الايمان الحقيقي والايمان الصوري
سامي جواد كاظم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سامي جواد كاظم

استحدثت مصطلحات تخص الاسلام وهي المسلم والاسلامي والاسلاموي ، المسلم من نطق الشهادتين وهو مسلم في الهوية واذا ما دخل الايمان في ضميره ووجدانه وترجمها على تصرفاته عندئذ يقال عنه مؤمن ، (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ.... الحجرات 14)، واما الاسلامي هو الشخص الذي يطغي على تصرفاته طابع الاسلام وهذه تستخدم مثلا على الاحزاب او المؤسسات بان يقول عنه اسلامي او المسؤول يقال عنه اسلامي ، اما الاسلاموي فهو صفة للتهكم على من يدعي الاسلام وتصرفاته بخلاف الاسلام فيقال عنه اسلاموي ، وهذا من مستحدثات العلمانية ، وكلها لا تعنينا .
ما يعنينا هو الايمان الحقيقي بالله عز وجل وكيفية التمسك به وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة لاجل الاسلام هذا .
التاريخ غني بالامثلة لكل الحالات ومنها ما ذكره ابن خلدون عن الملك يوسف بن تاشفين ( 1006 ـ 1106)عندما استنجد به خليفة المسلمين في اسبانيا ضد النصارى فامر جيشه بالابحار نحو اسبانيا ، حينما نزل البحر مع كل أسطوله وجيشه تحرك ماء البحر وهبت عاصفة شديدة جداً كادت أن تقضي على الأسطول، حينئذ يوسف بن تاشفين وقف في وسط جيشه، ورفع يديه إلى الله سبحانه وتعالى، قال ما مضمونه : يا رب أنت تعلم أني لم أترك بلادي، لم أترك أرضي، لم أعبر هذا البحر ، لم أقرر أن أطوي هذه المسافة من قارة إلى قارة ( من أفريقيا إلى أوروبا ) لم أتحمل خطر الموت على نفسي، على أهلي، على ولدي، على جيشي، خطر تفتت مملكتي هناك، لم أتحمل كل هذه الأخطار إلا في سبيل حماية دينك ورسالتك في إسبانيا، اللهم فإن كنت تعلم أني حسن النية في ذلك، وإن كنت تعلم أن وصولي إلى أسبانيا، إلى الشاطئ فيه خير للإسلام والمسلمين.... اللهم فأسكن عنا هذه العاصفة وأزلها عنا !!
وما ان اتم دعاءه حتى هدأت العاصفة ووصل الى اسبانيا وانتصر للمسلمين وبقيت الخلافة الاسلامية من بعده اربعة قرون . اذن شهادة يوسف هي شهادة ايمان
يوسف لم يكن اماما ولا وليا صالحا ولا سنيا ولا شيعيا ، رجل مسلم توجه بكل جوارحه الى الله عز وجل وهو في ظرف فضل المصلحة العامة على الخاصة ، فجاءت الاستجابة ، وانا من وجهة نظري واكاد اجزم مهما تكن ديانة الشخص فاذا توجه الى الله عز وجل بكل ايمان مطلق ونية صادقة وليس توجه تجاري فان الله عز وجل يكون حاضرا لعبده .
اعود للشهادتين وما اكثر من ينطقها اليوم شكلا ، واستشهد بمشهد لنفس الدولة الاسلامية في اسبانيا والتي بعد اربعة قرون تغيرت نوايا الحكام المسلمين فضلوا مصالحهم الشخصية على حساب مصالح الاسلام والنتيجة عجزوا عن مواجهة الجيش المسيحي فانتصر عليهم وارغمهم على توقيع اعدام الدولة الاسلامية في اسبانيا وقبل ان يوقع على نهاية دولة الاسلام صرخ بالشهادتين وعلت اصوات اتباعه كذلك ثم وقع على الهزيمة والاعدام ، اصوات الشهادتين كانت اصوات شكلية وليست ايمان حقيقي والنتيجة هزيمتهم بخلاف ما كان عليه الامير يوسف تاشفين مؤسس الدولة المرابطة في المغرب .
واليوم هذا الامير المؤمن يقطع البحار ويتحمل الصعاب لنصرة الاسلام بينما ملك المغرب اليوم وهو في اقصى البلاد العربية ويبعد عن فلسطين المحتلة اضعاف ما يبعد عن اسبانيا ويكفي فيها المقدسات الاسلامية في القدس يتحمل العناء ليقدم الدعم اللازم للصهاينة للقضاء على المسلمين في فلسطين ، طبعا في المغرب ينعت بالصفات الاسلامية ،،امير المؤمنين ، خليفة المسلمين ... هزلت والله وسوف يهزمون ولو بعد حين .
اليوم مجرد نظرة عابرة على ما يجري على المسلمين من اعتداءات صهيوامريكية ن اليوم غزة ولبنان وايران واليمن والحشد العراقي جبهة ومن يقف مع الصهاينة جبهة وانت عليك معرفة اين الايمان الحقيقي واين الايمان الشكلي؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat