صفحة الكاتب : جاسم محمدعلي المعموري

انت في قلوبنا يا رسول الرحمة والمحبة والسلام
جاسم محمدعلي المعموري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في الذكرى السنوية لرحيل رسول الله صلى الله عليه وآله، تتهامس الأرواح الحية مع نفسها فتقول: أيّ فقدٍ أعظم من فقدك يا رسول الله؟ وكيف لنا أن نحيي ذكراك، وذكرك لا يبهت، ولا يغيب، ولا تنطفئ أنواره منذ أشرقت شمسك في أرضٍ قد غاب فيها النور، وفاض صوتك في عالمٍ قد خرس فيه الصدق؟..إنك يا رسول الله لم تكن حادثةً في التاريخ، بل كنت بداية التاريخ بمعناه النبيل، وكنت الإنسان الكامل الذي أيقظ في الإنسان بقية الإنسان، وأخرج العالم من ركام الجهل إلى فضاءات العقل والرحمة والعلم.

نعم، وكيف يمكن لكلمةٍ أن تصف محمدًا صلى الله عليه وآله أدقّ وأبلغ من قول الله عزّ وجل في محكم كتابه(وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ)؟القلم 4, هذه الآية وحدها، تكفي لتجعل كل ما قيل فيه من مدائح، وكل ما كُتب عنه من مؤلفات، مجرد محاولات لتقليد هذا التعبير الإلهي المعجز. فلم يقل الله "إنك تحسن الخُلق" أو "إنك صاحب خُلق"، بل قال: لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ، أي أن الأخلاق العظيمة هي دون مقامك، وأنت فوقها، وانت عليها، مسيطر على ذروتها، لأنك خلقت منها وبها ولأجلها. ولو لم يكن للنبي معجزة سوى أخلاقه والقران وعلي, لكانت كافية لتصديق نبوّته, اما القران فهو المعجزة التي لايختلف عليها اي عاقلين, واما علي عليه السلام فهو صناعة محمد صلى الله عليه واله.

فالقرآن الكريم، لم يُعرّف رسول الله بأفعاله السياسية، ولا بانتصاراته العسكرية، بل عرّفه بخُلُقه، لأنه هو الأساس، هو المعجزة الباقية، وهو المنهج الذي لا يُنسخ. لقد قدّمه الله للناس على لسانه بقوله(قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ)التوبة 128، أي ليس غريبا عنكم، وغير منفصل عن همومكم، بل منكم، من أعماقكم، يعرف آلامكم، ويحملها عنكم.

ويقول الحقّ تبارك وتعالى (لَّقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) التوبة 128
أي أنه لا يرى في اتعابكم اياه إلا ألمًا يصيبه، ولا في ضلالكم لأنفسكم إلا حزنًا يعصر قلبه، وكان هذا هو وصف الله لمحمد (ص)، لا وصف شاعر ولا متصوّف، بل وصف خالق النفوس المطلع على القلوب. أن تكون رؤوفًا بالمؤمنين، فذلك من آثار الرحمة، لكن أن تكون رؤوفًا، رحيمًا، حريصًا، مشفقًا، صبورًا، ناصحًا، عادلًا، فذلك مقام النبوة، وذلك مقام محمد. صلوات الله عليه واله. بل إن الله جعل طاعته مقترنة بطاعة النبي، فقال: (مَن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ٱللَّهَ) النساء80
وقال أيضًا: (وَمَا آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُوا) الحش 7
وهذا ليس تكريمًا لمحمد صلى الله عليه واله فحسب، بل بيان أن هذا الإنسان العظيم، لم يكن يتحدث من ذاته، بل كما قال تعالى (وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) النجم: 3-4 فحين كان محمد يتكلم، كان الوحي يتكلم من خلاله، لا يُحرّكه طمع، ولا يغريه ملك، ولا يشتريه جاه، لأنه خرج من الناس، لكنه لم يكن مثل الناس. كان من ترابهم، لكن روحه من نور، وكان يمشي في الأسواق، لكن عينه في السماء.. وقد اختار الله له من الصفات ما لم يجتمع لنبي قبله، فقال (يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَرْسَلْنَٰكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى ٱللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا) الأحزاب 45-46. سرَاجٌ يُنير الظلمات، لا يحرق، بل يُرشد، ينير طريق الجاهل، ويُطمئن قلب الحائر، ويُعيد الإنسان إلى ذاته، وإلى ربه.

وكان محمد( صلى الله عليه واله ) رسول الرحمة لا رسول النقمة، فقد قال تعالى (وَمَآ أَرْسَلْنَٰكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَٰلَمِينَ) الأنبياء: 107 رحمةٌ لا تنحصر في المؤمنين، بل تمتد للإنس والجن، للمسلم وغير المسلم، للطير والشجر والحجر، لكل ما فيه روح، لكل ما يحيا أو يسعى. لأنه علمنا أن الله أرحم، وأن على من يمثل الله في الأرض، أن يكون رحيمًا، عطوفًا، عادلًا، لطيفًا، محبًا.

وقد وصفه الله بقوله ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لَٱنفَضُّوا۟ مِنْ حَوْلِكَ) آل عمران159 لأن الرسالة لا تُبلّغ بالفظاظة، بل بالرحمة، ولا تُنشر بالجبروت، بل باللطف. وهكذا كان محمد (ص)، يعلم أن القلوب لا تُفتح بالسيوف، بل تُفتح بالمحبة. وأن الأمة لا تُبنى بالتهديد، بل بالصدق، وأن النفوس لا تُطهّر بالقوة، بل بالقدوة.

فهل بعد هذا يُقال إنه مجرد زعيم؟ أو قائد سياسي؟ أم أنه حقًا كما قال عنه الله (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) الشرح 4 وها هو ذكره مرفوع، في كل أذان، في كل صلاة، في كل قلب مؤمن، في كل عقل مفكر، في كل لغة ناطقة، في كل زمن، لا يذبل، لا يُمحى، لا يُنسى، لأنه ارتبط بالله، ومن ارتبط بالله لا يفنى.

إن ذكر محمد (ص) في القرآن، ليس مجرد إشارات، بل هو خطاب شامل، يربطنا بالنبوة لا كحادثة تاريخية، بل كمنهج حياة. وإن في ذكرى رحيله، لا بد أن نعيد تلاوة هذه الآيات لا بصوت الحنجرة فقط، بل بصوت الضمير، والعقل، والقلب، لعلّنا نفي بعض حقّه، ونكون من شيعة آله الذين قال فيهم الله: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ صَلُّوا۟ عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا۟ تَسْلِيمًا[الأحزاب 56 وقال وهو العزيز الحكيم ( إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) الاحزاب 33

وإن أردنا أن نعرفك، فلنبدأ بمن عرفك حق المعرفة، بمن تربّى في ظلالك، وشرب من نبع روحك، وعايشك لحظة بلحظة، ثم نسمع ما قاله العارفون من بعدهم، علّنا نقترب من فهم مقامك، ولو بشيء من خشوع الإدراك وعقل التأمل.

يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وهو الذي رآك قبل النبوة، وعاش معك منذ وُلد حتى رحيلك، وكان معك في بدر وأحد وحنين وخيبر، ورآك تبكي على جراح الناس أكثر مما تبكي على جراحك: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله، أجود الناس كفاً، وأوسع الناس صدراً، وأصدق الناس لهجة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة. من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه. لم أر قبله ولا بعده مثله". ويقول في موضع آخر: "لقد قرن الله به صلى الله عليه وآله، من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم، ليله ونهاره وكنت اتبعه اتباع الفصيل اثر امه وكان يرفع لي في كل يوم من اخلاقه علما".نهج البلاغة – محمد عبده

ويقول الحسن المجتبى عليه السلام: "كان إذا ذكر الموت بكى، وإذا ذكر القبر بكى، وإذا ذكر البعث والنشور بكى"، هذا هو محمد صلى الله عليه وآله الذي لم ينسَ الآخرة وهو في ذروة عمله لبناء الدنيا، والذي لم يكن يخشى الموت لنفسه، بل كان يخاف على الناس من جهلهم من بعده.

ويقول الإمام زين العابدين عليه السلام في دعائه: "اللهم صلّ على محمد عبدك ورسولك، الأمين على وحيك، العظيم الطاعة لك، الشريف المقام لديك، القريب الزلفى منك"، هذا هو محمد صلى الله عليه وآله عند من ورث نوره، ونقل علمه، لا يُرى فيهم إلا انعكاسه.

وقد قال الإمام الصادق عليه السلام في وصفه: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا دخل بيته جزأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزء لله، وجزء لأهله، وجزء لنفسه. ثم جزّأ جزءه بينه وبين الناس، فيردّ ذلك على العامة بالخاصة، ولا يدّخر عنهم شيئاً". هذا التقسيم ليس مجرد تنظيم للوقت، بل حكمةعميقة في التوازن بين حقوق الخالق وحقوق الخلق وحقوق الذات.

أما العلماء والفلاسفة المسلمون، فإنهم رأوا في محمد صلى الله عليه وآله العقل الكلي الذي أنقذ الأمة من الغرق في الخرافة، ووصل بهم إلى ذرى المعنى والمعرفة.

ويقول الفيلسوف الفارابي: "كان محمد (صلى الله عليه وآله) خاتم النبوة لأنه أوصل الإنسان إلى مرحلة يمكنه أن يكمل بالعلم ما ابتدأه بالوحي". هذه الفكرة وحدها كفيلة بجعل النبوة امتدادًا للعقل، لا نقيضًا له.

