صفحة الكاتب : اسامة الخفاجي

من التعلولة إلى استوديو التحليل: كيف تحول العراقي إلى محلل اقتصادي؟
اسامة الخفاجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في ظل التحولات السياسية والاقتصادية التي يمر بها العراق خلال السنوات الخمس الأخيرة، أصبح العراقيون يشتركون في "تعلولة" واحدة ذات مفردات مقررة : "كلبية" "قوري چاي"، وبعض الفواكه أو الكرزات، او"ماعون باكلة" (احياناً) ... مع متابعة القنوات الإخبارية، التي أصبحت أكثر عددًا من الجايخانات!

النتيجة؟ ولادة محللين سياسيين واقتصاديين جدد كل مساء. والمكاتب الإدارية صباحاً تحوّلت تدريجيًا إلى استوديوهات تحليلية مجانية، وأسرع لقب وظيفي يحصل عليه أي خريج من تعلولة الليلة الماضية هو: "محلل".

لنأخذ مثلًا المواطن (ن.ح).

في صباح يوم جديد، يفاجئ زملاءه في العمل بفتح موضوع "سعر صرف العملة" وتأثيره على المتسولة التي تجلس عند تقاطع الدائرة. علماً أن (ن.ح) لا يملك أي ورقة نقدية أصلاً، ولا يفرّق بين الدولار والدينار الذي يسمع عنه من منصات التواصل و قنواك التلفاز !

كل علاقته بالاقتصاد بدأت عندما سمع مذيعة جميلة تتحدث عن "السياسات النقدية"، فشدّه الموضوع – أو المذيعة– وتخرّج في صباح اليوم التالي بمرتبة: خبير في الشؤون المالية.

بدأ يشرح لزملائه عن عملات لم يرها في حياته، ويُحرّك يديه كما يفعل الضيوف في القنوات، ويقتبس عبارات مثل: "الاحتياطي النقدي يتآكل، والأزمة بنيوية، لا ظرفية". البعض من الزملاء اقتنعوا، و البعض "يمشون وگت براسه" ،و الاغلب لا يهمهم الموضوع متجاهلين العرض الاقتصادي الساخن.

(ن.ح)ما زال يمزق بنظرياته العشوائية واقعًا اقتصاديًا مرهقاً يعيش هو نفسه في تفاصيله ، تأخر الراتب، غلاء المعيشة، وسرقة الموارد.

وفي الوقت الذي تتحول فيه القنوات الإخبارية في دول العالم إلى منابر لعرض معاناة الناس، نحن – في هذا البلد – نحظى بقنوات تبث تطبيلًا حزبيًا، ونفاقًا اجتماعيًا، وتضرب على أوتار أوجاع المواطن… وكأنها تقول له: "اسمع وجعك، و تمتع في سهرة ممتعة من دون القدرة على التغيير".


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسامة الخفاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/06/17


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : من التعلولة إلى استوديو التحليل: كيف تحول العراقي إلى محلل اقتصادي؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net