صفحة الكاتب : عصام عباس الشمري

شيخ الشهداء العلامة الجليل السيد قاسم شبر (قدس سره)
عصام عباس الشمري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يشرفني ويسعدني كثيراً أن أكتب سيرة حياة المجاهدين والشهداء الأبرار، الذين رحلوا إلى دار الخلود والنعيم الدائم، ومن ضمن هؤلاء الرجال الأفذاذ الذي لهم تاريخ مشرق في العلم والعمل والجهاد والفضيلة، هو العلامة المجاهد الشهيد السيد قاسم بن العلامة السيد محمد بن العلامة الشهير والمحقق الجليل السيد عبد الله شبر صاحب التفسير المعروف (تفسير شبر) والمترجم له هو حفيد السيد عبد الله شبر المولود سنة 1188هـ والمتوفى سنة 1242هـ ومن أولاده العلامة السيد حسين والسيد حسن والبر التقي السيد محمد والعلامة السيد جعفر والسيد موسى والسيد محمد جواد (تغمدهم الله برحمته الواسعة وأسكنهم الجنة) حتى قيل فيه:{إنه من أولئك الذين جمعوا بين شدة الذكاء واعتناء الآباء} ولذلك نراه (السيد عبد الله شبر) أصبح من حجج الشيعة وقطباً من أقطاب الشريعة على علمه المعول، وفي علمه وفلسفته يضرب المثل.

ولد الشهيد السعيد السيد قاسم شبر (قدس سره) في العقد الثاني من القرن الهجري الماضي في مدينة العلم والعلماء النجف الأشرف. نشأ وترعرع فيها ثم التحق بالمدرسة الدينية، درس فيها النحو والصرف والمنطق والعقائد والفقه وبقية العلوم الأخرى، ومن أخوانه الفضلاء الحجة الراحل الكبير السيد علي شبر الحسيني (قدس سره) مؤلف موسوعة (العمل الأبقى في شرح العروة الوثقى) وصاحب المؤسسة الدينية الكبيرة (المدرسة الشبرية) التي تخرج منها عشرات من المؤمنين ودعاة الدين والعلم. وكان هو المرجع الديني المعروف في دولة الكويت سابقاً. 
ومن زملائه العلماء المشهورين الكبار الذين صاحبهم لطلب العلم المرجع الديني الإمام السيد محسن الحكيم (قدس سره) وفي أيام مرجعية الزعيم الديني للطائفة المرجع الأعلى السيد أبي الحسن الأصفهاني (قدس سره) ظهرت شخصيته ومواهبه وإمكانيته العلمية آنذاك، ولهذا تم اختياره ليكون وكيلا في النعمانية، وعند وصوله إليها استقبلته الجماهير المحتشدة بالولاء والحب والاحترام والتقدير له وللمرجعية الدينية... بعدها باشر (قدس سره) بالوعظ والإرشاد والتوجيه ونشر علوم ومعارف أهل البيت (ع) ومن مؤسساته الدينية التي أنجزت على يديه الكريمتين افتتاح فرع مكتبة السيد الحكيم (قدس سره) في النعمانية. أضف إلى ذلك رعاية المجالس الدينية وطلبة العلم ومساهماته الخيرية الكثيرة في التوجيه والعمل على نصرة المظلوم، ومساعدة الفقراء، وإغاثة الملهوف والمطالبة بالحقوق وخدمة أبناء المدينة...
كان السيد الشهيد رضوان الله عليه هو والسيد سليمان الخطيب (رحمه الله) من أهم وأبرز الشخصيات العلمية التي عرفتهم مدينة النعمانية في تاريخها القديم والحديث، كانا يشكلان حلقة إسلامية عظيمة في نشر الإسلام وخدمة مذهب الحق ومحاربة الضلال والفساد، والوقوف مع المظلوم ضد الظالم؛ كالتي كانت تثار بين العشائر هناك، من منازعات وفتن ومشاكل اجتماعية، مع العلم أننا لا ننسى، ونشيد بكل فخر واعتزاز مواقفه البطولية المشرفة في مواجهة الأبواق الدعائية لأزلام الأحزاب الإلحادية العلمانية الكافرة عموما، والحزب الصدامي خصوصاً، كان رحمه الله يواجههم بكل صلابة وقوة وشجاعة، فكانت مجاهرته ومصارحته في ذلك لا حدود لها.. لهذا جعله موضع تشخيص وملاحقة من قبل السلطات الأمنية العليا في بغداد عن طريق مديرية أمن واسط، وجهاز المخابرات التابع للنظام الصدامي المقبور. وكان رضوان الله عليه دائماً يقرأ ويفسر ويكرر قراءة الآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء}المائدة/51. يقرأها ويصرح علناً على المنبر وفي الأجهزة الصوتية بأن (ميشيل عفلق) كافر، يحرم إتباعه نظرا للآية الكريمة أعلاه.
له كتاب - صفات المؤمنين من القرآن المبين - التفسير الواضح - قال (قد) في تفسير الآية:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}البقرة/153. ما نصه:
{أيتها الأمم المسلمة، أما فيكم أمة تتمسك بالإسلام تمسكاً حقيقياً، تتدبر هذه الآية وتعمل بها ليكون الله معها، فتخلص المسلمين أجمع من مخالب المستعمرين، وتنقذهم من تلاعب المفسدين، فيكون النصر النهائي لها وحدها، تنبهوا قليلاً وتدبروا حال اليهود وما كانوا عليه من الذل والهوان ليس لهم مأوى وملجأ وقد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، ثم نظروا إلى أطراف الدنيا فرأوا إن العرب لقمة سائغة فأغاروا على أرضهم واستلبوها. وفي كل يوم نسمع من إذاعتهم السخرية والاستهزاء بالعرب، ولكن الله تعالى يخاطبكم ويقول لكم سيروا على الطريق الذي رسمته لكم وأنا معكم فما لكم وما هذا التخاذل؟ أما ترون إن الله قادر على اكتساح اليهود من أرضكم؟ أما تؤمنون بوعد الله؟ أما تعتقدون بصدق القرآن؟ بلى أنكم تتصفون بالصبر دون الصلاة في قتل بعضكم بعضاً ففي كل يوم لكم مجزرة يقتل فيها طائفة منكم توهنون لذلك عضدكم وتقللون عددكم وتضعفون قوتكم، ولكن صبركم هذا ليس الصبر الذي أمر به الله، وإنما هو أمر من الشيطان. 
آية واحدة من عشرات الآلاف، أما تعملون بها فتضمن لكم خير الدنيا والآخرة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عصام عباس الشمري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/06/11



كتابة تعليق لموضوع : شيخ الشهداء العلامة الجليل السيد قاسم شبر (قدس سره)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net