صفحة الكاتب : د . علي احمد الزبيدي

تفاهة المحتوى ورداءة المستوى
د . علي احمد الزبيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


 صدر عن الاتحاد الدولي للمبدعين في العراق مؤلفٌ إبداعي جديد بعنوان: "الإبداع والابتكار في العراق القديم والمعاصر". 
وعلى أثر ذلك، أُقيم حفل توقيع وتوزيع الكتاب في مقر الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية، وجرى توزيعه على المبدعين الذين ذُكروا فيه, وقد تشرفتُ شخصيًا بتأليف هذا الكتاب إلى جانب نخبة متميزة من الباحثين العراقيين.
وقبيل الحفل، وُجِّهت الدعوات إلى بعض المبدعين المشاركين في المؤلف، إضافةً إلى ذوي الراحلين منهم، لاستلام نسخهم من الكتاب. 
لكن مع بدء الفعالية، فوجئتُ بأن عدد الحضور لم يكن بالمستوى المطلوب، فناديتُ أحد الزملاء وسألته: "لماذا الحضور قليل؟" فأجابني: "لقد دعونا من كان متاحًا، والعدد جيّد من حيث النوعية لا الكمية."
حينها، اعتليتُ المنصة وتحدثتُ عن قيمة الكتاب، وعن أهمية الثقافة في العراق، وطرحتُ أمام الحاضرين تساؤلات لا تزال تؤرقنا:
لماذا تشهد بعض الاحتفالات الفنية والغنائية حضورًا جماهيريًا واسعًا، وتغطية إعلامية مكثفة من قنوات فضائية ومصورين يحرصون على إبراز مظاهر البذخ والتبرج، بينما تُهمل المنتديات العلمية والثقافية والأدبية؟
من المسؤول عن هذا التراجع؟
ولماذا اتجهت شرائح واسعة من المجتمع نحو التافه والمبتذل؟
بل الأدهى من ذلك، أن وسائل الإعلام باتت تتناقل أحداثًا منافية للعُرف والأخلاق، ويتباهى بها البعض وكأنها إنجازات، في حين تُهمّش الثقافة الجادة والمحتوى الراقي، بل تكاد تغيب عن المشهد تمامًا.
لقد أصبح المحتوى الهابط يتصدر "الترند"، في وقتٍ يعاني فيه العاملون في المجالات الثقافية والعلمية من الفقر المادي والمعنوي، بينما نرى رموز الابتذال في أبهى حال، تحيطهم الأضواء، ويتسابق الإعلام على تغطية أخبارهم، لأنها ببساطة "الأعلى مشاهدة".
هذا هو واقع فرضه أولئك الذين يدعمون التفاهة، ويضعونها في صدارة المشهد العام.
أما الحديث عن "مبدعين" أو "مبتكرين" أو "أدباء ومفكرين"، فهو – للأسف – في واقعنا معدوم مع سبق الإصرار.
رسالتي هنا إلى من يُروّج للتفاهة ويغذيها :
سيأتي يومٌ من عند الله، تتساقطون فيه كأوراق الخريف في رياحٍ عاتية، تقذف بكم إلى الهاوية.
وحينها، ستندمون على ما صنعتم، من دعمٍ لأشخاص وجهاتٍ هابطة، سعيًا وراء أصوات انتخابية أو شهرة زائفة، واسترضاءً لجمهورٍ يختبئ خلف "الكيبورد".. والسلام.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . علي احمد الزبيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/13



كتابة تعليق لموضوع : تفاهة المحتوى ورداءة المستوى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net