من المعلوم أن الحياة الدنيا هي دار اختبار لا دار استقرار ،و منبع هذا الاختبار هو الله سبحانه حيث يصبه بشكل بلايا على عباده مع اختلاف مراتبهم .
وهنا السؤال الذي يجول في البال لماذا يبلينا الله سبحانه مع علمه بنتيجه البلاء وهل البلاء لنا نقمة ام نعمة ؟
إن الله سبحانه وتعالى فضل بني البشر عن باقي مخلوقاته بخلق العقل الذي يميز بين الحسن والقبح وأرسل الأنبياء والمرسلين والأولياء ليدل بهم على طريق السعادة من طريق الشقاء
وإن سبحانه لم يخلق كل ذلك حاشاه عبثاّ
فإن غايه خلق الكون متجلية بالعبادة ومعرفة المعبود حق معرفته
ورد في الحديث القدسي قال سبحانه: " كنت كنزا " مخفيا " فأحببت أن اعرف فخلقت الخلق لكي اعرف...¹.
فغاية خلقنا هو معرفة الله ولقائه بوجه حسن ولا يكون ذلك إلا بالطاعة والقيام بما أمرنا به من الانبياء والمرسلين والأوصياء واختيار الحسن من القبح .
وإن البلاء قد جعل ليميز بين بني البشر الشقي من السعيد، ليفصل بينهم في دار القرار الشقي مع الشقي في النار والسعيد مع السعيد في الجنان .
والله يبلينا مع علمه بنتيجة بلائنا لإلقاء الحجة علينا يوم الحشر فليس عدلاً أن يلقي الله سبحانه بك في النار وأنت ناجح في البلاء !
فحينها سترفض النتيجة التي يعلمها الله.
كما لو قال لك سبحانه : أنت لم تصبر على المرض لو كنت أمرضتك به؟
ستقول حينها سوف أصبر لو كنت ابليتني!
فلو لم يتحقق البلاء لسقط عنك العقاب قال تعالى ﴿الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور ﴾²
فلمن البلاء وهل هو نقمة ام نعمة ؟
إن البلاء يكون للناس كافة مع اختلاف مراتبهم ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: قال( إن البلاء للظالم أدب، و للمؤمن امتحان، وللأنبياء درجة، وللأولياء كرامة)³
فسبحانه حتى انبيائه ابلاهم بشتى أنواع البلايا لتكون لنا عبر ودروس واسوة نقتدي بها في سيرنا بهذه الحياه الدنيا ،كبلاء نبي الله ايوب بالمال والولد والجسد فكان الصبر ملازماً لنبينا ايوب عليه السلام
قال تعالى:﴿ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾⁴
ولم يسلم من بدنه شيء إلا قلبه ولسان اللذان لم يلهجا سوى بلغة الحب والرضا وذكر الله سبحانه فنجاه الله ورفع عنه البلاء وجعله من المكرمين.
والبلاء للمؤمن ميزان بكفتين كفة الصبر والرضا وكفة اليأس من روح الله والشرك والتجبر، والنتيجة تظهر باختيار أحد الكفتين.
وللمنافق كالعصا المؤدبة ليصحى من غفلته فإن عاد وتذكر وتصبر وتاب فهو مع السعداء وإن اعترض وتكبر فمصيره مع الاشقياء.
وبات من المعروف أن للبلايا اشكال في الوقوع حيث تقع على الانفس والبنون والاموال ،كالإبتلاء بجارالسوء و الظالم والمنافق والزوج غير الصالح والابن العاق والفقر أو الخسارة بالاموال والأملاك والصحة وفقد للأبناء.
وإن البلايا بمختلف اشكالها لا حصر لها على الفرد والمجتمع فقد يصاب جميعها او بعضها وقد تقع شاملة وخاصة.
ما الفائدة من البلاء؟
إن الغافل عن رحمة الله اليائس من روحه تأتيه البلية فيعدها نقمة ولكنها في واقع الحال هي نعمة تخفف عنه عذاباً سيعذب به يوم يلقى الله سبحانه قال تعالى:﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾⁵
والقانع بأن هذه الدنيا ممر ليعود الى الجنان فسوف يجد البلاء نعمة يأنس بها حب الله له فإن الله اذا أحب عبدا ابتلاه .
فلا بد حين يأتينا البلاء ان نتعاطى معه بأنه نعمة كما تعاطى معه كافة الأنبياء والأوصياء وعلى الخصوص أهل بيت النبوة وهم من تعرضوا لأشد البلايا من سلب الحق والفقد والأسر والظلم والجور والقتل حتى للطفل الرضيع من أمة ملعونة لم و لن تجد لنجاتها طريق بقتلها لحفيد المصطفى صلى الله عليه واله وسلم ،الذي لم يخرج إلا طالب للإصلاح بدين جده رسول الله بعدما بدلوا فيه وعاثوا بالأمة والدين مفسدين وما أشبه تلك الأمة الفاسدة بالفاسدين اليوم .
ومع كل تلك البلايا التي نزلت بهم كانوا فيها
صابرين محتسبين طائعين لله ففي يوم
عاشوراء تلك القضية الأزلية التي فيها أعظم دروس الطاعة والعطاء لله سبحانه عند اشتداد المصاب على أبي عبد الحسين عليه السلام قال( هون ما نزل بي إنه في عينك يا رب)⁶.
ورد القائدة المحورية السيدة زينب عليها السلام حين خاطبها الملعون في مجلس الأسر في الكوفة :
كيف رأيت صنع الله بأخيك و أهل بيتك ؟
فقالت : ما رأيت إِلّا جميلًا .
فهل نجد لوحة للصبر والعطاء على البلايا
اجمل من هذه اللوحة التي هي بقضيتها تعد لنا
من أعظم النعم في استمرارية مذهبنا والتي يعلي بها الله مراتبنا ويغفر فيها ذنوبنا فنعم النعم البلايا التي ستلقينا الله بوجه حسن.
من المعلوم أن الحياة الدنيا هي دار اختبار لا دار استقرار ،و منبع هذا الاختبار هو الله سبحانه حيث يصبه بشكل بلايا على عباده مع اختلاف مراتبهم .
وهنا السؤال الذي يجول في البال لماذا يبلينا الله سبحانه مع علمه بنتيجه البلاء وهل البلاء لنا نقمة ام نعمة ؟
إن الله سبحانه وتعالى فضل بني البشر عن باقي مخلوقاته بخلق العقل الذي يميز بين الحسن والقبح وأرسل الأنبياء والمرسلين والأولياء ليدل بهم على طريق السعادة من طريق الشقاء
وإن سبحانه لم يخلق كل ذلك حاشاه عبثاّ
فإن غايه خلق الكون متجلية بالعبادة ومعرفة المعبود حق معرفته
ورد في الحديث القدسي قال سبحانه: " كنت كنزا " مخفيا " فأحببت أن اعرف فخلقت الخلق لكي اعرف...¹.
فغاية خلقنا هو معرفة الله ولقائه بوجه حسن ولا يكون ذلك إلا بالطاعة والقيام بما أمرنا به من الانبياء والمرسلين والأوصياء واختيار الحسن من القبح .
وإن البلاء قد جعل ليميز بين بني البشر الشقي من السعيد، ليفصل بينهم في دار القرار الشقي مع الشقي في النار والسعيد مع السعيد في الجنان .
والله يبلينا مع علمه بنتيجة بلائنا لإلقاء الحجة علينا يوم الحشر فليس عدلاً أن يلقي الله سبحانه بك في النار وأنت ناجح في البلاء !
فحينها سترفض النتيجة التي يعلمها الله.
كما لو قال لك سبحانه : أنت لم تصبر على المرض لو كنت أمرضتك به؟
ستقول حينها سوف أصبر لو كنت ابليتني!
