إلى الله، فدموعُ نسائها، وأنينَ جرحاها، يصعدَ إلى أبواب السماء، تؤكدهُ دماءُ الشهداء، يشهدَ اللهُ أنَ أهلَ غزةَ صابرونَ محتسبون، لا يطلبونَ إلا العدلُ والحريةُ والكرامة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat