صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

سعدي عبد الكريم: المسرح أدب ليس للسرد
علي حسين الخباز


الدكتور حسين التكمجي: المسرح المعاصر يشتغل بمسرحة الفكرة

المخرج المسرحي الدكتور حسين التكمجي، والكاتب والناقد المسرحي الأستاذ سعدي عبد الكريم حلا ضيفين عزيزين على جريدة صدى الرضتين، فكانت جلسة متنوعة المضامين، ومحاورة هادفة تناولت مواضيع عدة، بدأ الحديث بهذا السؤال: هل من الممكن فعلا تجاوز النص؟ 
الناقد سعدي عبد الكريم: المسرح أدب ليس للسرد، كونه يعتمد كليا على الفعل، ويصل مراحل الصراع، ويتبع عملية الحدث، واللغة روح النص المسرحي... حاولت بعض المدارس الاخراجية ابعاد النص لتشتغل في مناطق الصورة والتكوين ـ خطاب غير مقروء... 
الدكتور حسين التكمجي: نعم المسرح المعاصر يشتغل بمسرحة الفكرة.. يحول النص الى سيناريو ليحوله الى صورة، فضاء نصي مثل بعض حفلات الفرجة في المغرب، فكرة توزع بين الممثلين، وكل واحد يأخذ دوره عليها... 
سعدي عبد الكريم: وحتى المخرج (صلاح القصب) لم يلغِ النص بالكامل؛ لكنه وبالنتيجة فهو اعتمد نصا مكتوبا، وتعامل معه تعاملا اسلوبيا خاصا... 
الدكتور حسين التكمجي: يأخذ المقاطع التي تنفع لبناء الصورة البصرية، المؤثر اللغوي يمزج بالصورة المرئية، لتصل ذهنية التلقي.. لابد ان نعرف اساسيات الدراما التأريخية، ويمكن بعدها تحويل القصة والرواية الى مسرحية بشرط امتلاك الصراع، ثلاثة عناصر اساسية تكون نظرية الدراما؛ فعلين متصارعين والثالث مشاهد؟ 
سعدي عبد الكريم: وهذا يقودنا لنفلسف عناصر النص المسرحي ابتداءً من الثيمة مرورا باللغة، وهذه الاعتمادات على الكاتب المسرحي ان يعتمدها ايضا لتكوين الصراعات داخل الحبكة، ليمنح المخرج نصا جاهزا، ولتكوين مساحة لإشتغالات المخرج...
المحاور: مسألة رش تراب كربلاء على خشبة وصالة العرض بقيت في ذهني، فدعني أسأل عندما حملت في مخيلتك تراب كربلاء، هل كنت تتشبت بالمكان أم هناك قداسة أخرى؟
دكتور حسين التكمجي:- أردت أن يجلس الجمهور على تراب كربلاء يعني أدخلته الواقعة، أشركته في الحدث، أدخلته ضمن الطقس، هذه التشاركية نجحت عندنا، وأصبح موضوعها من المواضيع المهمة التي يجب أن نقف عندها؛ فالتشاركية في المسرح المعاصر على مدى سنوات (غروتوفسكي، بيتر بروك، أنتونان أرتو، كانتور، ريتشارد ششنر) لم تنجح في أوربا؛ لأن الجمهور لم يدخل في الطقس معهم بالرغم من قسرية التلقي، نحن نرى في المسرح الحسيني تشاركية من أعظم التشاركات. 
الأستاذ سعدي عبد الكريم:- سنرجع الى موضوعة تجانس الروح والولاء، والكثيرون ممّن عملوا على مناطق الطقس في المسرح، وهو من الاشتغالات المهمة، فلابد أن نطور استخدام الطقس الديني في المسرح، لاحظت بعض الاهتمام أو الاختلاف في التسمية مسرح حسيني تشابيه لنبعد الاسماء المهم أن نطرح افكارا جديدة تساند الفكر الحسيني، وإلا نبقى مكتوفي الايدي ازاء هذا الطقس العظيم. 
المحاور: هل هناك فرق بين عمل مسرحي يعرض في كربلاء، ونفس العمل يعرض في مكان آخر؟ 
الأستاذ سعدي:- طبعا وخاصة إذا كان العرض يتضمن مناسبة دينية، يعني أنت خلقت جواً من ذات الجو الطقسي، وعرضت المسرحية يوم المناسبة سترى التواجد طقسي أساساً، وستجد نسبة المشاهدة عالية، واستقبالا عاليا... 
المحاور: دائما يتحدث المسرحيون عن مصطلح التطهير ؛ فالدكتور (محمد عزيزة) طرحه بغرض انتقاص، وتعني التخلص من الذنب من خطيئة ارتكبها الشيعة، وأنتم كيف تتعاملون مع مصطلح التطهير؟
سعدي عبد الكريم:- أولا نحن نتعارض مع هذه المفاهيم السياسية، والمهم أننا ننظر إلى النوازع البشرية؛ التطهير الفردي من النوازع المتمردة السلطوية، نريد أن نطهر الذات البشرية للمتلقي لنوصله الى عمق المأساة.
الدكتور حسين التكمجي:- التطهير يشكل قضية اخرى قدمت فكرة من خلال المشهد على المسرح، فدخلت الى قناعات الفرد الشخصية فكرة الايدلوجي، توجهه الديني، فالمقدس عندي المثل الاعلى التشريعي، الاخلاقي، الإنساني، فلماذا لا أحاول أن أبرز هذا المثل هنا، أصبحت احمل حالة تبني لصحوة الاخر، فهذه الحالة أصبحت عندي مسعىً تطهيريا. 
المحاور: كيف تقيم لمسرح الحسين؟ 
سعدي عبد الكريم:- لو نظرنا الى الفضائيات الحسينية لوجدناها قد هذبت المشروع الاخلاقي العام، وأثثت الوعي الديني في البيت العراقي، رغم أن هذا الاعلام للأسف لم يدعم المسرح الحسيني بشيء لكني رغم ذلك اراه بخير .
الدكتور حسين:- في زيارة الأربعين وجدت عدة مسارح وليس مسرحاً واحداً في كربلاء، وأطمح أن أنقل المسألة الى خارج الحدود؛ لأن المسرح العالمي يعمل على الطقسية، فمن الممكن أن نجمع عدة فرق مسرحية حسينية من دول مختلفة، ونقدم مهرجاناً مسرحياً عالمياً للطف.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/26



كتابة تعليق لموضوع : سعدي عبد الكريم: المسرح أدب ليس للسرد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net