كتاب الحج والعمرة للشيخ الريشهري والقرآن الكريم (ح 4)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 جاء في کتاب الحج والعمرة في الكتاب والسنة للشيخ محمد الريشهري: آياتُ بَيتِ اللهِ: جَوامِعُ آياتِهِ "إنَّ أوَّلَ بَيت وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكًا وهُدىً لِلعالَمينَ * فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إبراهيمَ ومَن دَخَلَهُ كانَ آمِنًا وللهِِ عَلَى النّاسِ حِجُّ البَيتِ مَنِ استَطاعَ إلَيهِ سَبيلاً ومَن كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ العالَمينَ" (آل عمران 96-97). ابنُ سِنان: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللهِ عَن قَولِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: "إنَّ أوَّلَ بَيت وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكًا وهُدىً لِلعالَمينَ * فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ"، ما هذِهِ الآياتُ البَيِّناتُ؟ قالَ: مَقامُ إبراهيمَ حَيثُ قامَ عَلَى الحَجَرِ فَأَثَّرَت فيهِ قَدَماهُ، والحَجَرُ الأَسوَدُ، ومَنزِلُ إسماعيلَ . "آيات بيّنات" (آل عمران 97) تطلق على الآثار الباقية في مكّة من العهد القديم، والتي تشمل مقام إبراهيم، والحجر الأسود، وحِجر إسماعيل. هذه الثلاثة منصوص عليها كما ورد في الرواية. وزاد عليها بعض المفسّرين: الحطيم وزمزم وأركان الكعبة الأربعة، واعتبروا أماكن مكّة المقدّسة والحرم - كالمشعر الحرام وعرفات - من مصاديق "الآيات البيّنات" أيضًا. واعتبر العلاّمة الطباطبائيّ كلّ الأقسام الثلاثة المذكورة في الآية الشريفة " مقام إبراهيم، مَن دخله كان آمنا، ولله على الناس حجّ البيت " في مقام توضيح الآيات البيّنات.

وعن مَقامُ إبراهيمَ ومَوضِعُهُ يقول الشيخ محمد الريشهري: الإمام الصادق: إنَّ اللهَ فَضَّلَ مَكَّةَ وجَعَلَ بَعضَها أفضَلَ مِن بَعض، فَقالَ: "واتَّخِذوا مِن مَقامِ إبراهيمَ مُصَلًّى" (البقرة 125). والرأي المشهور هو أنّ هذه الصخرة المعروفة نفسها، التي تقع بالقرب من الكعبة، اتّخذها إبراهيم مقامًا عندما كان يرفع القواعد من البيت. وفي هذه الصخرة يُرى أثر قَدم إنسان بوضوح. وهذا بذاته معجزة وآية إلهيّة بيّنة، فكيف يترك قدم الإنسان أثرًا في جسم صلب صلد؟ وكيف يبقى هذا لسنوات طويلة رغم السيول والحروب والغارات ؟ ونُقلت ثلاثة أقوال أُخرى في تفسير مقام إبراهيم عن ابن عبّاس ومجاهد وعطاء، ولكنّ الروايات تؤيّد الرأي المشهور. وهناك اختلاف في الرأي حول زمن حصول هذه المعجزة وقيام إبراهيم على هذه الصخرة: فبعضٌ يجعله عندما كان إبراهيم يبني الكعبة ويرفع قواعد البيت، ويرى هذا الفريق من المؤرّخين أنّ إبراهيم كان يقف عليها ليتمكّن من بناء القسم العُلويّ لجدار الكعبة. ويذهب الفريق الثاني إلى أنّ إبراهيم وقف على هذه الصخرة لإعلان الحجّ، امتثالاً للأمر الإلهيّ: "وأذِّن فِي النّاسِ بِالحَجِّ" (الحج 27). وهناك أقوال أُخرى في هذا المجال أيضًا، من بينها قول القفّال: يُحتمل أنّ هذه الصخرة كان يستخدمها إبراهيم في كلّ الوقائع المذكورة.

