الامام زين العابدين السجاد والقرآن الكريم في تفسير البيان للطبرسي (ح 2)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

جاء في کتاب مجمع البيان في تفسير القرآن للشيخ الطبرسي: 6- وأما يوسف عليه السلام: فقد دلت الأدلة العقلية التي لا يتطرق إليها الاحتمال والمجاز، على أنه لا يجوز أن يفعل القبيح، ولا يعزم عليه. فأما الشاهد من القرآن على أنه ما هم بالفاحشة، فقوله سبحانه: "كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء" (يوسف 24) وقوله "ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب" (يوسف 52) وغير ذلك من قوله: "قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء" (يوسف 51) والعزم على الفاحشة من أكبر السوء. وأما الفرقة الأخرى فإنهم قالوا فيه ما لا يجوز نسبته إلى الأنبياء، فقال بعضهم: إنه قعد بين رجليها، وحل تكة سراويله، وقال بعضهم: حل السراويل حتى بلغ الثنن، وجلس منها مجلس الرجل من امرأته، وقد نزهه الله سبحانه عن ذلك كله بقوله: "كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء" (يوسف 24) وأمثال ذلك مما عددناه. فأما البرهان الذي رآه فقد اختلف فيه على وجوه أحدها: إنه حجة الله سبحانه في تحريم الزنا، والعلم بالعذاب الذي يستحقه الزاني، عن محمد بن كعب، والجبائي وثانيها: انه ما آتاه الله سبحانه من آداب الأنبياء، وأخلاق الأصفياء، في العفاف، وصيانة النفس عن الأدناس، عن أبي مسلم وثالثها: إنه النبوة المانعة من ارتكاب الفواحش، والحكمة الصارفة عن القبائح، روي ذلك عن الصادق عليه السلام ورابعها: إنه كان في البيت صنم، فألقت المرأة عليه ثوبا فقال عليه السلام: إن كنت تستحين من الصنم، فأنا أحق إن أستحي من الواحد القهار! عن علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام، وخامسها: إنه اللطف الذي لطف الله تعالى به في تلك الحال، أو قبلها، فاختار عنده الامتناع عن المعاصي، وهو ما يقتضي كونه معصوما، لأن العصمة هي اللطف الذي يختار عنده التنزه عن القبائح، والامتناع من فعلها. ويجوز أن يكون الرؤية ههنا بمعنى العلم، كما يجوز أن يكون بمعنى الإدراك.
7- "وتعمل صالحا" (الأحزاب 31) فيما بينها وبين ربها "نؤتها أجرها مرتين" (الأحزاب 31) أي: نؤتها ثوابها مثلي ثواب غيرها. وروى أبو حمزة الثمالي عن زيد بن علي عليه السلام أنه قال: إني لأرجو للمحسن منا أجرين، وأخاف على المسئ منا أن يضاعف له العذاب ضعفين، كما وعد أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وروى محمد بن أبي عمير، عن إبراهيم ابن عبد الحميد، عن علي بن عبد الله بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن الحسين زين العابدين، أنه قال له رجل: إنكم أهل بيت مغفور لكم. قال: فغضب وقال: نحن أحرى أن يجري فينا ما أجرى الله في أزواج النبي .صلى الله عليه وآله وسلم من أن نكون كما تقول. إنا نرى لمحسننا ضعفين من الأجر ولمسيئنا ضعفين من العذاب. ثم قرأ الآيتين.
8- "سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون "36" وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون "37" والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم "38" والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم "39" لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون "40"" (يس 36-40). القراءة: قرأ زيد عن يعقوب: "لمستقر لها" بكسر القاف. والباقون بفتحها. وقرأ أهل الحجاز، والبصرة، غير أبي جعفر، ورويس: "والقمر" بالرفع. والباقون: بالنصب. وروي عن علي بن الحسين، زين العابدين عليه السلام، وأبي جعفر الباقر، وجعفر الصادق عليهما السلام، وابن عباس، وابن مسعود، وعكرمة، وعطاء بن أبي رباح: "لا مستقر لها" بنصب الراء.
9- "تبينت الجن" (سبأ 14) بضم التاء والباء وكسر الياء. والباقون: "تبينت" بفتح الجميع: وفي الشواذ قراءة ابن عباس، والضحاك: "تبينت الإنس" وهو قراءة علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام، وأبي عبد الله عليه السلام.
10- وروى سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد، عن علي بن الحسين عليه السلام قال: خرجنا مع الحسين عليه السلام، فما نزل منزلا، ولا ارتحل منه، إلا ذكر يحيى بن زكريا، وقال يوما: ومن هوان الدنيا على الله، عز وجل، أن رأس يحيى بن زكريا أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل. وقيل: إن معنى قوله "لم نجعل له من قبل سميا" لم تلد العواقر مثله ولدا، وهو كقوله: "هل تعلم له سميا" (مريم 65) أي مثلا عن ابن عباس، ومجاهد. "قال ربي أنى يكون لي غلام" (آل عمران 40) فسرناه في سورة آل عمران. "وكانت امرأتي عاقرا" (مريم 8) قال الحسن: إنما قال ذلك على جهة الاستخبار أي أتعيدنا شابين، أم ترزقنا الولد شيخين "وقد بلغت هن الكبر عتيا" (مريم 8) معناه: وقد بلغت من كبر السن إلى حال اليبس والجفاف، ونحول العظم، عن قتادة، ومجاهد. قال قتادة: كان له بضع وتسعون سنة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat