صفحة الكاتب : محمد الرصافي المقداد

هيهات أن تفلح أمريكا في اخضاع إيران
محمد الرصافي المقداد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 صدق الامام الخميني رضوان الله عليه عندما وصف أمريكا بالشيطان الأكبر معتبرا اياها اكثر شرا من شيطان الجن ابليس اللعين فهي بالنسبة لكل مؤمن ألعن من جميع شياطين الجن، فهؤلاء كما وصف الله كيد رئيسهم بالضعف، ليس بمقدورهم التأثير في صراطه المستقيم، رغم جلوسهم على جنباته بالوسوسة والتثبيط والتشكيك، تحصينا له منه بعباده الذين قال عنهم: (ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين) (1) فيكون اتباع امريكا الشيطان الاكبر من الغاوين الذين لا حظ لهم في الدنيا والاخرة  وهنا تبرز حقيقة تميز خط ولي الفقيه الممهد للمولى صاحب الزمان مهدي الامة ومنقذ البشرية من كيد شياطين الانس الموغلين في الأرض فسادا وإفسادا، ويتجلى لكل واع بما يجري أننا دخلنا عصر التمهيد منذ انتصار الثورة الاسلامية بقيادة هذا الفقيه المصلح.

نظام ولي الفقيه أبدى مواقف صادقة وثابتة تجاه قضايا الامة الإسلامية، كسب فيها مناصرين له في انحاء العالم، بما لم ينله نظام غيره.، وكانت مواقفه مؤثرة في طلائع الشعوب المثقفة الواعية، بقطع النظر عن انتماءاتها العقائدية وقناعاتها الفكرية، فما لمسوه من التزام إيراني حقيقي، تجلى في مناصرة القضايا العادلة، وفي مقدمتها قضية فلسطين، وهذا ما أثار أمريكا وحلفائها من دول الغرب، وذيولها من مشيخة اعراب الخليج ومن تبعهم في مسار التطبيع، وجعلهم يتصرّفون معها كعدوّ.

عندما ينبه الامام الخميني شعبه ومؤسسات نظامه، أن أي علامة رضا من الشيطان يبديها لإيران، تعني أن إيران انحرفت عن مسار معاداته، (اذا مدحتنا امريكا او رضيت عنا فيجب علينا ان نراجع انفسنا) (2) ومن هنا نستطيع ان نفهم ثقافة نهج الولاية في معاداة أمريكا، وهي معاداة مبدئية، لا تنتهي الا بالقضاء على هذا الشيطان، الساعي في الارض ظلما وعدوانا، ولن يتأخر القضاء عليه، وبواسطة قوم سلمان المحمدي، فلا باكستان كما يروّج كثيرون ممن صدقوا الدعايات السياسية، ولا روسيا ولا الصين ولا كوريا الشمالية، بإمكانهم ان يجرؤوا على التحالف مع ايران عسكريا و الاضرار بأمريكا، فقط ايران وحدها بإمكانها أن تفعل ذلك، وهذا مصدر فخر واعتزاز انصار نهج الولي الفقيه العادل.

وسرعان ما جاء تصريح ترامب ووزير دفاعه، ليزيد من قناعتنا أن من يدير الحكم في أمريكا، هم مجموعة من الحمقى المعتدّين بأنفسهم، بتماديهم السافر في أفعالهم الإجرامية، بحقّ الشعوب الساعية نحو التحرر من منظومة غربية لا تزال تلقي بظلال تبعيتها عليهم، فيما أصبح يُعرف بالتغوّل الأمريكي، ومدى هيمنته وتأثيره على العالم دولا وشعوبا، وهي متناغمة مع عقلية عنصرية منفردة في الحكم والقرار، فقد كتب ترامب في تدوينة نشرها على صفحته بمنصة تروث سوشيال: (أي ردٍّ انتقامي من إيران ضد الولايات المتحدة الأمريكية سيُقابل بقوةٍ أكبر بكثير مما شهدناه الليلة.)(3)

بينما جاء تصريح وزير دفاعه معبّرا عن عقلية أمريكية مستكبرة متجذّرة في أنفس حكام بلد يبدو مستقبله إلى التفكك أقرب من البقاء على عتبة القوة والهيمنة، لم يواجه يوما في حروبه بشجاعة المقاتلين الشرفاء بل كان تاريخه مليئا بالخداع والغدر وبقي هذا داب رؤسائه وقواته الى اليوم، يكفي ذكر عنوان العدوان الذي سمّوه ب(مطرقة منتصف الليل)  للدلالة على أنه نظام جبان يغدر ولا يقين للقوانين الدولية التي صاغ أغلبها وأمسك بمنظماتها داخل بلاده ليتحكم في قراراتها، تصريح (بيت هيجسيت) المعتدّ والمتباهي:  الضربات الأمريكية دمرت البرنامج النووي الإيراني، والهجمات حققت نجاحا مذهلا وساحقا. معللا ذلك العدوان بقوله: إن ترامب يسعى إلى السلام وعلى إيران أن تسلك هذا الطريق) (4) 

فيما صرح رئيس الأركان الأمريكي (دان كين) أن أمريكا استخدمت عدو أساليب خداع مع إيران، في اثناء التحرك لضرب المنشآت النووية. بما يوحي لأغبياء السياسة والمتأثرين بعنجهية الغربية وتفوقها العسكري، أنّ أمريكا قوة لا تقهر، وأنّ ما تقوله أمريكا على لسان معتوهها ترامب، يجب ان يُطبّق، وعلى إيران العودة سريعا إلى طاولة المفاوضات المباشرة، لكي تتجنّب مزيدا من العدوان الأمريكي، سلوك غير مقبول من الجانب الإيراني، على المستويين الحكومي والشعبي، وله تداعيات خطيرة ستسفر عنها قادم الأيام، ولمن لا يعرف إيران نقول له إنّها نظام إسلامي عتيد، قام ليحقق العزة والكرامة ليس لإيران وحدها، بل للأمة الإسلامية قاطبة.

معركة إيران التي تخضها منذ عشرة أيام، بعد العدوان الذي استهدف قادتها، المبرر أمريكيا بتحييد مواقعها النووية وإيقاف مشروعها النووي السلمي، بالطريقة التي رسمتها ونفذتها قواتها الجوية، بعد أن كان سقفه إسقاط النظام الإسلامي، باعتماد أسلوب الاغتيالات الجبان من طرف إسرائيل وعملائها من الداخل، هي مجموعة خطط مزدوجة التنفيذ والنتائج، بادرت قاعدة أمريكا والغرب المغروسة عنوة على أرض فلسطين بتنفيذه، بضوء اخضر ودعم أمريكي غير محدود، لن ينجح مع شعب التفّ حول قيادته، كالطوق الممتنع عن الإنفكاك عن حق ايران، في استكمال برامجها النووي السلمي، وهيهات أن تفلح قوّة مهما كان حجمها التدميري، أن تسقط مشروع شعب عصيّ عن الاخضاع، صاحب تاريخ مليء بالعزة والكرامة قديما وحديثا ومستقبلا.

المراجع

1 – سورة  الحجر الآية  42

2– إذا رضيت عنك أمريكا ... يجب ان تراجع نفسك

https://burathanews.com/arabic/articles/337224

3و4 – انتقام إيران.. ما قاله ترامب محذرا إياها من الرد على الضربة الأمريكية يشعل تفاعلا

https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2025/06/22/trump-warning-iran-viral-reactions-social

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الرصافي المقداد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/06/23



كتابة تعليق لموضوع : هيهات أن تفلح أمريكا في اخضاع إيران
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net