ولد في اسبانيا من عائلة ليس لها ديانة تعتنقها، بل كان والده يحبّذ المبادئ الماركسية، ويعتبرها السبيل للخروج من الظلم الذي يسود العالم. وعندما التحق بالخدمة العسكرية، اُكتشف نشاطه السياسي، فحُكم عليه بالسجن لمدة سنة. وقد تعرّف في السجن على أناس يؤمنون أن الحياة لهو وعبث وانفلات. عند مغادرته بوابة السجن اتجه إلى دراسة الفن السينمائي، واستمرت حياته لسنوات عديدة على أنها بلا هدف ولا قيم، حتى تسرّب إليه الملل من هذه الحياة العابثة.
يقول: لقد شعرت بتأنيب الضمير، لما مضى من أيام عمري وبدون فائدة ترجى. ويصف الأيام التي مضت؛ بالتعيسة والتافهة. وبدأ رحلة البحث عن الهدف من خلق الإنسان، فلم يجد في الفكر الشيوعي ما يريد، ولا في العقيدة المسيحية ما يسد الفراغ الروحي الذي يعاني منه، فغادر إلى جبال جنوب اسبانيا في محافظة غرناطة، لممارسة ما يُعرف بـ(الرياضة النفسية)، أي الابتعاد عن صخب المدن، ومراجعة النفس، والتأمل في إبداعات الطبيعة. وقضى أربع سنوات متأملاً باحثاً عن الاستقرار النفسي لروحه النائمة في فيافي الضياع. وكان يناجي الخالق متوسلاً باكياً- إن كان موجوداًَ!! ليهديه سواء السبيل، وينهي حالة الضياع، حتى أدركته رحمة الله (جل شأنه) فحصلت لديه القناعة أن لا بد للكون من خالق، وآمن بذلك وسرت في داخله فرحة الإيمان.
قرر راؤول الصيام لمدة أربعين يوماً، وفي اليوم السابع استولى عليه الضعف والإنهاك، توجه إلى المكتبة، فإذا الكتاب يتحدث عن الدين الإسلامي، فوجد الأفكار المدونة فيه تثير الدهشة، وتمسك بزمام القراءة بلا فكاك، وعرف أن الدين الإسلامي دين سماوي أرسله الله على نبيه محمد (ص) وأهل بيته وإن النبي محمد هو خاتم الأديان. وبدأت رحلة جديدة إلى شاطئ الأمان من خلال متابعة ما يكتب عن اكتشافه الجديد دين الحق دين الإسلام. ووضحت الصورة وحصلت القناعة لديه بأحقية الدين الإسلامي في قيادة الحياة، فقطع صيامه وعاد إلى مدينة غرناطة في رحلة البحث التي صمم على استكمالها مهما بذل من نصب وجهد وتعرف على مذهب أهل البيت (ع) وغادر إلى إيران لينهل من المعين الطاهر لأهل بيت النبوة الأطهار وأمضى ست سنوات في إيران ضمن رحلة الخير الطاهرة وغادر الماضي بكل ما يحمل من تبعات ليركب السفينة تحت اسم إسلامي جديد (جعفر) وصلى الله على محمد وآله محمد.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat