سلاح الشيعة بين التحييد والتجريد -قراءة تاريخية موجزة-٣-
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي

تحدثنا في الحلقتين الأولى والثانية عن تلك المحاولات الاستعمارية للبريطانيين في تجريد الشيعة من السلاح ومحاولة القضاء على قوَّتهم، وفي الثانية إجرام البعث الكافر بحق الشيعة لحين سقوط دكتاتوريته في نيسان ٢٠٠٣م، والشيعة في كل ذلك لا تملك سلاحًا يعتدُّ به أبدًا، بل كانوا مضطهدين بيد البعث.
-١-
وبعد ذلك السقوط المشين للبعث والانتقالة الجديدة للعراقيين في وطنهم، حيث تعدد القوميات والطوائف، وما كان للشيعة من دور جديد نسبيًّا في إدارة الدولة كونهم هم الأغلبية في العراق، وحاولوا إعادة جزء من حقوقهم بالآليات القانونية العالمية المعهودة مثل الانتخابات، ووقوف سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني "دام ظله" بوجه المخططات الأمريكية المحتلة خاصة، والغربية والإقليمية عامة، وسد الثغرات التي يحاول العدو أنْ يتَّخذها سبيلًا للتدخل في شؤون العراق، فكانت ملحمة الانتخابات وكتابة الدستور ..
-٢-
ولمَّا كان هذا الوضع الجديد لحكم الشيعة النسبي في العراق لا يروق للتكفيريين الطائفيين الذين يريدون أنْ يبقى الشيعة أسرى بل عبيد لغيرهم، كانت تلك الهجمات الإرهابية المختلفة لقتل الشيعة بالتفجيرات والسيارات المفخخة والعبوات القادمة من دول الجوار الناقمة على الواقع، فكان المؤمنون ضحية تفجيرات المراقد المقدسة، والحسينيات والمساجد، والمواكب والمؤسسات وغيرها، حتى كان يوم الإرهاب الأكبر والأعظم عند سيطرة كيان داعش على الموصل وما بعده من محافظات في حزيران ٢٠١٤م، وهم مدعومون بالسلاح المعنوي للطائفية المسموم الذي تغذِّيه جماعات إقليمية ومحلية، وبالسلاح المادي المتطور الذي تغذِّيه الصهيو@نية العالمية والداعمين لمخططاتها، حيث انهار جيش الدولة، وهرب أمام تلك الهجمات الهمجية، وهم يتوعَّدون الشيعة ومراقدهم المقدسة بالويل والثبور، فضلًا عن سلاح الإعلام الفتَّاك ..
-٣-
فلم يكن لهم سلاح للوقوف أمام ذلك الإرهاب العالمي والإقليمي إلا لطف الله تعالى بالمرجعية الدينية، حيث أفتا سماحة السيد السيستاني بالدفاع الكفائي ضد ذاك الكيان الإرهابي، فاجتمع المؤمنون الشيعة من محافظاتهم للدفاع عن العراق ومقدساته، وكرامة نسائه وشيوخه، بتلك الأعداد الكبيرة لخيرة شباب الشيعة من طلبة العلوم الدينية وغيرهم، يتسارعون إلى المعسكرات والمقرَّات والجبهات، لا يحملون سوى عقيدة تلبية نداء الله نحو الجهاد، ويتسارعون نحو المنية في سبيل ذلك ..
ولكن أقول
👈🏻 هل كان للشيعة سلاح يدافعون به أولئك الإرهابيين!!
و👈🏻 هل كانت لهم قوات منتظمة يلجؤون إليها لصد ذلك الإرهاب!!
فالجواب لا ..
إذ كان الواقع العسكري آنذاك .. لا سلاح لهم يدافعون عن مقدساتهم، ويدفعون الإرهاب عن أهاليهم وأوطانهم سوى سلاح العقيدة!!
لأنَّ الشيعة لا بد أنْ لا يكون لهم سلاح أبدً!!
وللحديث تتمة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat