اعلان نيويورك وخطة نتنياهو
جبار عبد الزهره
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جبار عبد الزهره

العالم مهووس بخطة نتنياهو لاحتلال قطاع غزة بالكامل وكأنها وليدة الصدفة او انها من بنات افكار نتنياهو يا ناس اذهبوا الى مذكرات تيودور هرتزل واقرؤها قراءة سطحية وعلى عجل واذهبوا الى الاطلاع على المنظومة الفكرية والثقافية للحركة الصهيونية واطلعوا عليها بنظرة العابرين على الطريق سوف تجدون بناءا متماسكا بقوة من الأهداف التاريخية وعلى خلفية دينية متطرفة غاية التطرف يعتمد على ستراتيجية تجسيدية لهذه الأهداف بشكل مرحلي على المديات الثلاث فهم يتحركون لتحقيق أي من أهدافهم في إقامة اسرائيل الكبرى على المدى القريب فإن لم يتحقق رحَّلوه الى المدى المتوسط فإن لم يكن دفعوا به الى المدى البعيد 0
القضية قضية تشابك وتلاقح عقائدي فالصهيونية العالمية جاء بنائها الفكري والعقائدي على موسوعة تثقيف يهودي تاريخي وديني تضع في مقدمة حساباتها ان اليهود هم شعب الله المختار ولهم وطن خصهم الله به تحت عنوان أرض الميعاد وهي ( أرض فلسطين ) وما جاورها من أرض العرب وليس سواها وأنَّ العمل السياسي والدبلوماسي والعسكري هي طرق للوصول الى تحقيق أرض الميعاد الواسعة وتسليمها لليهود وإنَّ استخدام الطريق العسكري هو الأفضل في الوصول الى هذا الهدف الأسمى 0
وعليه فهو ضرب من الخيال إن لم نقل من الجنون أن يفكر أحدٌ أن يشارك اليهود في أرض الميعاد فالعنصرية اليهودية هي عنصرية انغلاقية متطرفة لا تقبل إلاّ بالسيادة لليهود على ألأرض ولا تقبل إلاّ بالسلطة المطلقة لهم على الإنسان وهذا ما تفصح عته اليوم أيديولوجية الشرق الأوسط الجديد من الناحية الفكرية والثقافية العابرة للحدود والتجسيد القسري لها عبر ستراتيجية القوة العسكرية بالسرعة القصوى وبالقوة الفائقة (Reaching globaly—Reaching power fully ) التي اقترحها وخطط لها وزير الدفاع الأمريكي رامس فيلد في عهد بوش الابن وهذا ما يجري اليوم في المنطفة العربية خاصة ومنطقة الشرق الأوسط عامة 0
وفي سياق هذا الخطة التي تعتمدها اسرائيل في حربها ضد فلسطين والعرب وبدعم أمريكي متواصل وغير محدود من الذي ينتصر اعلان نيويورك أم خطة نتنياهو لاحتلال قطاعغزة ،، إن نتنياهو اعرب مرات عديدة أنّه لا يخشى انقلابا عمليا عليه من قبل الدول الأوربية وإنَّ ما جاء في إعلان نيويورك من مطاليب والذي اعتبره بعض المحللين والمراقبين لعلاقات الدول الأوربية مع اسرائيل على أنّه ثورة اوربية تمثل غضبا اوربيا عارما قد يغير وجه التاريخ العالمي لأنّه يمثل :- الحدث العالمي الاقوى بروزا في ساحة الصراع العالمي والإقليمي بسبب حرب الابادة الاسرائيلية ضد غزة والذي شكّل تطوّرا وازنا في موضوع الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني ويمثّل أيضا مؤشرا إيجابيا كبيرا على انتظام حشد دولي واسع، ضمّ كتلة مهمة من الدول الأوروبية والحلفاء التقليديين الداعمين لإسرائيل، يدفع باتجاه جملة اهداف هي :- حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، ويرفض صراحة العدوان الإسرائيلي على غزة، والتهجير القسري، ويدين هجماتها على المدنيين، ويسعى لإيقاف الحرب، وإدخال المساعدات، ووقف المجاعة، ويطالب بإعادة الإعمار0
وقد تقدم رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو بخطة لإجتلال قطاع غزة بالكامل الى كابينت الحكومة المصغرة للحرب والذي صادق عليه رغم اعتراضات من جهات اسرائيلية سياسية واعلامية وعسكرية وملخص المعترضين انها تدخل اسرائيل في نفق مظلم متعدد المتاهات في غير صالح اسرائيل ومن اكثر الإعتراضات وضوحا هو أنَّ رئيس هيئة اركان الجيش الاسرائيلي زاميراستبعد نجاة وسلامة الاسرى والمحتجزين لدى حماس في حالة الشروع بتطبيق مخطط نتنياهو على غزة 0
اما نتنياهونفسه فيبدو انّه مطمئن تمام الإطمئنان رغم انضمام فرنسا وبريطانيا الى كتلة الدول الأخرى المؤيدة لما جاء في اعلان نيويورك وفي مقدمة ما جاء فيه من أهداف هو أعلان فرنسا وبريطانيا الإعتراف بدولة فلسطينية الاّ أنّ نتنياهو لا يشعر بخوف او قلق لا على مصير اسرائيل ولا على مسار خطته فما جاء عن الدول هي تصريات نظرية ستبقى اسيرة اجهزة الإعلام التي ساهمت في نقلها وستبقى حبرا على ورق في الدوائر والمؤسسات الرسمية التي اصدر زعمائها هذه التصريحات ، وبقي محتفظا بحقه في وقت الشروع بمخططه الذي يتضمن رؤيته المتمثلة في خمسة مبادئ :- هي نزع سلاح حركة حماس، وإعادة جميع الأسرى الأحياء منهم والأموات، وتجريد غزة من السلاح، وفرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع، مع إنشاء إدارة مدنية لا تتبع حماس ولا السلطة الفلسطينية 0
وبعد مصادقة مجلس الوزراء الأمني المصغر (الكابينت) كما مرّعلى خطة نتنياهو صارت الكرة في ملعب المؤسسة الأمنية ممثلة وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الاركان إيال زاميرالتي عليها الإذعان والبحث عن طريق مناسبة يكمن المضي للتطبيق العملي العسكري ،
ولعل من النافع والمفيد هنا تذكير نتنياهو بأن رئيس وزراء الكيان المحتل السابق أرييل شارون في احتلاله لقطاع غزة في العام 1967 كان يقول :- إن احتلال قواته لقطاع غزة هو احتلال ازلي ، ولن ينسحبوا منه أبدًا وعلى الاطلاق وكرر مقولته الشهيرة: " إن مستوطنة نتساريم ( تقع عند مدخل غزة ) أعزُّ على قلبي من تل أبيب، ولن أغادرها أبدًا" ولكنه اضطر الى الإنسحاب الهروبي من غزة وتحت جنح الليل لتجنب الخسائر المادية والبشرية بفعل ضربات المقاومة الفلسطينية وتقدير مراقبين للصراع الفلسطيني -- الاسرائبلي تم اعتبار هذا الإنسحاب أكبر اعتراف بالهزيمة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat