كانت السينما العالمية ترتكز على تقديم مواضيع دينية مقتبسة من الكتاب المقدس أو ثيمات من تاريخ العهد القديم، وتطورت مفاهيم العمل السينمائي اليوم، وابتعدت عن التناصات والاستعارات ومن جميع الاشتغالات المتكئة على هذا الارث؛ فالسينما وجدت متنفسها في افلام الخيال العلمي، تبحث من خلالها عن لب الهوية الدينية، ومن اهم هذه الأفلام هو فلم (ثلاثية ماتريكس) يرى احد النقاد: ان الفلم قدم مناقشة مهمة، وطرح قضية تعددية الأديان مقابل وحدة الايمان... مؤلف الفلم هما الاخوان آندي ـ لاري... حيث قدما مجموعة من الافكار بتكنلوجيا حديثة، وعمق نصي، وفلسفة متنوعة شغلت الكثير من النقاد...
يعيش الفلم احداثا خيالية على اساس انها جرت عام 2199م في زمن لم يأت بعد، وثمة حرب بين الآلات والانسان، لقد تغير كل شيء في هذا العالم، وأصبح الانسان يزرع بواسطة بذوره الاجنة والاحرار يعيشون تحت الارض في مدينة هي آخر ما تبقى للبشرية تدعى (زيون) ويرى النقاد: انها ترمز لصهيون... تعيش بين اولئك الناس نبوءة ظهور المنقذ المنتظر، الرجل المختار، وانقاذ البشرية من الهلاك، ليعيد العدل الى الارض، وهو يمتلك قدرات خارقة عطلت عمل الاليات الالكترونية والاسلحة فهو قادر على ان يوقف الاطلاقات في الجو مثلا حسب اوامره... قدّم الفلم حراكا فكريا عاليا؛ فهناك ثورة وتمرد وتبريرات قانونية، وهناك فلسفة تتمحور حول فكرة النشوء والتطور، وفكرة المنقذ، وفلسفة الانتظار... ويرى المشغل النقدي في صدى الروضتين ان هناك اعتمادا كليا على مفهوم الغيبة حسب المفهوم الإسلامي لمذهب أئمة أهل البيت عليهم السلام لكونه قدم غيبتين أحدهما الصغرى والاخرى الكبرى، علاوة على تسييس فكرة المنتظر، فهناك حقوق وخدمات وعملية استبدال مواقع ورؤى تنظيرية في علم النفس وصناعة الذات، وقدم أهم قضيتين هما قضيتي الجبر والاختيار...
يقول المؤلفان: كل شيء كان مدروسا؛ فهناك قصدية عالية أما مفهوم الفلم حسب رؤية المشغل النقدي أراد أن يقول: ان المنقذ المنتظر المخلص المختار بحاجة الى عملية اعداد الانسان لنفسه، وان العقل البشري ممكن ان يُقاد ضمن آلية سياسية تتحكم بنموه، وأهم نقطة عرضها الفلم هي مسألة وجود المنقذ حيا يزاول حياته العادية مع الناس، ان المنقذ موجود والأهم انه قدّم محاربين يؤمنون بالظهور، لكنهم يسعون لحمايته، وترى العرافة: ان جوهر القضية في ان قوة المنتظر تمتد الى ما بعد العالم .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat