صفحة الكاتب : جبار عبد الزهره

خُلُقُ الإسلام
جبار عبد الزهره

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قال رسول الله محمد (ص) /- ( لكلِّ دين خُلُقٍ وخُلُقِ الإسلام الحياء ) واستنادا الى هذه المادة الدستورية من دستور الشريعة الإسلامية السمحاء لم ترتكب زوجة رئيس وزراء ماليزيا انور ابراهيم السيدة عزيزة اسماعيل أي خطأ او مخالفة لبروتوكلات أوأتكيتات الزيارات الرسمية بين الدول  خلال مشاركتها أو مرافقتها لزوجها خلال مشاركته في أعمال قمة شنغهاي للتعاون التي أُقيمت في مدينة تيانجين الصينية قبل أيام 0

لقد كان سلوكها طبيعياً جدًّا للذين يفهمون قواعد السلوك الدين الإسلامي مفروضا عليها دينيا ضمن اطرالعلاقات الإجتماعية والإنسانية الخاصة بالتعامل مع الآخرين وفق نسق ضوابط الإسلام والمسلمين الخاص بالتعامل بين الناس فهناك النسق العبادي الذي يستمد منه المسلم مقاربات واحكام تعامله مع الغير ، ضمن اطار الحلال والحرام وهما ركيزتا دستور الإسلام الذي يتكون من القرآن العظيم والسنة النبوية الشريفة  0  

لقد شُنَّت حملة ظالمة على هذه المرأة  بسبب رفضها مصافحة الرئيس الصيني شي جين بينغ واكتفت بالإنحناءة له وصافحت زوجته ، فقد تم النظر الى ذلك السلوك بغرابة على أنَّه ينطوي على تصرف فيه تجاهل او إهانة للرئيس المضيِّف رغم أنَّه سلوك طبيعي ضمن توجيهات الشريعة الإسلامية التي تستدعي من المرأة المسلمة التمسك بقيم الحياء والتي من ضمنها عدم إقامة أية مجاملة اوعلاقة  مع الرجال الغرباء خارج اطارتعليمات وتعميمات  الحلال والحام  فالمسلمين عتدهم قواعد فقهية في توجيه السلوك تقول :- ( حلال محمد واضح وحرامه واضح ) وعلى المسلم والمسلمة اتباعهما الى يوم الدين ولا يجوز تفسيرهما وفق مفاهيم ومعطيات العصر المادية سواء كانت ثقافية او فكرية او علمية  والخروج على اساس ذلك من دائرة التعاميم الإسلامية لأن ذلك يعتبر بدعة  فهي علاوة على أنَّها تخدش ضوابط الحياء في المجتمع الإسلامي أيضا فيها ذنب تحاسب عليه المرأة المسلمة امام الله يوم القيامة 0

من ضوابط العقيدة الإسلامية في الإطار الخلقي والعلاقات الإجتماعية  الخاصة بجهة التعامل بين الرجل والمرأة لا يجوز للمرأة المسلمة مصافحة الرجل الغريب عنها أو أي رجل تحل له او يحل لها وكذلك لا يحق لها أن تقوم باية حركة أخرى تحية له وكذلك ألأمر بالنسبة للرجل المسلم أيضاً محرم عليه مصافحة أيةِ إمراة تحل عليه 0

 وبما أنَّ عالمنا اليوم نظرا لسرعة وتطور الإتصالات وأيضاً بسبب سرعة وتعدد وسائل النقل اصبح قرية كونية متقاربة الأبعاد والشعوب وقد تلاقحت وتلاصقت فيها العادات والتقاليد بين اهل الأرض كان المفروض على هيئة الأمم المتحدة  أن تقوم باعداد بروتوكولات بعادات وتقاليد أُمم الأرض وشعوبها سواء اكانت دينية او تقاليد شعبية (فلوكلور) وتنشرها كتعليمات وتوجيهات بين الأوساط السياسية والدبلوماسية عبر ممثلياتها في دول العالم ليتعرفوا عليها حتى لا يتعرضو ا للإحراج والنقد وخاصة على صعيد المحافل واللقاءات والمؤ تمرات الاقليمية والدولية وحتى الداخلية  0

وهنا لا بد من اعتبار كلامي السابق على أنَه رد مناسب وصحيح على اولئك الذين اعتبروا هذا التصرف من هذه المرأة على أنَّه تصرف غريب وغير لائق وفيه إساءة بالغة لشخص الرئيس الصيني وتجاهلا لشخصيته وإهانة لها وربما يؤثرعلى العلاقات الثنائية بين البلدين 0

لكن انا لا اعتقد أنَّ ذلك سيكون له اثراً على العلاقات السياسية والدبلوماسية والتجارية بين البلدين خصوصا وأنَّ الصين دولة عظمى وفيها نسبة عالية من المسلمين بين سكانها وهذا مما يجعل لدى الحكومة الصينية  والمستوى السياسي فيها معرفة جيدة وخبرة واسعة بعادات وتقاليد وسلوكات المسلمين 0 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جبار عبد الزهره
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/09/03



كتابة تعليق لموضوع : خُلُقُ الإسلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net