صفحة الكاتب : سهيل عبد الزهره الزبيدي

(الأدلة العقلية والنقلية على إسلام أبي طالب (ع))5
سهيل عبد الزهره الزبيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قال رسول الله (ص):{لا يشفع إلا لمن أدى الشهادة،وأسلم وجهه مخلصاً لله، ثم أن الأحاديث التي تروي قوله (ص): يا محمد إن الله يقرئك السلام، ويقول لك: إني قد حرمت النار على صلب أنزلك، وعلى بطن حملك، وحجر كفلك} فالحجر: هو حجر أبي طالب (ع). والبطن: هي بطن آمنة بنت وهب. فكيف يحرم الله النار على هؤلاء إذا كانوا مشركين به وبوحدانيته كافرين ؟ والله تعالى يقول:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ} (28) سورة التوبة. والنجس خلاف الطاهر. فبين (ص) إنهم مؤمنون غير مشركين، لما أشار إليهم بالطهارة هي خلوهم من المناكح الفاسدة في الجاهلية. وقول الإمام الباقر (ع):{مات أبو طالب بن عبد المطلب مسلماً مؤمناً}. 
وشعره يدل على إيمانه الخالص، كما إن محبته وتربيته ونصرته لرسول الله (ص) ومعاداته لأعدائه وموالاة أوليائه وتصديقه إياه فيما جاء به من ربه، وأمره لولديه علي وجعفر، بأن يسلمان ويؤمنان بما يدعو إليه من الحق، وإنه خير الخلق يدعو إلى الحق والمنهاج المستقيم، وإنه رسول الله. فثبت ذلك في قلبيهما فحين دعاهما رسول الله (ص) أجابا في الحال لما قرره أبوهما من أمره، فكانا يتأملان أفعال الرسول (ص) فيجد أنها حسنة تدعو إلى السداد والرشاد فهو سلام الله عليه جاهد من أجل إثبات الدين وبذل نفسه من أجل محمد من غير حاجة في حال ولا جاه ولا غير ذلك إلا الرغبة فيما جاء به محمد (ص) من ربه سبحانه. وإليك أخي القارئ العزيز، ما قاله الإمام علي (ع) بحق والده، وقول الإمام علي هو حجة فكان في أقواله ما ينضح بالدليل القاطع على إيمان أبيه ويبدو بألق يقيني عتمة الشك ويقضي على المزاعم فيردد:
أبا طالب عصمة المستجير               وغوث المحول ونور الظلم
لقد هد فقدك أهل الحفــــاظ               فصلى عليـــك ولي النــــعم
ولقاك ربك رضـــــــــــوانه              فقد كنت للمصطفى خير عم
ويوماً كان الإمام في الرحبة والناس حوله إذ قام له رجل فقال له: {يا أمير المؤمنين إنك بالمكان الذي أنزلك الله وأبوك معذب في النار} كيف استطاع الطغاة من آل أمية أن يرجفوا كل هذا الإرجاف الدنيء... فتنسى كل واجبات الإنسانية فلا تحفظ ميتاً قد حاطه الموت، وصانه الخلود. فلا تكتفي بأن تتناسى عمله الباقي الحميد ومقاومته لها على شركها ورجسها حتى تضع في حقه الأراجيف وما يدنس صفحة الصدق الناصعة، ويجيبه الإمام سلام الله عليه بجواب يكشف له فيه عن كذب أراجيفهم وادعاءاتهم: {مه قض الله فاك، والذي بعث محمدا بالحق نبياً لو شفع أبي طالب في كل مذنب على وجه الأرض لشفعه الله. أأبي معذب بالنار وابنه قسيم الجنة والنار. عن نور أبي طالب يوم القيامة ليطفئ أنوار الخلائق إلا خمسة أنوار...) فمن كان بهذه المنزلة والدرجة السامية أنه قسيم الجنة والنار لا يكون إلا من الفضل الأعلى اكتمال وأنه لا يليق لذلك إلا من كان الإيمان في قلبه عريق الجذور لم يدنس بأدناس الشرك، وهو القائل (ع): {والله ما عبد أبي ولا جدي عبد المطلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قط. قالوا له: فما كانوا يعبدون؟ قال (ع): كانوا يصلون إلى البيت على دين إبراهيم (ع) متمسكين به، وقوله (ع): {إن أبا طالب حين حضره الموت شهده رسول الله (ص) فأخبرني عنه بشيء خير لي من الدنيا وما فيها} وأخرى يقول ويوضح السر في كتمان أبي طالب إيمانه: {كان والله أبو طالب مؤمناً مسلماً يكتم إيمانه مخافة على بني هاشم أن تنابذها قريش} وأخرى يقول:{ما مات أبو طالب حتى أعطى رسول الله من نفسه الرضا} هذه الأقوال من أمير المؤمنين علي (ع) في أبيه جلية واضحة المعاني، بعد الأقوال التي قيلت في حق أبي طالب والتي صدرت عن سوء نية وأهداف سياسية، بعد أن سمع (ع) سوء الأقوال وأراجيف التهم، فما الذي يدفعه إلى الحديث عن أبيه؟ هل نعزوها إلى العاطفة الأبوية وحمية الرحم دون أن يكون لها المساس بالواقع وصلة بالحق؟
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سهيل عبد الزهره الزبيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/06/10



كتابة تعليق لموضوع : (الأدلة العقلية والنقلية على إسلام أبي طالب (ع))5
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net