جاء في کتاب الحج والعمرة في الكتاب والسنة للشيخ محمد الريشهري: الإمام الصادق: إِنَّ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ إذا أتَى المُلتَزَمَ قالَ: " اللّهُمَّ إنَّ عِندي أفواجًا مِن ذُنوب، وأفواجًا مِن خَطايا، وعِندَكَ أفواجٌ مِن رَحمَة وأَفواجٌ مِن مَغفِرَة، يا مَنِ استَجابَ لأَبغَضِ خَلقِهِ إلَيهِ إذ قالَ: "أنظِرني إلى يَومِ يُبعَثونَ" (الأعراف 14) اِستَجِب لي وافعَل بي كَذا وكَذا ".

وعن وُجوبُ الحَجِّ وشَرائِطُهُ يقول الشيخ الريشهري في كتابه: "وللهِِ عَلَى النّاسِ حِجُّ البَيتِ مَنِ استَطاعَ إلَيهِ سَبيلاً ومَن كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ العالَمينَ".الإمام عليّ: فَرَضَ عَلَيكُم حَجَّ بَيتِهِ الحَرامِ الَّذي جَعَلَهُ قِبلَةً لِلأَنامِ... فَرَضَ حَقَّهُ، وأوجَبَ حَجَّهُ، وكَتَبَ عَلَيكُم وِفادَتَهُ، فَقالَ سُبحانَهُ: "وللهِِ عَلَى النّاسِ حِجُّ البَيتِ مَنِ استَطاعَ إلَيهِ سَبيلاً ومَن كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ العالَمينَ" (آل عمران 97). الإمام الباقر: بُنِيَ الإِسلامُ عَلى خَمسَةِ أشياءَ: عَلَى الصَّلاةِ والزَّكاةِ والحَجِّ والصَّومِ والوَلايَةِ. عُمَرُ بنُ أُذَينَةَ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ: سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: "وأتِمُّوا الحَجَّ والعُمرَةَ للهِِ" (البقرة 196) قالَ: يَعني بِتَمامِهِما: أداءَهُما واتِّقاءَ ما يَتَّقِي المُحرِمُ فيهِما. عَبدُ الرَّحمنِ بنُ الحَجّاج: قُلتُ لأَبي عَبدِ اللهِ: الحَجُّ عَلَى الغَنِيِّ والفَقيرِ؟ فَقالَ: الحَجُّ عَلَى النّاسِ جَميعًا، كِبارِهِم وصِغارِهِم، فَمَن كانَ لَهُ عُذرٌ عَذَرَهُ اللهُ . الإمام الصادق: حَجُّ البَيتِ واجِبٌ لِمَنِ استَطاعَ إلَيهِ سَبيلاً، وهُوَ الزّادُ والرّاحِلَةُ مَعَ صِحَّةِ البَدَنِ، وأن يَكونَ لِلإِنسانِ ما يُخلِفُهُ عَلى عِيالِهِ، وما يَرجِعُ إلَيهِ بَعدَ حَجِّهِ . عنه: مَن حَجَّ حَجَّةَ الإِسلامِ فَقَد حَلَّ عُقدَةً مِنَ النّارِ مِن عُنُقِهِ. راجع: ص 168 " تسويف الحجّ وتركه "، ووسائل الشيعة: 11 / أبواب وجوب الحجّ وشرائطه / الباب 11 - 14 و 19 و 21 و 24 و 25 و 28 و 29 و 30 و 58 و 59 و 60 و ج 1 / 13 باب وجوب العبادات الخمس، وجواهر الكلام: 6 / 335 - 342. 1 / 2 حِكمَةُ الحَجِّ "جَعَلَ اللهُ الكَعبَةَ البَيتَ الحَرامَ قِيامًا لِلنّاسِ" (المائدة 97). "لِيَشهَدوا مَنافِعَ لَهُم وَيَذكُرُوا اسمَ اللهِ في أيّام مَعلُومات عَلى ما رَزَقَهُم مِن بَهيمَةِ الأَنعامِ فَكُلوا مِنها وأطعِمُوا البائِسَ الفَقيرَ" (الحج 28).

الموضوع السابق رئيس التحرير واليات الهيمنة الاعلامية والعقد النفسية والارتباطات السياسية(6)

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat