صفحة الكاتب : عبد الحق عبد الله

فلسفة الإمام المهدي (ع)
عبد الحق عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يحاول بعض الكتاب في أغلب مواقع الانترنت من تشويه بعض الحقائق الواردة في مسألة الإمام المهدي "عجل الله تعالى فرجه الشريف" وتصوير الامر وكأنه حصر على التراث الشيعي، بينما نجد ان قضية الإمام المهدي (ع) هي قضية اسلامية لا تخص مذهبا دون سواه... فقد جاء ذكره عند الترمذي  في السنن، والنيسابوري في المستدرك، والبغوي في مصابيح السنة، وابن كثير في النهاية، وابن تيمية المعتمد من المرتكز الوهابي في كتاب منهاج السنة، والذهبي في تلخيص المستدرك، والتفتازاني في شرح المقاصد، والهيثمي في مجمع الزوائد، والجزري الدمشقي عن اسنى المطالب، وفي اسعاف الراغبين، والشوكاني وعشرات غيرهم.  واستشهدت اغلب المصادر بأحاديث  نبوية وروايات متناقلة موثوقة  المصادر، فقد جاء عن ابن مسعود، قوله (ص): (لاتذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من اهل بيتي يواطىء اسمه اسمي) وعن ابي سعيد الخدري، قوله (ص): (المهدي منا اهل البيت). 
وجاء في تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني: (وقد تواترت الاخبار واستفاضت بكثرة رواتها في المصطفى (ص) في المهدي، وانه من اهل بيته، ويملك سبع سنين ويملأ الارض عدلا وعيسى (ع) يخرج فيساعده على قتل  الدجال وانه يؤم هذه الامة وعيسى خلفه). 
وتحاول مثل هذه المواقع ان تلبس نكرانها ونجاحها ثوب الحداثة، وكأن للفكر مستجدات يلغي بعضه بعضا كلما تقادم زمان، بحجة تطور العقل البشري والحياة والتكنولوجيا، فحاولوا التنكر على الموروث، بينما نجد  ان هذه الاستشهادات لم تقتصر على المتقدمين من علماء المسلمين بل صرح اهل التحقيق الجدد بصحة احاديث المهدي، وتواترها الشيخ محمد الخضر المصري والشيخ محمد فؤاد عبد الباقي وابو الاعلى الودودي وناصر الدين الالباني وشبح حمودي التويجري والشيخ عبد باز وغيرهم. فلا ادري لأي ملة يتبعون اولئك المنكرون، فهذا ابن باز يقول كلاما كثيرا  في ظهور المهدي"عجل الله تعالى فرجه" فهو يقول: ورد في معجم احاديث المهدي  ما يقرب من ألفي رواية عن رسول الله واهل بيته تعرضت لمختلف شؤونه والكثير من الامور المتعلقة بمرحلة ما قبل ظهور المهدي، ويأتي بعد هذا من يرى في هذه المواقع ان موضوع المهدي (فنطازيا) لا وجود له تأثرا بما اورده: غولد سايهر - وفلموزن - دون ان يدركوا ان هذا الموضوع لم يقع فيه الخلاف يوما بل الخلاف الذي وقع بين علماء المسلمين ان الشيعة تؤمن بوجود الإمام المهدي (ع) غائبا حاضرا معاصرا لكل تاريخ، بينما يؤمن علماء مدرسة الخلفاء بولادة المهدي في حينه وانه غير معاصر لكل تاريخ وفقا لهذه الرؤية. وقد ثبت ضرورة استمرار وجود معصوم لا يفارق الكتاب الكريم وهذا جوهر نص حديث الثقلين: (إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي) كما هو نص عشرات الروايات من التي وردت في الدلائل العقلية الالتزامية تثبت وجوده (ع) حي يرزق لكنه غائب مستور عن الخلق لحكمة إلهية في ذلك. فالاحتلاف الموجود هو في تفاصيل الولادة والبعثة والظهور وهذه مسائل لاتؤثر في اصل فكرة اثبات وجوده وانه حي غائب. عجل الله تعالى فرجه الشريف وجعلنا من أنصاره وأعوانه إنه سميع مجيب.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الحق عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/06/05


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : فلسفة الإمام المهدي (ع)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net