الطفل هذا الكائن المهمل )2
د . ايمان الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . ايمان الموسوي

ما الذي ينبغي أن نعلـِّمه للطفل؟ ومتى؟
سؤال يراود الكثير من أولياء الأمور والمربين.. وكانت خطوتنا الأولى هي كيف نعلم الطفل التفكير؟ يمثل التفكير أعقد أنواع السلوك الإنساني، لأنه يأتي من اعلى مستويات النشاط العقلي.. كما يعتبر من أهم الخصائص التي تميز سلوك الإنسان عن غيره من المخلوقات. ونظراً لاختلاف أنماط التفكير التي يستخدمها الفرد.. فهم يختلفون في الانتباه للأشياء، وتختلف أنشطة الخلايا العصبية وعددها، وتختلف الاهتمامات والظروف والتنشئة الاجتماعية والخبرات والقدرات لدى الأفراد.. إذن هل كل معلم لديه القدرة على تدريب الطلبة على التفكير؟ أو الآباء لديهم القدرة؟ فيكون التفكير أحياناً حالة من زيادة الشغل الذهني، دون أن يكون له فائدة أو يعود على الأفراد بالنفع، بحيث يترتب حل مشكلة أو تحسين وضع قائم، فيكون التفكير سفسطائياً (أيهما أولاً الدجاجة أم البيضة))؟! ويكون التفكير مفيداً حينما يبدأ فيه تعليم الأطفال الانطلاق من قضية مفيدة مثل: لماذا تذوب حبات السكر في الماء، ولا تذوب حبات الرمل فيه؟ يترتب على هذا الفهم أن يكون التفكير هادفاً، ويدرب الطفل على البحث عن الهدف، والانطلاق من الهدف لكي يكون التفكير وظيفة بنـّاءة.
ليست هناك وصفة جاهزة لاستعمالها من قبل الأهل في عملية التفكير، بل خلق جو مناسب في نفس الجو الأسري، من خلال سرد قصة أو حتى من خلال مشاهدة التلفاز.. إطرح عليه أسئلة: ماذا لاحظت؟ ما الذي فعلته هذه الشخصية، ولماذا؟ هذه الأسئلة تساعد الطفل على التركيز لفترة وجيزة على مشاهدة التلفاز، لأنه سوف يتساءل عن مضمون ما اطلع عليه. فلا يستمر بالإدمان على مشاهدة التلفاز أو ما شابه- بل يبحث عن إجابات الأسئلة يعتبرها عوائق أمامه- فتتحول النظرة من طفل مستهلك إلى عنصر فعال في المنزل، عندما تزال عنه النظرة الخاطئة من قبل الكثيرين: إن الطفل شيطان أخرس لا يفهم ما يقول ولا يقول ما يفهم..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat