المؤرخونَ والنهضةُ الحسينية ج2
د . حميد مجيد هدّو
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . حميد مجيد هدّو

ذكرنا أن الكثير من المُستشرقين الذين تناثرت أقوالهم في الكتب وشبكة الانترنت.. صارت سبباً في إعتناق الكثيرين للاسلام الحنيف، أما من لادين ولا ضمير له، وهمّه تزوير التاريخ لغايات دنيوية، كوعّاظ السلاطين وغيرهم، فنحن لم ولن نلتفت إليه لأنه يحمل معه دليل فشله، فبعضهم يقول: إن تاريخ بني أمية كُتب ايام بني العباس، لذا جاء بهذا التشويه والتزوير وعدم الانصاف، ونحن لا نعتقد بذلك أصلاً؛ فتاريخ بني أمية أسود مظلم، كما ان كل من له القدرة على تحليل التاريخ، يجد أن بني أمية هم السبب في تأخّر الدولة الاسلامية، فلو كانت دعوتهم خالصة لله تعالى لانتشر الاسلام الى مديات أوسع، فنماذج كيزيد والوليد بن عبد الملك (لعنهما الله)، وولاة كالحجاج وغيره، ومن تبعهم من العباسيين من الذين لا يصحُّ أن نُطلق عليهم(الخلفاء)، لأن الخليفة هو خليفة رسول الله(صلى الله عليه وآله)، بل هم ملوك أو سلاطين تحكموا على رقاب الناس، وهم بعيدون عن الدين ورسالات السماء.
فلو درسنا تاريخَ الزنادقة أو الملاحدة، ولماذا انتشرت الزندقة إبّان حكم العباسيين، نلاحظ أن هؤلاء وجدوا أن من يسمونه (أمير المؤمنين) لاهٍ بالمُنكر ومجالس الخمر والغناء.. وكما قال البُهلول: (رفعوا الطين ووضعوا الدين) مما أحدث ردّة فعل بالإتجاه المعاكس للدين، إضافة الى ضعف إيمانهم الذي جعلهم يسيرون في خط الإلحاد، هذا بالاضافة الى ان العباسيين شجعوا على ترجمة الفلسفات الغربية والأجنبية وحتى الغريبة والبعيدة عن جوهر الاسلام، كما انهم جاءوا بمن يبرر لهم أعمالهم الاجرامية من وجهة النظر الدينية الشرعية، كما أنهم كانوا قد استفادوا من هذا الجانب سياسياً حيث انهم عمدوا الى إعدام وتصفية كل من يختلف معهم سياسيا متهمين إياه بالزندقة، أي انهم إتّبعوا السياسات المزدوجة، كاللعب بالبيضة والحجر.. ولكن الإسلامَ بمشيئة الله وبتضحيات ودماء الإمام الحسين وآل بيته وأصحابه (عليهم السلام) بقي أبلجَ كالشمس في رأد الضحى.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat