انعكاسات تربوية من وهج الزهراء
ساره صالح
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ساره صالح

أدّبها الله سبحانه فأحسن تأديبها فأضحت محطات حياتها المقدسة منطلقات مُثلى تشعّ بكل معاني السمو والرقي والتهذيب. فمن تنشد الجمال والجلال عليها أن تقتفي بآثارها النورانية وتفهم أن الأنوثة دوحة عطرة وطهر وعفة يعبق في مروجه رشد الزهراء وحكمتها الفذة، ومن طلبت بيتاً سعيداً وعشاً آمناً فلتفتح نافذة قلبها على بيت الزهراء الكريم وتتتبع سيرتها بوعي وإرشاد، وعلى بركتها وفي محبتها اجتمعت الأمهات في لقاء ليتجاذبن في موضوع سيرتها العطرة...
* أم يوسف:
ما من مشهد من حياة الزهراء إلا وكان درسا عمليا نافعا يستخلص لنا نظرية عمل في كل مجالات الحياة، ولو أردت أن أقطف أحد هذه المشاهد لن أجد أجمل من موقفها كزوجة للإمام علي بن أبي طالب (ع) إذ تضرب لنا مثل الطاعة والخضوع.
تسامت على الدنيا زاهدة اكتفت فقط بلوازم المعيشة المحددة في جهاز عرسها منسجمة مع قدرة زوجها المادية وبمبادرة طيبة ومتفاعلة صمدت وجاهدت ولم تشتكِ أو تتذمر فمنذ أن خرجت من بيت أبيها رسول الله (ص) وهي في ثوبها البسيط وهي سيدة النساء قد تصدقت بثوب زفافها لتعطينا مثلاً في العطاء حتى وهي في ظرف نفسي يجعلها مغمورة في حالة من الذاتية كالعرس وما يعنيه بالنسبة للفتاة البكر.
هذا الجانب نحتاجه في واقع حياتنا الآن حيث أخذت الزيجات تضعف أواصرها بسبب الماديات فالشباب يُحاصر بسلسلة من طلبات العروس المرهقة وتتصاعد الخلافات بسبب المادة والمظاهر الشكلية التي غيّبت المعنى الحقيقي للزواج.
• معالم عزة:
نمط يمكن لكل انسان الاقتداء به وآخر اعجازي نستلهم منه حكمة المعصومية لابد لنا ان نعي الفارق كي لا نفقد روح العصر وضغوطه النفسية .لهذا ينبغي أن نفهم معنى الكفاءة وشروطها مع طبيعة العصر والمعيشة المادية حسب وضع الفتاة المخطوبة، وأعتقد أن هذه قياسات لابد منها ليكون التوجيه واقعيا ويبني العلاقة الزوجية بشكل إيجابي.
• أم فاضل:
بعض المؤمنات تنادي بشعارات الزهراء (ع) وهي مؤمنة بها بل ومصرَّة أن تُربي نفسها وفق هذا النهج فتطلب الرجل المؤمن الكفء حتى وإن كان فقيراً مادياً وهي مستعدة أن تتصبّر عليه، لكن المحيط الخارجي للأسف والأسرة والناس حولها يقفون ضد نظرتها ويتهمونها بالمثالية أو بأنها خيالية.
• أم عبد الله:
من خلال التأمل في حياة الزهراء نجدها كانت شديدة الحرص على دعم أواصر الأسرة المسلمة بالمحافظة على لُب الأسرة وهي ((المرأة)) وصونها من المؤثرات الخارجية التي قد تؤدي إلى تعثر مهامها داخل مؤسسة الأسرة، فكما أن مقومات المجتمع الناجح والدولة القوية وجود جبهة داخلية متماسكة وبنية تحتية ثابتة وقوية، نجد أن الزهراء (عليها السلام) تدعو إلى إيجاد بيئة أسرية ثابتة وقوية، فمن دعائم القوة للأسرة كثرة مكوث المرأة في المنزل، فهذا يحقق جوا آمنا لأفراد الأسرة وتماسكها إذ يجد كل فرد فيها الملاذ الآمن والصدر الحنون الذي يمتص كل الضغوطات الخارجية التي تقابله خارج المنزل.
وما سبق لا يعني أن السيدة الزهراء (ع) كانت بمنأى عن الأحداث المعاصرة لها، بل كانت في قلب الحدث وعلى اتصال مباشر برجل الدولة الأول وهو رسول الله (ص) ومواقفها يشهد لها التاريخ.
• زهراء محمود:
أعطينا مثالا عمليا يمكننا أن نقنع المرأة بأنها ستكون فعَّالة في مكوثها في البيت؟
• أم عبد الله:
الزهراء كانت تقيم حلقات ودروس في الفقه والقرآن في بيتها، وفي كتاب ((الدمعة الساكبة)) يروي قصة الزهراء (ع) كيف وهي في بيتها دفعت قبيلة كاملة لأن تدخل الإسلام. ويمكن للمرأة أن تقرأ وتكتب وتمارس كثير من الأنشطة وهي في بيتها، ممكن أن تكون معلَّمة لأولادها وأولاد الآخرين..
• أم فاضل:
خروج المرأة للدراسة والعمل يجبرها أن تخرج أكثر من مرّة من بيتها، فاطمة كانت عالمة مُعلّمة، وهي في بيتها منارة علم ونور وإيمان، والمرأة العاقلة تستطيع أن تنسق ظروفها وبيتها بما يقلل من كثرة خروجها إلا للضرورة.
• أم عبد الله:
أعتقد أن سلامة النيّة والإخلاص في العمل والقربة من الزهراء مدعاة لتوفيق الله في أداء الأعمال بشكل مثالي. فالمدد الإلهي وارد في مسألة الإخلاص في النيّة.
• أم حسن:
جلوس المرأة في البيت أفضل للأسرة وأطهر لنفسية المرأة، ولكن إذا اقتضت الضرورة أن تخرج فلا بد أن تستقرئ واقع حياتها وطبيعة ظروفها وشخصية زوجها لتتخذ الموقف السليم، بحيث لا يفتقدها زوجها أو أطفالها وقت حاجتهم لها، فقد تكون هناك ظروف تضطر المرأة إلى الخروج سواء للعمل أو أي نشاط آخر فتكون هي الأقدر على قياس وضعها، فمثلا الأم الصغيرة التي تحتضن صغاراً ومراهقين تزعزع وضع البيت إن كثر خروجها، أما التي كبر أولادها وتزوجوا فتكون أمامها فرص أكبر للخروج، المسألة فيها الكثير من المرونة تبعاً لطبيعة الحالة الأسرية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat