صفحة الكاتب : كامل حسين الجنابي

التطوير التربوي... ضرورة لا تحتمل التأجيل الحلقة الأولى
كامل حسين الجنابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

التربية وأهميتها:
إن أي بلد يروم التقدم والرقي والازدهار والقوة، لابد له أن يهتم ويعطي الأولوية في التخطيط والتمويل والتنفيذ الى جانبين مهمين هما:
أولا: القطاع التربوي.
ثانيا: البحوث العلمية.
 ويرجع أي تقدم للبلد، في المستقبل القريب والبعيد، بقدرة أي دولة على الاستثمار التربوي (التربية والتعليم) والبحث العلمي؛ فالاهتمام بالقطاع التربوي يعني الإهتمام باعداد وتنمية العنصر البشري، الذي هو أساس أي تنمية وتطوير في البلد.
 والتربية كما يعرفها مكتب التربية الدولي - اليونسكو (بأنها جميع العمليات وتأثيراتها المؤدية الى تطوير وصقل القدرات العقلية والمعارف والخبرات والاتجاهات والسلوك في الفرد بطريقة تمكنه من أن يتطور إلى أقصى درجة ممكنة بحيث يصبح ذا قيمة ايجابية للمجتمع الذي يعيش فيه)؛ فالتربية هي في خدمة الفرد والمجتمع والدولة، وتؤدي الى الرشد والرقي للانسان، ويمكن عن طريقها بناء الفرد حرا واعيا والتأثير في رقي المجتمع وتقدمه، أو ضعف المجتمع وتفككه، اذا كانت التربية ضعيفة... فاللغة والعادات والتقاليد والقيم والعلوم والمعارف التي تتميز بها جماعة معينة من الناس لا تنتقل من جيل الى جيل عن طريق الوراثة، وانما يكتسبها الفرد ويتعلمها عن طريق القنوات التربوية المختلفة، وهي الاسرة والمجتمع والمدارس بمختلف مستوياتها ووسائل الاعلام المختلفة المسموعة والمقروءة والمرئية الخ...
 وهكذا نجد ان القطاع التربوي واجبه اعداد وتنمية الموارد البشرية لجميع القطاعت في المجتمع، فهو يغذي القطاع الصناعي والتجاري والزراعي والعسكري والاداري والخدمي الخ.. بالقوى البشرية، الذين هم نتاج النظام التربوي في البلاد؛ فكما تكون نوعية وكفاءة وعلمية واخلاص النظام التربوي، تكون كفاءة وانتاجية القطاعات والمجالات في المجتمع كافة.
 فالتربية تعمل على اعداد القوى البشرية المدربة العاملة اللازمة لخطة الدولة من اداريين وفنيين وتخطيطيين ومشرفين ومهرة، وعليه فالتنمية التربوية تهتم بانتقال الفرد من انماط السلوك السائد الى انماط سلوك جديد متحررة كفوءة وماهرة، تتلائم مع اهداف المجتمع وفلسفته التي تتطلبها خطة التنمية الشاملة في العراق.
أهمية التطوير التربوي ومبرراته:
ان العالم ومنذ الأزل بحالة تغير وتطور مستمر شامل، فأحيانا يكون التغير نحو الأفضل والأحسن، وأحيانا يكون نحو الأسوأ، في جميع نواحي وجوانب الحياة الطبيعية والمادية والاجتماعية للانسان، ولكن في العصر الحديث وبعد التراكم المعرفي والعلمي والتكنلوجي، أخذ العالم يسير نحو التطوير السريع، الذي يدل على التطوير نحو الأفضل والأحسن وذلك بتدخل الانسان المقصود والواعي والبحوث العلمية، الذي يقود نحو تطوير تلك الظاهرة أو هذه المادة أو ذلك الشيء بصورة أفضل وأحسن من سابقه... وهكذا نجد أن عملية التطوير شملت جميع نواحي الحياة الانسانية والمجالات الاجتماعية والأدوات والمواد والمستلزمات كافة، في الطب والتربية والاقتصاد والزراعة والصناعة... 
  ولكون التطوير المستمر السريع في كافة المجالات، لابد وان يكون نصيب النظام التربوي الحصة الأهم، لأن التربية تساهم بل وتقود بصورة فعّالة التطوير في المجالات كافة، عن طريق تنمية واعداد القوى البشرية التي هي أساس كل تطوير وعليه فان اي تطوير في المجالات كافة يجب أن يلازمه تطوير النظام التربوي باستمرار.
وعندما يكون التطوير في جوانب الانسان وخاصة الشباب منهم، وتطور المعرفة والعلوم والتكنولوجيا وتطور الآلات والمعدات والمستلزمات التي يستخدمها الانسان، فرض ودفع النظام التربوي للتطور السريع في العراق، وهناك مبرر آخر مهم وهو ظهور النظريات التربوية الحديثة والقوانين الجديدة في التربية وعلم النفس، نتيجة للبحوث والتجارب العلمية في مواضيع ومجالات وجوانب عديدة في التربية وعلم النفس، والتي جاءت بطرق وممارسات وأفكار ووسائل جديدة هي أفضل من سابقتها نتيجة البحوث والدراسات العلمية في التربية وعلم النفس جعل عملية تطوير النظام التربوي في الأخذ بما يناسب ويلائم البيئة العراقية من هذه المستجدات في مجال النظام التربوي في العراق من أجل التطوير التربوي في العراق، إذا كنا ننشد النمو والتقدم والازدهار والقوة للعراق، كذلك هناك مبرر آخر جعل ضرورة التطوير للنظام التربوي في العراق وهو وجود السلبيات التي يجب معالجتها وتلافيها في النظام التربوي للعراق، وكما سيأتي ذكرها لاحقا إن شاء الله تعالى...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كامل حسين الجنابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/06



كتابة تعليق لموضوع : التطوير التربوي... ضرورة لا تحتمل التأجيل الحلقة الأولى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net