رايحين نزور الحسين (عليه السلام)
هيثم محسن الجاسم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هيثم محسن الجاسم

تأمل الحشود المليونية التي تحث الخطى مولية وجوهها نحو سيد الشهداء عليه السلام غير عابئة بتقلبات الجو والتعب والسهر، وترك العيال وغربة الأهل والأوطان... تقف امام تلك المسيرة المليونية اعمدة الثقافة، منحنية اجلالا لتلك الشفاهية المتوارثة لعمقها وسدادها الأصيل.
كلمات بسيطة ملبية: ياحسين يامظلوم كربلا... تخرج من صدر لاهث كأنه يطوف بين الصفا والمروة غير آبه بأي شيء، واضع أمام نصب عينه أفق يقطر دما عبيطا من عنق مشرق بالنور من شمس تنكسف امامها الشمس خجلا وتواضعا.
زرافات موشحة بالسواد تبدأ نقطة في الأفق ثم تتدحرج زاحفة كالرايات السود لتغطي الفضاء الفسيح تصرخ: يا لثارات الحسين.
تمرق كالسحاب يدفعها دفق من أنفاس حرى يخلقها تهدج وتلجلج الحسرات والآهات المتوقدة بالصدور الحسينية.
سرادق محنية كالليل تضم في أحشائها دررا تلهث كالبلور إشراقا، تهمس:
غدا نواصل المسير الى كربلاء لملاقاة سيد الشهداء عليه السلام... ليمسح على رؤوسنا التي أثقلها طلب الشفاعة والخوف... يمسح رضا وقبولا لسعي شاق طمعا برضا الله وغفرانه.
تلبية ودعاء صامت يتحرك كالموج في اوعية تصعد وتنزل مطمئنة بالشفاء تصرخ:
لبيك ياحسين.
لا تحتوي العيون ولا العقول حجم قامة زائر يطلب ثار الحسين.
وجوه مغسولة بعرق السفر البعيد ملبية نداء الحسين: ألا من مغيث يغيثنا...
كأنك تسمع دويا في السماء يصدح: لبيك يا ابا عبد الله ينطلق من كل بقعة يسرح فيها شيعة آل البيت تلبي وتجتمع عند رأس الحسين مجيبة للنداء.
غدا كربلاء تموج بالمواكب الحسينية التي تتوافد من كل البقاع لتطوف مثكلة لفقد ابي الأحرار... مقبلة مرة ومودعة اخرى على أمل اللقاء في يوم اخر... عهد قطعه شيعة علي على أنفسهم، كأنهم يرددون: لو قطعوا ارجلنا واليدين نأتيك زحفا سيدي ياحسين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat