صفحة الكاتب : بتول حيدر روماني

إرث الصادق معركة وعي العصور
بتول حيدر روماني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 سرمدية تلك الشخصيات تخط سير الأجيال الى اللاحق من المستقبل، في مواجهة ضجيج الأزمات لإنارة ظلمة الزمن ،كإرث خالد منذ خلق المخلوقات من العدم.

بعث الله لنا تلك الانوار المخلدة محملة برسائل العود لدار الخلود منيرة مصابيح العلوم لنرتقي كخلفاء صالحين مؤثرين في الكون "قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
..دواؤك فيك وما تشعر * وداؤك منك وما تبصر وأنت الكتاب المبين الذي * بأحرفه يظهر المضمر وتزعم أنك جرم صغير * وفيك انطوى العالم الأكبر"¹.
ومن هذه السرمديات محمد بن جعفر الصادق عليه السلام ....إمام الطهر والكفالة ،إمام الفقاهة والعلوم ،إمام قائم بدين الله منجي اهل زمانه من الفتن والصراعات راد عن كل شبهات من ادعى العبودية لغير الله، فكان نبراس للوعي وعمود شرف المسلمين، وإمام فقهائهم تتلمذ على يديه علماء الأمة ، فكان رائد للتخصصات العلمية من الفيزياء للكيمياء للعلوم الكونية للعلوم الإسلامية الفقهية والاصولية،فتلمذ على يديه ما يقارب الـ4000 آلاف تلميذ وطالب ومنهم العلماء مثل:
جابر بن حيّان، هشام بن الحكم ،حمران بن أعين الشيبانيّ،أبي حنيفة،الفضيل بن يسار، المفضل بن عمر الجعفي ،مالك بن أنس...

فازدهرت جامعة اهل البيت التي أسسها جده الامام زين العابدين عليهم السلام اشد ازدهار وازدهاء في زمنه، فقد احتضنت تلاميذاً وطلاباّ من مختلف البلدان والمذاهب والفرق والاتجاهات ، فحاور  بالعقل وناقش بالأدب ورد الشبهات بالنقد البناء فكان حسام على المغاليين بالدواة والقلم..
وهذا ما نحتاجه اليوم في خضم الصراعات القائمة البعيدة عن "الحوار العقلاني " الذي نفتقده وسط شوارع وسائل التواصل الاجتماعي و تأثيراتها على الشباب والأمة.
سطر الصادق عليه السلام تنوع كالوحات البحرية المنقوش فيها فسيفساء الجمال مثالا لـ "الجامعات المتعددة الاختصاصات" في العصر الحديث حيث لا كمال للدين دون اخلاق ،كما لا كمال للعلم الديني دون العلم التطبيقي.

وفي حين كانت الصراعات قائمة بين حكومتين اموية وعباسية في زمانه، أختار عليه السلام "معركة الوعي" لينهض بالأمة وينير درب المستضعفين ويحافظ على المسلمين.
فكان فيصل صدق بين الحق والباطل ومنارة هدى لمن اتبع سواء السبيل.
كيف نقاوم دون عنف؟
هذا ما علمنا إياه امامنا الصادق عليه السلام فلماذا لا نستلهم منه معاني الوعي والحرية اليوم.


التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٩٢.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بتول حيدر روماني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/09/06



كتابة تعليق لموضوع : إرث الصادق معركة وعي العصور
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net