كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

 العباس بن علي يتوج آل نزار

 هو العباس بن علي بن أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. الطالبي الهاشمي القريشي. 
وهو الطالبي نسبة لجده أبي طالب عبد مناف والد الإمام علي (عليه السلام)
 وهو الهاشمي نسبة لهاشم جد النبي والذي سبق العباس (عليه السلام) بحمل لقب القمر وحمله قبله آبائه نزار والنضر تقدست أرواحهم فجاء جمال ابو الفضل عليه السلام تتويجا لجمالهم 
 وهو القريشي نسبة لقريش قبيلة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
وهو حامل لواء الحسين (عليه السلام) وجاء حمله للواء تتويجا للواء جده وجد النبي نزار الذي أورث لواء لولده حتى وصل إلى هاشم جد النبي فأوصى بتسليمه لعبد المطلب جد النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ليسلم إلى سيد الخلق مع نعل شيث بن نوح وقوس اسماعيل ولعل اللواء بيد ابي الفضل هو ذاته لواء نزار الذي وصل لنبي بعد تعاهد آبائه الصالحين بتوارثه وحفظه وحمل ابي الفضل العباس (عليه السلام وأكرم التحية) للواء هو امتداد لحمل ابيه حيدر الكرار لواء رسول الله ورايته
أراد الله أن يكرم بني اسماعيل ويتوج مآثرهم بأعطائها جميعًا للعباس فكيف يتوج العباس وهو التاج لآل نزار 
 وهو صاحب الكرامة إلى يوم القيامة
وفي منزلته يقول الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام): (رحم الله العباس فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه فأبدله الله عز وجل بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبي طالب عليه السلام، وإن للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة)
فإن آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والانصار أبى العباس (عليه السلام) إلا أن يؤاخي حمزة عم أبيه سيد الشهداء في الجنة وأسد الله وأسد رسوله وأبى إلا أن يؤاخي جعفر في جناحيه
ولا نعلم بماذا عوضه الله العباس عن قطع ساقيه ولم نعلم شهيدا قطعت ساقيه غير العباس بن علي العلوي الهاشمي القمري ابو القربة
هنيئا لك سيدي يا رسول الله هذا المكي المدني المهاجر الذي لم يهاجر من مكة إلى المدينة بل من المدينة إلى كربلاء  
وجاءت أخوته لأبي عبد لله الحسين (عليه السلام) تتويجا لأخوة عبد لله وابي طالب (عليهما السلام) الذي كفل النبي يتيمًا ونصره كبيرًا وحامى عنه حتى رفع لربه
 وجاءت أخوته تتويجًا لأخوة النبي لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) كما يقول ابو تمام:
أخوه إذا عد الفخار وصهره       
فما مثله أخ ولا مثله صهر
 وجاء فداؤه تتويجًا وتكريمًا لفداء على لنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ بات في فراشه ليلة هجرته
 وإذ فداه في كل غزوة وموقف، وجاء ثباته تتويجًا لثبات علي(عليه السلام) الذي لم يتردد في لله طرفة عين، ولم يزده كشف الحجب يقينا
فكيف لا يكون ابو كذلك وهو القائل
أقسمت بالله الاعز الأعظم
وبالحجون صادقاً وزمزم
وبالحطيم والفنا المحرم
ليخضبن اليوم جسمي بدمي
دون الحسين ذي الفخار الأقدم
إمام أهل الفضل والتكرم
وقال (سلام الله عليه) في أرجوزةٍ أخرى يوم عاشوراء:
أقاتل القوم بقلبٍ مهتدي
أذب عن سبط النبي أحمد
أضربكم بالصارم المهند
حتى تحيدوا عن قتال سيدي
إني أنا العباس ذو التودد
نجل علي المرتضى المؤيد 
فكيف لا يكون العباس كذلك ألا جزا الله العباس خير الجزاء
وأن كان العباس قمر الجمال كان إيمانه شمس الإيمان
وإذا نادى جبرائيل يوم استشهاد والده
تهدمت والله أركان الهدى وانفصمت العروة الوثقى
 فلقد نادى الحسين عليه السلام (الآن انكسر ظهري وقلت حيلتي، وشمت بي عدوي)
ونادت عقيلة الطالبين واضيعتنا بعدك
 سلاما أبا الفضل من ضياعنا الابدي
سلاما عليك والقرون ظلام يطبق على الظلام بعد استشهادك
عليه وعلى آبائه الطهر السلام ليوم السلام
عليك مني السلام يا سيدي يا أبا الفضل وقبلات لا متناهيات لذكرك وأدمع جاريات

الحسين_واخيه_العباس.jpg

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!