صفحة الكاتب : مريم حميد

عراقي التقديس
مريم حميد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 هو العباس بن علي بن أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. الطالبي الهاشمي القريشي. 
ومن ألقابه (السقاء، وقمر بني هاشم، وحامل اللواء) وقد أتينا على شرحها في المقال السابق 
وهو عراقي التقديس إذ لا يعرف العرب ولا غيرهم من الشعوب من كل الاقطار ابو الفضل كما عرفه العراقيون وأحبوه وقدسوه، وهو أبن البدوية عند أهازيجهم منها الأهزوجة المشهورة (شال شراع أبن البدوية، وهز الكاع أبن البدوية)
بل أنهم إنهم جعلوا من العتاب (العتب) شيئًا راقيًا وأعطوه مكانا عاليًا فقالوا في أهازيجهم لأبي الفضل العباس (عليه السلام وأكرم التحية): (يلوك العتاب لأبن البدوية) معاتبين مقام أبو الفضل العباس (عليه السلام) لتعجيل في قضاء حوائجهم.
ومن ألقابه القديمة التي يعرفه البسطاء بها هو (أبو فرجة) لسرعة ما يفرج الله عنهم حين يتوسلن بمقام أبي الفضل العباس (عليه السلام)
وإني رأيت محبة وإيمانًا بمنزلته وكرامته عند الله منقطعة النظير عند سائر العراقيين ومن مذاهب شتى وأذكر منها ما حدث معي بعد أن ناقشت رسالة الماجستير وأوصت اللجنة ببعض الملاحظات فقمت بإجرائها على الرسالة وذهبت من كربلاء إلى بغداد لتوقع اللجنة كتاب إقرار الرسالة بعد إطلاعها على إجراء الملاحظات فرفضت اللجنة ما عملته من الملاحظات، وتكرر الأمر ثلاث مرات، ثلاث مرات أسافر فيها من كربلاء المقدسة إلى بغداد أقدم ملاحظاتي فترفض وتزامن سفري بعد خضوعي لعمليتين في اللثة فكان الألم ينازعني روحي ترة وتارة أخرى ينازعني حر الجو في شهر السابع وكانت أيام محرم الحرام وفي المرة الثالثة سألني رئيس اللجنة وهو العالم 
هل طبقت الملاحظات يا مريم؟
فأجبت: وحق هو العباس طبقتها.
 فتوقف ليسألني مندهشًا 
هل تعرفين بمن حلفت أنت حلفت بالعباس (عليه السلام).
فقلت له: وحق من أنطقني باسمه وما كنت أريد أن أحلف بالعباس بن علي (عليه السلام) وهو أجل مقامًا من رسالتي قد أجريت الملاحظات.
فقال لي: سأوقع رسالتك واعتمادًا على توقيعي توقع سائر اللجنة. وتذكري هذا توقيع أبو الفضل العباس (عليه السلام) وليس توقيعنا فكرامة لاسمه وقعنا
 ففرحت يومئذ بأن رسالتي نالت هذا الشرف وقعت باسم قمر بني هاشم ودون قصد من الأمة الفقيرة التي كتبتها.
وموقف آخر روته لي احدى الأخوات قالت إنها لجأت إلى أحد المستشارين في رئاسة الوزراء تطلب مشورته في أمر معقد فأجابه هل أدلك على من هو خير مني؟
فقلت: من؟
قال: أبو الفضل عباس (عليه السلام) وهو (فصال دموم) كما يقول أهلنا في الجنوب فكرامة لاسمه يوكل بفصل الدم والانتقام من القتلة الظالمين وإلى مقامه يرفعون الحاجات فينصبوه قاضيًا فيها.
ولأجل اسمه تتنازل الكثير من العشائر عن الديات وعن الأموال التي تطلب كتعويض عم نالهم من خسائر.
ولقبوه بالهاشمي (أبو راس الحار) لسرعة قضاء الحوائج عند التوسل بجاهه عند الله وقيل لحميته وغيرته فهو حامي حمى الحسين (عليه السلام وأكرم التحية) وهو كافل عقيلة الطالبين.
وحتى من يقف على نقيض من مبادئ العباس عليه يذهب ويحلف به 
ومن أشهر المواقف ما يذكر عن حلف الرئيس أحمد حسن البكر وحردان التكريتي وزير الدفاع آنذاك بعد حركة تموز 1968 
إذ اتفقا على أن يحلف بمقام مقدس لأحد أولياء الله فسأل حردان الرئيس البكر بمن تؤمن 
فقال أنا أؤمن بأبي الفضل العباس المدفون بكربلاء هو أفضل من يحلف عنده.
وبعد أن وصلنا العتبة العباسية فتوجهنا نحو الرأس وحلفنا عنده فتقدم إلينا أحد الخدم فسألنا عمن نريد 
فحلفت أنا أولا ثم حلف الرئيس البكر 
ثم قلت له لنتوجه لأبي عبد لله الحسين (عليه السلام)
فقال البكر أن الحسين خارجي يستحق القتل
 أنا حلفت بالعباس لغيرته العربية على أخيه ونصرته فقدسته وجئت لأحلف به 
جرت العادة عند بعض العشائر عندما يجتمعون على قضية فصل أو مصالحة بين العشيرتين أن يشدوا راية العباس (عليه السلام) على ألا يتكرر مثل هذه الحادثة أو على فصل بكذا مبلغ ثم يفتحها أحدهم بكذا مبلغ ينقص من دية المقتول أو الفصل فما حكم شد راية العباس (عليه السلام) وقد أجازها السيد السيساتي  بجوابه:
إذا كان الفاعل لذلك أولياء الدم الشرعيين أو المفوض إليه ذلك من قبل أولياء الدم البالغين العاقلين ففي نفسه جائز.
فسلام على أبي الفضل العباس صاحب الكرامة إلى يوم القيامة والسلام عليه وهو المتوج بالتقديس العراقي والعراقيون متشرفون بتقديسه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مريم حميد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/08/31



كتابة تعليق لموضوع : عراقي التقديس
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net