ومن بين العلماء المعاصرين، يقول الدكتور علي شريعتي: "محمد (صلى الله عليه وآله) كان ثورة على التخلف، على الجهل، على عبادة الأوثان، وعلى عبادة الذات. كان محمدًا الذي علّمنا أن الإنسان ليس عبدًا للمعبد، ولا للسلطان، بل عبدٌ لله وحده، وكان رسوله هو النموذج الأعلى للإنسان الذي أراده الله".

فإذا أتممنا الاستماع لهؤلاء، فلنذهب إلى ما قاله غير المسلمين، لا حبًا في تأييدهم بل لنُدرك أن عظمة محمد (صلى الله عليه وآله) تجاوزت الانتماء، واخترقت جدران العقائد، لتقف شاهدة على نبوغ إنسانٍ أعاد تعريف الإنسان.

قال توماس كارليل: "من العار أن يُصغى إلى ما يُقال عن هذا الرجل العظيم محمد (صلى الله عليه وآله) من افتراءات، فقد كان صادقًا، أمينًا، فصيحًا، شجاعًا، حكيمًا، وكان قلبه مملوءًا بالإيمان والعطف، لا يمكن لرجل كاذب أن يحقق كل ما حققه". وقال لامارتين: "إنّ محمدًا (صلى الله عليه وآله) أعظم من أن يُقارن بأي إنسان. فهو فيلسوف، خطيب، نبي، مشرّع، مقاتل، مفكر، مؤسس... كل ذلك في شخص واحد. فأي رجل يمكنه أن يدانيه؟".

وقال جورج برنارد شو: "لو تولى محمد (صلى الله عليه وآله) قيادة العالم المعاصر، لحلّ مشاكله بطريقة تحقق له السلام والسعادة". أما غاندي فقال: "لقد درست حياة محمد (صلى الله عليه وآله) ، الرجل الذي يملك قلوب الملايين. وأدركت أن السيف لم يكن الوسيلة لنشر الإسلام، بل كان ذلك من خلال بساطة محمد (صلى الله عليه وآله) ، وصدقه، وتواضعه، وإخلاصه".

كل هؤلاء، ما كانوا ليقولوا ما قالوه لو أن أثر محمد (صلى الله عليه وآله) انطفأ، أو كان مجرّد وهجٍ تاريخي زائل. بل قالوا لأنهم رأوا العالم قبل محمد (صلى الله عليه وآله) ، ثم رأوه بعده، وأدركوا أن التاريخ لم يكن كما كان بعده.

أما نحن، في ذكرى رحيله، فعلينا أن نعود لا إلى سيرة سطحية، ولا إلى دموع لحظية، بل إلى وعي عميق. محمد (صلى الله عليه وآله) لم يكن "حدثًا"، بل كان "تحولًا". لم يكن مجرد "نبي"، بل كان "بانيًا". لم يكن فقط "حاملاً لوحي"، بل كان "مُبدع حضارة". لقد صنع من الرمال مجتمعا، ومن القبائل أمة، ومن الشتات وحدة، ومن الجهالة رسالة، ومن الاستبداد نظامًا للعدل، ومن الطغيان دعوة إلى الحرية.

لم تكن معجزته فقط في شق القمر، أو نبع الماء من بين أصابعه، أو تسبيح الحصى في كفه، أو بكاء الجذع حين فارقه. كانت معجزته الأكبر في أنه شقّ جهل الأمة إلى فكر، وأسال الرحمة من بين قسوة القلوب، وجعل الحجر يلين لدمعة يتيم.

لقد غيّر وجه التاريخ لا بالحرب، بل بالحب، لا بالقوة وحدها، بل بالحكمة، لا بالخوف، بل بالقدوة. في قلب محمد (صلى الله عليه وآله) اجتمع الأضداد: الحزم والرحمة، القوة والعفو، البساطة والعظمة، المعاناة والانتصار، الخوف من الله والشدة على الطغاة.

واليوم، إذا سألنا أنفسنا: كيف نحفظ ذكراه؟ فليس الجواب في تمجيد صورته فحسب، بل في أن نُحيي مشروعه ونطبق شريعته. أن نعيد للإنسان معناه، وللدين جوهره، وللعدل رسالته، وللأخلاق قداستها. أن نتمسك بسنّته في الصدق، والعدل، والعلم، والرحمة، والمساواة، وأن نكون في سيرتنا – أفرادًا ومجتمعات – انعكاسًا لما أراده الله حين أرسل محمدًا (صلى الله عليه وآله).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جاسم محمدعلي المعموري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/08/25



كتابة تعليق لموضوع : انت في قلوبنا يا رسول الرحمة والمحبة والسلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net