صفحة الكاتب : فريدة الحسني

خور عبد الله.. حين تُباع السيادة قطرةً قطرة، والنفط يُحتكر بإذن الجار
فريدة الحسني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 في لحظة يصفها العراقيون بـطعنة في خاصرة الوطن، جاء الإعلان الرسمي: خور عبد الله لصالح دولة الكويت والنفط العراقي لا يباع إلا بموافقة الكويت

الخبر لم يكن مفاجئاً بقدر ما كان موجعاً. فالخليج الذي لطالما تغنت به البصرة كنافذتها البحرية على العالم، بات اليوم مختوماً بإرادة غير عراقية والذهب الأسود الذي يفترض أن يكون مصدر السيادة والقوة، أُحيل هو الآخر إلى بند تفاوضي تقرره عواصم أخرى
كيف وصلنا إلى هنا؟
 كيف أصبحنا نستجدي منفذاً بحرياً من شقيق جار؟
 كيف صارت مواردنا رهينة توقيع خارجي لا يعترف بنا شركاء على الطاولة؟
خور عبد الله لم يكن مجرد شريط مائي. كان بوابة حياة، ونقطة ارتكاز اقتصادية واستراتيجية ومتنفسا لميناء الفاو الكبير الذي وعدونا به عقدا بعد آخر. واليوم، بينما يصدح التصريح الرسمي بكون الخور كويتياً خالصاً، يقف العراقي متسمراً أمام الشاشات عاجزاً عن استيعاب هذه النهاية
أما النفط العراقي، ذاك الذي خضبت لأجله الحروب وقتل دونه الآلاف واستنزفت لأجله مقدرات أجيال، فقد أُضيف إلى قائمة ما لا يصرف ولا يصدر إلا بموافقة لا تحمل ختماً عراقياً.
هل كتب علينا أن نكون آخر من يعلم وأول من يدفع الثمن؟

  في هذا السيناريو المؤلم تذبح السيادة بصمت، لا استفتاء، لا نقاش برلماني وطني، ولا حتى اعتذار من أولئك الذين هندسوا هذه التنازلات خلف الأبواب الموصدة. يفرض علينا الصمت كما يفرض على الأرض أن لا تشتكي من السلب. لقد باتت السياسة العراقية في كثير من الأحيان لا تبنى على أساس المصلحة الوطنية، بل على التوازنات الخارجية والمجاملات الإقليمية والصمت الدولي. وبين كل هذا، يذبح المواطن العراقي مرتين: مرة حين تنتزع أرضه، ومرة حين يطلب منه أن يصفق لذلك
ختاماً
لسنا ضد الجيران، ولسنا من دعات الحرب، لكننا أيضاً لسنا ممن يقبلون بالهوان
العراق باق، لكن من سيبقى ليحميه؟
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فريدة الحسني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/30


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • ظاهرة مشاهيرالسوقية والابتذال..غزو ناعم يشوّه الهوية ويهدد الذوق العام العراقي.  (المقالات)

    • ثقافة الربح بلا رقابه.. حقيقة جارحه يعيشها كل عراقي  (المقالات)

    • ظاهرة خطيرة تهدد الأمن المجتمعي تربية الحيوانات المفترسة داخل المنازل في العراق  (المقالات)

    • سوريا في مهب التصعيد.. مأزق داخلي وتحديات إقليمية في مواجهة مشروع التفتيت  (المقالات)

    • الفلاح العراقي.. صمود أخضر في وجه العطش والإهمال  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : خور عبد الله.. حين تُباع السيادة قطرةً قطرة، والنفط يُحتكر بإذن الجار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net