صفحة الكاتب : احمد ناهي البديري

فطومة... شمعة صغيرة انطفأت في حريق الإهمال
احمد ناهي البديري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مضت ايام وصور الجثث والمشاهد المرعبة  لم تفارق  مخيلتي ولم تفارق الدموع عيني ليس انا فقط بل كل الشرفاء من ابناء مدينتي (الكوت) والعراقيين لكثرة تداولها على (صحافة المواطن) ومنها قصة هزت كيان الانسانية للوردة الجميلة (فطومة)

في لحظة فرح بسيطة لم تدم  تحولت رحلة تسوق إلى مأساة أدمت قلوب العراقيين جميعاً ووضعت من جديد علامات استفهام كبيرة حول حجم الفساد والإهمال المتجذر في مفاصل بعض المؤسسات( فطومة) طفلة  عراقية لم تتجاوز الخامسة من عمرها خرجت برفقة عائلتها إلى "الهايبر ماركت" الجديد الذي افتُتح قبل أيام في مدينتي ( الكوت) فرحةً منهم بتجربة المكان الجديد الذي تزين بالإعلانات والوعود بالخدمات المتطورة والتخفيضات المغرية  لم تكن تعلم أن تلك الرحلة ستكون الأخيرة  وأن لعبها وضحكها سيذوب وسط ألسنة اللهب التي التهمت المبنى ومن فيه

 اندلع الحريق بشكل مفاجئ  وتسبب في كارثة إنسانية مفجعة  راح ضحيتها أكثر من سبعين شخصاً  معظمهم من العوائل والأطفال بينهم (فطومة) وأفراد من أسرتها  التحقيقات الأولية أشارت إلى وجود تقصير واضح في إجراءات السلامة  وانعدام أنظمة الإطفاء والإنذار  إضافة إلى استخدام مواد بناء غير مطابقة للمواصفات كل هذا جاء نتيجة تداخل الفساد  وغضّ الطرف عن تطبيق معايير السلامة  المشهد بعد الكارثة كان مرعبا جداً صور الجثث المتفحمة   بعضها لأطفال لم تُعرف ملامحهم  تدمي العين وتفجع القلب  لم تعد تلك الصور مجرد وثائق صحفية  بل صرخات صامتة تسأل(من المسؤول) ولماذا لا يُحاسب أحد  لم تكن فطومة سوى ضحية جديدة في سجل طويل من الأرواح التي تُزهق بسبب غياب الرقابة  والافتقار إلى الشعور بالمسؤولية  وبينما تستمر الجهات المسؤولة بتبادل الاتهامات وتشكيل اللجان  تبقى عوائل الضحايا تنتظر عدالة قد لا تأتي  وتعويضاً لا يعيد الأحبة ولا يمسح الدموع( مأساة الكوت ) لم تكن الأولى  ولن تكون الأخيرة ما لم يحدث تغيير جذري  ومحاسبة فعلية لكل من يستهين بأرواح الأبرياء فالوطن لا يحتاج لجدران ملونة ومحلات براقة بل لنظام يحفظ حياة أطفاله...استودعكم الله


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد ناهي البديري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/22



كتابة تعليق لموضوع : فطومة... شمعة صغيرة انطفأت في حريق الإهمال
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net