خطيب الدمعة الحسينية السيد جابر أغائي
حسن عطاالله الخلخالي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حسن عطاالله الخلخالي

اسمه ونسبه : هو السيد جابر بن السيد كاظم بن السيد جواد الموسوي الغريفي ، ينتمي إلى أسرة آل الغريفي ، وهي من أصول بحرينية تنتشر في العراق وبعض الأقطار الإسلامية . أما لقب الآغائي فقد جاءهم من جدهم العلامة السيد كاظم آغائي الذي لقبه العلماء المعاصرون له بالسيد الأغا ، وكلمة الأغا تعني باللغة الفارسية السيد المحترم . وقيل أن والدة جدهم السيد كاظم كانت من مدينة بهبهان الإيرانية ولا تحسن شيئا من اللغة العربية ، فكانت تخاطب ولدها بكلمة أغا ، فلازم هذا اللقب جدهم السيد كاظم أغائي ، ثم أصبح لقباً للأسرة بشكل عام.
ولادته ونشأته : ولد في مدينة النجف الأشرف يوم الأحد الثاني عشر من شهر محرم الحرام عام 1341 هـ ، الموافق الثالث من أيلول عام 1922 م ، وسط أسرة علوية حوزوية عُرِفت بالعلم والفضيلة ، فوالده العلامة الخطيب السيد كاظم أغائي أحد شعراء ثورة العشرين ، ومن موقدي جذوتها.
هاجرت أسرته من البحرين إلى إيران واستقرت في مدينة بهبهان واتخذتها موطنا مؤقتا لها ، ثم هاجرت إلى مدينة النجف الأشرف واستقرت فيها.
دراسته الحوزوية :
عكف السيد جابر أغائي منذ نعومة أظفاره على دراسة العلوم الشرعية في حوزة النجف الأشرف ، فدرس علم الأصول على يد الشيخ حسين الآخند ، والألفية في النحو على يد الشيخ عبدالله الشرقي ، وعلم المنطق على يد العلامة الخطيب الشيخ عبد الوهاب الكاشي .
خطابته : أخذ فن الخطابة من الخطيب النحرير السيد باقر سليمون فقد لازمه فترة طويلة ، حتى أصبح خطيبا نحريرا مفوّها متميّزا بإسلوبه الذي نال استحسان مختلف الطبقات الاجتماعية والدينية والسياسية ، وله تحقيقات علمية عميقة ، وثقافة عالية في مختلف جوانب المعرفة ، وامكانية كبيرة في عرض المطالب المنبرية بإسلوب أدبي رائع وقدرة خطابية عالية .
وكان يحدث في خطاباته موجة من الاضطراب والفوضى بما يتناوله من موضوعات سياسية ونقد لاذع للحكام العرب الذين ساندوا الطاغية صدام حسين ، بشجاعة عالية من دون اكتراث للعواقب والنتائج.
ومن سماته الخطابية أنه كان يجيد الارتجال ، ويتفنن في طريقة العرض والانتقال من موضوع لآخر ، ومن فكرة لثانية ، إضافة إلى صوته الحزين وطريقته الفريدة في تجسيم المصيبة الحسينية ، ولعل خير شاهد على ذلك مجلسه الحسيني في ليلة العاشر من شهر محرام الحرام داخل الروضة الحيدرية المطهرة في الستينات من القرن الماضي الذي تناول فيه النهضة الحسينية بتحليل سياسي دقيق ، ووصف رائع ، وتجسيم مؤلم لأحداث ليلة ويوم عاشوراء ، حتى أن السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) عندما سمع المجلس قال عنه : (( لوجئنا بأكبر أديب من أدباء العرب لما استطاع أن يُصوّر أحوال ليله العاشر من المحرم كما صوّرها السيد جابرفي هذا المجلس)).
وبعد إن تقلّد طاغية العراق صدام حسين زمام الحكم عام 1979م ، واشتداد حملة الاعتقالات والاعدامات لرجال الحوزة العلمية وعلمائها ، هاجر السيد جابر أغائي من العراق إلى الكويت ومنها إلى إيران ، ومنذ ذلك الحين أخذ يمارس الخطابة في سوريا وإيران ومعظم دول الخليج العربي ، فأخذ الصدارة وذاع صيته في الخطابة حتى نهاية التسعينات من القرن الماضي حيث أقعده المرض عن الخطابة واستقرفي مدينة قم المقدسة إلى أن وافته المنية.
وفاته : بعد عمر حافل بالعطاء والخدمة الحسينية انتقل إلى جوار ربه ظهيرة يوم السبت في الثاني والعشرين من شهر رجب الأصب عام 1429هـ ، الموافق السادس والعشرون من تموز لعام 2008 م ، ونقل جثمانه الطاهر إلى مدينة النجف الأشرف ، فشيعوه أهالي المدينة من مختلف الطبقات الاجتماعية والدينية والسياسية تشيعا مهيبا ، وبوصية منه دُفِنَ في داره الواقعة في حي الحنانة التي اغتصبها أزلام النظام البائد بعد هجرته خارج العراق.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat