صفحة الكاتب : د . رعد هادي جبارة

التكبير في الجهاد على ضوء القرآن والسيرة
د . رعد هادي جبارة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 🔹 سعياً لفهم عميق و شامل لوظيفة التكبير في القرآن، ليس فقط من ناحية لفظية وشرعية، بل كظاهرة دينامية روحية ونفسية و مجتمعية لها تأثير مباشر في الصراع بين الحق و الباطل، بين الإيمان و الشرك، بين التوحيد والاستكبار، قديمًا و حديثًا؛نضيء على هذا الموضوع.

🔹 التكبير في الجهاد: من الندرة اللفظية إلى الحضور العملي

   رغم أن جملة "اللهُ أكبرُ" لم ترد بالضبط في القرآن صراحةً في سياق القتال، فإن معناها حاضر بقوة في نصوص الجهاد، إذ إن جوهر الجهاد في سبيل الله هو إعلان عملي أن الله أكبر من:

◇◇حب النفس

◇◇التعلّق بالحياة

◇◇الخوف من العدو

◇◇بطش الطاغوت

🔹ولهذا، فإن التكبير هو "الصوت المعنوي" للجهاد، وشعار يُرفع لا لتخويف العدو فحسب، بل لتذكير النفس المؤمنة بمن هو أعظم من كل شيء.

🔹 من سيرة النبي (وآلـﷺـه): التكبير سلاح معنوي

نقل المحدثون و المؤرخون أن النبي (وآلـﷺـه) كان يكثر من التكبير في المعارك، و منها:

🔹في فتح مكة، حين دخلها مكبّرًا.

🔹في غزوة خيبر، لما قال (وآلـﷺـه) عند فتح الحصن: "الله أكبر، خربت خيبر!"

وكان ص يقول: "كبّروا، فإن الله يحب التكبير"(رواه أحمد).

🔹كما إنَّه (وآلـﷺـه) في الكثير من الأحيان كان يأمر المسلمين بالتكبير وبشكل جماعي في غزوة الخندق،[الطبري، تاريخ الطبري، ج2، ص235 ـ 236؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج17، ص170، ج20، ص189.] كما كبّر في غزو يهود بني النضير،[القمي، تفسير القمي، ج2، ص359.] وخيبر.[المجلسي، بحار الأنوار، ج21، ص40. ]

🔹وكان الإمام علي ع يكبّر ويهلّل في الحروب،[المجلسي، بحار الأنوار، ج32، ص508. 

🔹وقد أصبح التكبير منذ ذلك الوقت إلى الآن شعارًا شائعًا في الحروب وتجمّعات المسلمين [الجبرتي، تاريخ عجائب الآثار في التراجم و الأخبار، ج1، ص78]وفي الحج.

🔹وتمت كتابته في أعلام بعض الدول مثل العراق، وإيران، و أفغانستان.

🔹ولم يكن هذا التكبير مجرد صوت جماعي، بل كان:

●○وسيلة تربوية لتثبيت القلوب.

●○إعلانًاللهُويةالتوحيدية

●○تحدّيًا لحضارة الشرك والطغيان.

🔹 التكبير في المعركة: بين الرهبة والرحمة

التكبير لا يُستخدم في الإسلام كأداة عنف عشوائي، بل هو:

■□إعلان توحيد في وجه الاستكبار.

■□دعوة للهداية للمخالفين قبل الحرب، لأنه لا يبدأ القتال إلا بعد البلاغ والدعوة.

■□تسليم الأمر لله حين تغيب الأسباب المادية. فحين يكبّر المجاهد المؤمن، يقول عمليًا: "أنا ضعيف، ولكن الله أكبر من عدوي، من ظلمه، من سلاحه، من جبروته، من كل ما أراه".

🔹 في العصر الحديث: هو شعار مقاومة وثورة

🔹 لماذا يُستفزّ الطغاة من "الله أكبر"؟

في عالم تُصنع فيه الآلهة الزائفة (الدولة، المال، الإعلام، السلطة)، يصبح قولك "الله أكبر" تحديًا خطيرًا، لأنه ببساطة يعني أنك تتحدى تنمّر الطغاة وسلطة الظلمة وتقول لهم بالفم الملآن:

_لارازقيةوخالقيةإلا لله.

_لاولايةكاملةفي الدنيا والآخرة إلا له.

_لا خضوع إلا له.

_لاهداية للقلوب إلا بيدالله

👈🏽ولهذا:

🔹يُمنع الأذان أحيانًا في بعض الدول.

🔹يُحارب التكبير في السجون.

🔹تُشوَّه عبارة "الله أكبر" في الإعلام الغربي وربّما في بعض وسائل الإعلام العربي. لأنهم يعلمون أن هذا الشعار لا يعني فقط ذكرًا دينيًا... بل مشروع تحرُّر كامل.

🔹 تكبير اليوم؛ تكبير الحياة

في هذا العصر، ما أحوجنا لأن نعيد للتكبير روحه ومكانته:

🔹في وجه اليأس: "الله أكبر من همّك".

🔹في وجه الذنب: "الله أكبر من تقصيرك،فارجع".

🔹في وجه الظلم: "الله أكبر من سلطة كل طاغية".

🔹في التربية: علّم أبناءك أن يقولوا "الله أكبر" أمام كل فتنة.

🔹إنها أكثر من عبارة... إنها مشروع:

-توحيدالله والتوكل عليه

-تَحرّر من الطاغوت

-ثقةٌ في الوعدالإلهي

-عملٌ نحوالفلاح والنصر

🔹 خاتمة: 

من "الله أكبر" إلى "الله أعظم من كل شيء وليس كمثله شيء"

🔹تكبير الله تعالى هو:

-رمزانطلاق للعمليات

-وسيلة لرفع المعنويات

-تُرهبون به عدوّ الله و عدوكم

-صوت النصر

-صرخة الحق

-أمل المظلوم

-راية التحرر من كل عبودية

هو ليس مجرد شعار... بل برنامج حياة يبدأ بالقلب، ويُعلَن باللسان، ويُترجَم في الواقع


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . رعد هادي جبارة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/08/03



كتابة تعليق لموضوع : التكبير في الجهاد على ضوء القرآن والسيرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net