صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

اليقين  
علي حسين الخباز

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 علم من العلوم المختصة بالآخرة، وسمي يقينا لأن القلوب تنتقل به من الشك إلى اليقين، فعل يجيده الإنسان عند التعقل، ولذلك لا يوصف الله باليقين، وإن وصف بأنه عالم وعليم، وقوله (عين اليقين) يعني محض اليقين، و(حق اليقين)، وقال أمير المؤمنين (ع) في تفسير قوله تعالى: (الذِينَ يَظنونَ أَنهُم ملاَقُو رَبهِمْ) هذا الظن من اليقين: أي يتوقعون أنهم يلقون ربهم، اللقاء الذي هو أعظم، لكنهم لا يدرون بماذا يختم لهم، فالعاقبة مستورة عنهم، وحسن اليقين هو من المراتب التي أغنت لقمان، وهو عبد أسود من سودان مصر بالحكمة، وقال الإمام علي (ع): لأنسبن الإسلام نسبة لم ينسبها أحد قبلي: (الإسلام هو التسليم، والتسليم هو اليقين، واليقين هو التصديق، والتصديق هو الإقرار، والإقرار هو الأداء، والأداء هو العمل الصالح... والتسليم دون يقين يعني الاستسلام الأعمى لا التسليم الواعي، ويعني أن العلم وحده لا يكفي دون التصديق الذي هو اليقين، ولذلك نجد أن أهم لوازم أهل النفاق هو ضعف اليقين، ومسؤولية الإنسان تزداد باليقين، أحياناً لا تقدر العقلانيات أن تخلق حالة اليقين في ذهن الإنسان، فنجده يبحث عن اليقين في المحسوسات، ويحتاج إلى ما يتواءم مع قابليته وموهبته وإمكانياته، وإن الإيمان نفسه بحاجة إلى يقين يوقظ الوجدان ليشع باليقين نور الإيمان، والموت يقين لحتميته، لكن لا يمكن أن يشك أحد فيه، ومقام اليقين للنبي (ص) ولأمير المؤمنين والأئمة (ع) من المسلمات التي لا تقبل، ولا يمكن لإمام أن يصل لهذا المقام إلا في ظل اليقين، وأفضل مورد لتحصيل هذا اليقين هو التفكر الذي من آثار رحمة الله والتي ستؤدي إلى الهداية.
 واعتبر القرآن الكريم أن الهداية والرحمة من خصوصيات أهل البيت (ع)، فالهدى فرع من فروع اليقين، وممارسة الطاعة وتجنب المعصية والالتفات إلى المناهج الأخلاقية، تجعل التقوى راسخة في النفس، ونتيجتها ظهور نور اليقين.
 ويرى الإمام الرضا (ع): إن الإيمان فوق الإسلام، والتقوى فوق الإيمان، واليقين فوق التقوى. وأما (حق اليقين) يرى بعض المفسرين أنه من قبيل إضافة الشيء إلى نفسه، الحق هو اليقين أي إضافة الموصوف إلى الصفة، اللهم إنك تعلم أنه لا شيء أفضل من اليقين، فارزقنا منه ما يكون معه إيمان مطلق لحق اليقين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/23



كتابة تعليق لموضوع : اليقين  
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net