فلو لم يتحقق البلاء لسقط عنك العقاب قال تعالى ﴿الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور ﴾²
فلمن البلاء وهل هو نقمة ام نعمة ؟
إن البلاء يكون للناس كافة مع اختلاف مراتبهم ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: قال( إن البلاء للظالم أدب، و للمؤمن امتحان، وللأنبياء درجة، وللأولياء كرامة)³
فسبحانه حتى انبيائه ابلاهم بشتى أنواع البلايا لتكون لنا عبر ودروس واسوة نقتدي بها في سيرنا بهذه الحياه الدنيا ،كبلاء نبي الله ايوب بالمال والولد والجسد فكان الصبر ملازماً لنبينا ايوب عليه السلام
قال تعالى:﴿ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾⁴
ولم يسلم من بدنه شيء إلا قلبه ولسان اللذان لم يلهجا سوى بلغة الحب والرضا وذكر الله سبحانه فنجاه الله ورفع عنه البلاء وجعله من المكرمين.
والبلاء للمؤمن ميزان بكفتين كفة الصبر والرضا وكفة اليأس من روح الله والشرك والتجبر، والنتيجة تظهر باختيار أحد الكفتين.
وللمنافق كالعصا المؤدبة ليصحى من غفلته فإن عاد وتذكر وتصبر وتاب فهو مع السعداء وإن اعترض وتكبر فمصيره مع الاشقياء.
وبات من المعروف أن للبلايا اشكال في الوقوع حيث تقع على الانفس والبنون والاموال ،كالإبتلاء بجارالسوء و الظالم والمنافق والزوج غير الصالح والابن العاق والفقر أو الخسارة بالاموال والأملاك والصحة وفقد للأبناء.
وإن البلايا بمختلف اشكالها لا حصر لها على الفرد والمجتمع فقد يصاب جميعها او بعضها وقد تقع شاملة وخاصة.
ما الفائدة من البلاء؟
إن الغافل عن رحمة الله اليائس من روحه تأتيه البلية فيعدها نقمة ولكنها في واقع الحال هي نعمة تخفف عنه عذاباً سيعذب به يوم يلقى الله سبحانه قال تعالى:﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾⁵
والقانع بأن هذه الدنيا ممر ليعود الى الجنان فسوف يجد البلاء نعمة يأنس بها حب الله له فإن الله اذا أحب عبدا ابتلاه .
فلا بد حين يأتينا البلاء ان نتعاطى معه بأنه نعمة كما تعاطى معه كافة الأنبياء والأوصياء وعلى الخصوص أهل بيت النبوة وهم من تعرضوا لأشد البلايا من سلب الحق والفقد والأسر والظلم والجور والقتل حتى للطفل الرضيع من أمة ملعونة لم و لن تجد لنجاتها طريق بقتلها لحفيد المصطفى صلى الله عليه واله وسلم ،الذي لم يخرج إلا طالب للإصلاح بدين جده رسول الله بعدما بدلوا فيه وعاثوا بالأمة والدين مفسدين وما أشبه تلك الأمة الفاسدة بالفاسدين اليوم .
ومع كل تلك البلايا التي نزلت بهم كانوا فيها
صابرين محتسبين طائعين لله ففي يوم
عاشوراء تلك القضية الأزلية التي فيها أعظم دروس الطاعة والعطاء لله سبحانه عند اشتداد المصاب على أبي عبد الحسين عليه السلام قال( هون ما نزل بي إنه في عينك يا رب)⁶.
ورد القائدة المحورية السيدة زينب عليها السلام حين خاطبها الملعون في مجلس الأسر في الكوفة :
كيف رأيت صنع الله بأخيك و أهل بيتك ؟
فقالت : ما رأيت إِلّا جميلًا .
فهل نجد لوحة للصبر والعطاء على البلايا
اجمل من هذه اللوحة التي هي بقضيتها تعد لنا
من أعظم النعم في استمرارية مذهبنا والتي يعلي بها الله مراتبنا ويغفر فيها ذنوبنا فنعم النعم البلايا التي ستلقينا الله بوجه حسن.
الهوامش ...
1_ بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٨٤ - الصفحة ١٩٩.
2_ سورة الملك، آية2.
3_ ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ١ - الصفحة ٥٩.
4_سورة ص ،آية 44.
5_سورة البقرة ،آية 155.
6_بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٥ - الصفحة ٤٦.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat