الأدلة العقلية والنقلية على إسلام أبي طالب (ع))3
سهيل عبد الزهره الزبيدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سهيل عبد الزهره الزبيدي

جاء في القرآن الكريم {وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى} النساء/95 فأبي طالب جاهد بنفسه وأولاده والأجلاء الأبطال الذين لم تثنِ عزيمتهم حينما ذهب مع الرسول (ص) إلى الحرم الشريف وقال: (يا ابن أخي من الفاعل بك هذا؟} قال(ص: عبد الله بن الزبعرى فأخذ أبو طالب فرثاَ ودما ولطخ به وجوه الجالسين الذين أساؤوا إلى الرسول الكريم (ص) إذن لابد أن يكون أبو طالب مفضلا عن غيره من القاعدين وله من الله الحسنى... وقد أفصح الإمام علي (ع) عن موقف والده أبي طالب وموقف أبي سفيان وفرق بينهما في الإيمان عندما خاطب معاوية في كتاب له قائلاً: {ولكن ليس أمية كهاشم ولا حرب كعبد المطلب ولا أبو سفيان كأبي طالب ولا المهاجر كالطليق ولا الصريح كاللصيق ولا المحق كالمبطل ولا المؤمن كالمدغل ولبئس الخلف خلف يتبع سلفاً هوى في نار جهنم} وللدليل ذاته قوله سبحانه وتعالى:{فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الأعراف/157 ولنفس الدليل كما جاء في القرآن الكريم:{وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} الأنفال/74 فإذا كان أبو طالب في ضحضاح من نار بأمر إلهي مسبق كعقوبة للكافر على كفره فما الفائدة من الشفاعة اللاحقة ؟ وكيف بالنبي العالم بالكافر بكفره والمؤمن بإيمانه وهو صاحب القول الثاقب والإدراك المتميز أن يطلب من الله سبحانه تعطيل إرادته وإبطال قراره المسبق المتسم بالحكمة والعدالة والموافق للاستحقاق لأجل إنسان كافر مشرك لا كرامة له؟ فإن أمر الخالق جل شأنه لا يمكن أن يتخلف عن إرادته وقد اقتضت إدخال المشركين في النار عقاباً على شركهم بالاستحقاق الملازم للعدالة بقوله تعالى:{وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ} الروم/6 وقوله سبحانه وتعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} القصص/56 وهذا لا يتفق مع الآيات القرآنية للدليل نفسه قوله تعالى: {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ}آل عمران/28 ولنفس الدليل قوله جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} التوبة/23 فإذا كانت هذه الحالة مع الآباء والأبناء فكيف بالعم؟ فلو كان أبو طالب كافرا فكيف يحبه النبي صلى الله عليه وآله ويتولاه ويتعاطف معه ؟ وهو أولى من غيره ببغضه تنفيذا للأوامر الإلهية في الآيات المذكورة بقطع العلاقة مع المنحرفين عن الخط الإلهي ولو أمكن حب النبي صلى الله عليه وآله لأبي طالب مع كفره أو شركه كما يدعون لأمكن حبه لعمه أبي لهب مع كفره وشركه ؟ فأبو طالب آوى النبي ونصره طيلة حياته باتفاق المسلمين لذا حدث الفراغ بوفاته الذي أدى إلى حزنه الشديد مما يدل على أنه (ص) فقد الحماية التامة وهو وسط المشركين فتمت الفرصة لأعدائه ونالت قريش من رسول الله (ص) من الأذى ما لم تكن تنال منه في حياة عمه أبي طالب عليه السلام.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat