صفحة الكاتب : وفاء الطويل

مفكرة شهر محرم الحرام 1447هـ
وفاء الطويل

 محرم الحرام
ذاكرة تمشي على بركان ثائر، ينزف وجعا من خاصرة التاريخ مذ هوى وارث الرسالات على أرض كربلاء قبل ألف وأربع مئة عام وسحقت قنديل العرش تحت سنابك الخيل.
هو شهر أرخته الفاجعة العظمى... أيامه نشيج السماء، وساعاته دموع المؤمنين
فيه ذبحت القداسة، وسبيت الرسالة...
_____________
1-محرم وفاة محمد ابن الحنفية
لم يصل إلى كربلاء، كان في المدينة ظلا من شمس الحسين.
عند الرحيل أعلن حزنه، وكتم نشيجه...
ولبس السواد في داخله، وكان يحاور قلب السماء،
- رآهم لا يعودون، تُرض الأجساد وتمشي الرؤوس، يقودها تيه العدو إلى معقله.

يَا مَنْ عَلَى السِّبْطِ أَبْدَا حُزْنَهُ عَلَنَا
وَنَاحَ نَاحَ وَوَجْدُ القَلْبِ مَا سَكَنَا

يَا ابْنَ الوَصِيِّ... أَخُو السِّبْطَيْنَ مَا بَرِحَتْ
فِيكَ الجِرَاحُ عِظَامٌ تُلْهِبُ الزَّمَنَا

مُحَمَّدٌ لَكَ فِي التَّارِيخِ مَظْلَمَةٌ
عُظْمَى وَقَدْ كُنْتَ بِالتَّشْنِيعِ مُمْتَحَنَا
_____________
2-محرم ورود الحسين إلى كربلاء
ارتجف التراب تحت خطاه...
كأن الأرض تبعث نحيبها من جنب الفرات
مهيئة هي للجرح منذ بدء الخليقة...
لحظة نزول القافلة، خرجت منها آهة مذبوحة، ارتجف الفرات هيبة...

مَدَّ الحُسَيْنُ يَدَ الخُلُودِ لِكَرْبَلا
حَطَّ الضِّيَاءُ فَهَلْ تَهَيَّأَتِ المَلا؟

لِلدَّمْعِ لِلأَشْجَانِ لِلوَجَعِ الَّذِي
مَازَالَ يَقْرَأُ فِي المَجَالِسِ مَقْتَلا

أَرْضٌ بِهَا قَطْعُ النُّحُورِ وَمُهْجَةُ الزَّ (م)
هْـرَاءَ تَعَفِرُ فَوْقَ كُثْبَانِ الفَلا

أَرْضٌ، وَلَـٰكِنْ فِي ثَرَاهَا سِرُّهُ
وَتُرَابُهَا نَبْضٌ وَدَمْعٌ وابْتِلا

جَاءَ الشَّهِيدُ فِي يَدَيْهِ رِوَايَةٌ
خَبَرُ الظُّلَامَةِ لا يَزَالُ مُجَلْجِلا

نَادَى بِهَا... هَا جِئْتُ أَشْخَبُ بِالفِدَا
وَأُقِيمُ فِيكِ إِلَى القِيَامَةِ مَنْزِلا

غَرَسَ الخِيَامَ عَلَى الثَّرَى وَكَأَنَّمَا
زَرَعَ النُّجُومَ بِتُرْبِ رَوْضَةِ كَرْبَلا
_____________
7-محرم منع الماء عن الحسين "عليه السلام" وعائلته
في الخيام... تزفرت الطفولة من شدة الظمأ، فارتجف السيف في غمد العباس
حمل القربة..
اقترب من الفرات، فارتد الماء مذعورا
مد كفه... فشهق النهر، وغضّ طرفه...

هَـٰذِي شُجُونُكَ فِي الزَّمَانِ  جِرَاحُ
مَنَعُوكَ شُرْبَ المَاءِ وَهْوَ مُبَاحُ

هَـٰذَا الفُرَاتُ أَمَامَ عَيْنِكَ مَائِجٌ
وَعَلَيْهِ صُفَّتْ عَسْكَرٌ وَسِلَاحُ

ظَمَأٌ يَمُرُّ عَلَى الخِيَامِ أَوَارُهُ
سَيْفٌ تُفَتُّ بِحَدِّهِ الأَرْوَاحُ

ظَمَأٌ يُنَازِعُ فِي الطُّفُوفُ صَهِيْلُهُ
عَالٍ وَفِي فَمِ كَرْبَلَاءَ نُوَاحُ

مَا بَيْنَ أُسْرَتِكَ اللَّهِيفِةِ وَالرِّوَا
سَقَطَ الزَّمَانُ وَرَاحَ عَنْهُ الرَّاحُ
_____________
10- يوم عاشوراء
حين هوى على الثرى، صرخ التراب ومات الفرات.
هبطت السماء تضمه، والنزف بركان لا يعرف وجهته
ما عاد في الكون قبلة… بعد أن سقط وجهُ الله على التراب...

حِينَ خَرَّ السِّبْطُ فِي أَرْضِ البَلاءْ
اِنْطَفَى مِنْ أُفُقِ الكَوْنِ الضِّيَاءْ

وَبَكَاهُ المَلَأُ الأَعْلَى وَجِبْرِيـ (م)
ـلُ بَكَى مَا إِنْ هَوَى عَيْنُ السَّمَاءْ

يَا ضَمِيرَ الكَوْنِ هَلْ خُنْتَ الأَمَانَا (م)
تِ تَوَاطَأْتَ عَلَى تِلْكَ الدِّمَاءْ؟

طِينَةُ الصَّفْوَةِ مِنْ خَيْرِ الرِّسَالَا (م)
تِ وَمَنْ فِيهِ سِمَاتُ الأَنْبِيَاءْ

أَيُّ كَرْبٍ مَزَّقَ التَّوْحِيدَ شَجْوًا
حِينَ لاقَى نَحْرُهُ حَرَّ الظِّبَاءْ

وَبَقِينَا لِجِرَاحَاتِ سَلِيلِ النُّـ (م)
ـورِ نُحْيِي كُلَّ عَامٍ كَرْبَلاءْ

وَا حُسَيْنَاهُ وَعَاشُورَاءُ نَاحَتْ
وَالدُّنَا تَنْصُبُ صِيْوَانَ عَزَاءْ
_____________
11-السبي إلى الكوفة
قافلة مكسورة الخاطر... تجري، وخلفها البراءة تجر بالحبال
في أعينها غيم هطول... مسلوبة مذعورة.

يَا سَائِلِي عَنْ عِتْرَةٍ مَنْكُوبَه
عَنْ هَامَةٍ فَوْقَ القَنَا مَصْلَوبَه

وَعَنِ الكَفِيلِ عَنِ المُحَامِي وَالحِمَى
وَعَنِ اللِّوَا وَالقُرْبَةِ المَثْقُوبَه

بِنْتُ البَتُولِ تَيَتَّـمَتْ أَطْفَالُهَا
وَلِأَرْضِ كُوفَةَ قَدْ مَشَتْ مَغْصُوبَه

هَـٰذِي الوُحُوشُ تَجُولُ حَوْلَ رِدَائِهَا
وَعَبَاءَةُ الزَّهْرَا غَدَتْ مَسْلُوبَه
_____________
12-وصول السبايا الكوفة
رجفة تشق الأزقة
حملت الريح وشاحًا لتلقيه على الملامح الخجولة...
سؤال وجيع سرحته المآذن "أ يسبى نور المشكاة"

طَافَتْ بَنَاتُ الوَحْيِ فِي سُوقِ الأَسَى
وَالأَسْرُ أَسْدَلَ فَوْقَهُنَّ كُرُوبَه

لَا خِدْرَ لَا سِتْرٌ تَبَقَّى لَا حِمَى
إِلَّا الشَّجَا فِي نَظْرَةٍ مَرْعُوبَه

جُدْرَانُ كُوفَتِهِمْ تَـمُضُّ وَجِيبَهَا
وَالخَوْفُ فِي الطُّرُقَاتِ صَارَ عُقُوبَه
وَهُنَاكَ زَيْنُ العَابِدِينَ خِطَابُهُ
هَزَّ الإِمَارَةَ فَالدَّنَا مَقْلُوبَه
_____________
13-دفن الأجساد الطاهرة
بإعجاز عاد...
دثر النور في مثواه، قبل نحره...
وغرس الدمع شاهدا.
ثم قفل وحيدًا،
يحملُ رزية الطف على كتفيه....

وَأَتَى السَّجَّادُ فِي ثَوْبِ المِحَنْ
وَالمَدَى يُطْوَى لَهُ... يُطْوَى الزَّمَنْ

يَحْفِرُ الأَرْمَاسَ بِالحُزْنِ فَذَا 
حُجَّةُ الرَّحْمَـٰنِ مَرْضُوضُ البَدَنْ

لَمَّ مَا بُعْثِرَ مِنْ أَعْضَائِهِ
وَهَوَى يَلْثِمُ نَحْرًا مَا سَكَنْ

وَجِرَاحَاتٌ بِهِ قَدْ فَجَّرَتْ
أَدْمُعًا لِلْغُسْلِ... هَلْ ثَمَّ كَفَنْ؟

ثُمَّ وَارَاهُ الثَّرَى يَا حَسْرَتَا
أَ كَذَا تُجْرَى عَلَى السِّبْطِ السُّنَنْ؟
_____________
19-محرم السبي إلى الشام
درب الشام حد سيف يقصف الأعمار في القيود
بقية الله وقافلته تحرسهم رؤوس على الرماح
وابنة المشكاة التي لا تنكسر، بدهشة المدن يرمقونها أسيرة!
مسبية تُسقِط التيجان وزيفَ العروش، هي نور يفضح الظلام.

أُدْخِـلَـتْ زَيْنَـبُ وَالنَّاسُ اصْطِفَافْ
مَجْلِـسًا لَمْ يَدْرِ مَا مَعْنَـى العَفَـافْ

كُلُّ عَينٍ حَبَسَتْ أَنْفَاسَهَا
وَالمَدَى فِي صَمْتِهِ يُبْدِي ارْتِجَافْ

هَيْبَةُ الطُّهْرِ الَّتِي فِي دَمِهَا
جَعَلَتْ تَيْهَ ابْنَ هِنْدٍ فِي انْكِشَافْ

وَانْبَرَتْ تَخْطُبُ وَالقَوْمُ ذُهُولٌ 
لَبْوَةُ الكَرَّارِ مِنْهَا العَرْشُ خَافْ

أَمِنَ العَدْلِ أَ يَا ابْنَ الطُّلَقَاءِ
سَوْقُكَ الآلَ عَلَى نُوقٍ عِجَافْ
_____________
23-محرمـ خروج زيد بن علي
رفع السيف، فسمعوا في رجفته صدى كربلاء.
صرخ: "يا لثارات الحسين!"
فاهتزّ التاريخ... وعاد الدم يغلي من جديد.

خَرَجْتَ تُنَادِي بِالحُسَينِ مُجَاهِدًا
وَفِيْكَ صَدَى "هَيْهَاتَ" تَعْلُو وَتَلْهُبُ

تَسَاقَطَتِ الأَرْوَاحُ نِلْتُمْ شَهَادَةً
فَطُوبَى لَكُمْ دَارُ المُقَامَةِ تُكْتَبُ
_____________
25-محرمــ استشهاد السجاد
جاهد الفساد بالمناجاة
أزعجهم حضوره الملفت، دسوا له السم في صمت، ما إن تناوله حتى غابت أنفاسه...
وودع الحياة بصبر عميق تاركًا لوجدان الأمة نورًا لا يموت.

حَلَّقَ السَّجَّادُ فِي فَرْضِ الخُشُوعْ
كَفُّهُ سِفْرٌ وَيُتْلَى بِالدُّمُوع

كُلُّ جُرْحٍ فِيهِ أَوْجَاعٌ تَنَادِي
بِانْهِيَارَاتٍ عَلَى الرِّزْءِ المَرِيع

كُلَّمَا خَفَّ الضِّيَا صَاحَ حُسَيْـنَا (م)
هُ أَبِي أَمْسَى عَلَى الرَّمْضَا صَرِيع؟

وَشَمَ الوَجْدُ عَلَى الوُجْدَانِ وَشْمًا
فَاقِدٌ وَالنَّارُ تَقْتَاتُ الضُّلُوعْ

لَا يَرَى الجَمْرَ الَّذِي فِي الطَّفِّ جَمْرًا
غَيْرَ مَنْ وَسَّدَ فِي اللَّحْدِ الرَّضِيع

سُمَّ فَالأَشْجَانُ، وَالأَوْجَاعُ، وَالـ
أَنْفَاسُ، وَالزَّفْرَةُ، تَنْمُو فِي البَقِيع
_____________


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وفاء الطويل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/15



كتابة تعليق لموضوع : مفكرة شهر محرم الحرام 1447هـ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net