تاريخ المسرح الكربلائي/ ح6 لقاء مع الباحث المسرحي عبد الرزاق عبد الكريم
صدى الروضتين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صدى الروضتين

إن معالجة الأحداث اليومية تعد مسألة من أولويات الهوية المسرحية
صدى الروضتين: وهل يعد أول ماكير في كربلاء؟
الباحث: لا بالتأكيد فقد كان الماكياجُ موجودا، لكن دخوله بهذه المسرحية كان بشكل اكاديمي علمي، ونلاحظ ايضا وجود الإنارة حيث قدمها (جليل جميل)، ووجود ادارة للمسرح (هادي السعيد)، و(صاحب الكروي)، وكانت المسرحية نثرية من أربعة فصول تدور حول مكافحة البغاء والقمار والمخدرات.
صدى الروضتين: نستطيع الآن أن نقدّم ملاحظة قد تكون بسيطة لكنها حقيقية حسبما نرى فقد اخذ المسرح في كربلاء على عاتقه الهم الإجتماعي، وكأن غاية هذا المسرح هي غاية اجتماعية، وبعدها تأتي الموضوعة السياسية؟
الباحث: وما الضير من ذلك فنحن نرى إن معالجة حدث اليوم تعد مسألة من اولويات الهوية المسرحية لكون حدث اليوم له دور كبير بين الناس، فلذلك قدمت هذه المسرحية، وقد كانت برعاية متصرف اللواء عبد المجيد علاوي. في سنة 1951م قدمت مسرحية (أمينة) والتي سُمّيت (غضب من السماء) وهي مسرحية اجتماعية عرضت في 22و 23 /3/ 1951م وهي من تأليف طه العبيدي، واخراج بدري حسون فريد، حيث جلب فرقته الى كربلاء، وكان لهذا العرض قصة طويلة ولها تفاصيل كبيرة على اساس ان المحافظ قد رفض المسرحية لكون بطلة المسرحية امرأة، لكن الفرقة أصرّت وقدمت المسرحية دون موافقة المتصرف، واقامت المحافظة دعوى على الفرقة، وتعرّضت الى معاناة كبيرة في تقديم المسرحية يوما واحدا واخيرا اجريت عملية تسوية بين المحافظ والفرقة.
وقد كان المتصرف يتصور ان الأمر قد يُقابل من الكربلائيين بنوع من الفظاظة والاحتجاج، لكن اهالي كربلاء وجدوا حشمة الممثلة كاملة على المسرح، ودورها دور نظيف يساهم في عرض مشكلة إجتماعية حقيقية. كان العمل لمصلحة جمعية المعلمين في كربلاء، وتمثيل فرقة الجمعية الفنية. شخوص هذه المسرحية يعقوب القره غولي، ماجد عبد القادر، وعدنان عبد القادر، وعبد الوهاب بلال، وكاظم السعدي، وشكري العقيدي، وطارق حسون فريد، وهادي الهاشمي، وسامي عبد الحميد، وكان يعقوب الأمين على الماكياج، والمسرحية برعاية متصرف اللواء مكي الجميل.
في سنة 1951م قدمت مسرحية (كليوباترا) في القرن العشرين تأليف سعد الدين سامي رمضان، اعداد شهاب القصاب، واخراج وتمثيل حسن جلوخان ـ محمد شكري ـ مهدي الطويل ـ جعفر الشيباني ـ رضا جوهر ـ ناصر الاشيقر ـ ضياء النصار ـ كاظم عبد علي ـ تقديم ثانوية كربلاء، وهي فصيحة. كان مدير المدرسة الأستاذ محمد علي العشاري، والاشراف كان على عاتق الأستاذين رضا مرتضى لطيف، وهادي السعيد. عرضت ليومين يوم للرجال ويوم للنساء، وكانت من ضمن العروض التابعة لاسبوع المعارف.
وهناك طرفة جميلة في هذه المسرحية التي كانت تتحدث عن ملك ينتحر في نهاية المسرحية ولكونها اخذت الطابع الكوميدي فهو حين لم يعثرْ على سيف ليضرب به نفسه يقوم بتناول إحدى المشارب القريبة ويضربها على رأسه ويقول: من لم يمتْ بالسيف مات (بتنگة) وكانت المشربة اداة الانتحار تعد اعدادا مسرحيا خاصا حيث يتم كسرها ثم معالجتها لتسهيل عملية الكسر على رأس الممثل، وكان الدور من حصة حسن جلوخان والمعروف عنه اندماجه بالدور وتقمّصه لأبعد حدود التقمص، فعمل احد المشاكسين مقلبا حيث استبدل المشربة المكسورة بواحدة صلبة ومتماسكة وفعلا عندما حان دور الانتحار اخذ الملك حسن جلوخان المشربة وضربها على رأسه فلم تنكسر، أعاد المحاولة بضربة اشد وكأنه عرف المقلب فقرر التحدي ضربها برأسه بقوة فانكسرت وبدل تحية الجمهور نقل الى المستشفى...
في سنة 1952م قدمت مسرحية (الخادم) وكانت من تقديم طلبة ثانوية كربلاء. قدم العرض على بناية الثانوية الجديدة، ويعني ان بناية اعدادية كربلاء الحالية قد تم بناؤها عام 1952م واقيم لذلك مهرجان ضخم في حينه، من اعداد المرحوم لطيف المعملچي، وشارك فيه ضياء النصار ـ حسن جلوخان، محمد حسن الشكرچي، اياد الخزرجي، وقدموا اعمالا مسرحية وشعرية معروفة من تأليف خضر الطائي واخراج محمد حسن الشكرچي، وتقديم طلبة الثانوية، وقدمت ايضا ضمن احتفالات اسبوع المعارف ليومين يوم للرجال وآخر للنساء، من تمثيل الشكرچي، وجلوخان، والطويل، وجعفر الشيباني، فوزي امين، والماكياج لمحمد علي عواد.. كما قدمت مسرحية (البخيل) لمولير سنة 1953م وهي من الأعمال العالمية كما هو معروف، وكانت تجربة كربلائية ناضجة حيث كان المسرح متكاملا، وفيه فنون الحرفة المسرحية، والاخراج كان جماعيا، واشراف جعفر السعدي، وسامي عبد الحميد.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat