كانت ولازالت هواية تربية الطيور إحدى السمات التي تشيع في معظم المجتمعات وبخاصة منها الريفية أو ذات الأصول الريفية مثل المجتمع العراقي فهواية تربية الطيور فيه لها جذور عميقة وقد لا نذهب بعيدا إذا قلنا بانها تكتسب الجانب الفلكلوري ولهذه الهواية تفرعات فهنالك من يهوى تربية طيور الزينة وهنالك من يهوى تربية الطيور التي يتسابق بها في الطيران وهنالك من يهوى تربية الديكة وفي كربلاء تكتسب هذه الهواية طعم خاص فأقدم بائع للطيور يذكر هو الحاج: (دنفش وأخوه رشيد) وهنالك الكثيرون من الهواة ... في ما مضى كانت الطيور المتداولة من الطيور المحلية ولكن في بداية الستينيات وفي السبعينات شهدت هذه السوق ازدهارا ملحوظا من خلال استيراد انواع جديدة من الطيور من هولندا ومن روسيا ومن أمريكا وعموم أوربا وتتركز أماكن بيع الطيور والتداول بها في منطقة باب الخان حيث تعج ألاقفاص هناك بأنواع غريبة ومثيرة من الطيور:
عصفور الجنة:
أكثر الأنواع التي تشهد إقبالا على شرائها بسبب ألوانها الجميلة وأصواتها العذبة وأسعارها المناسبة نوع يسمى طيور الحب وهي نوع هولندي لا يتواجد في العراق ولكن يتم تكاثرها وتضع الأنثى ما بين سبع إلى تسع بيضات وتفقس في ثمانية عشر يوما ويبلغ معدل عمرها خمسة عشر سنة كما ذكر لنا ذلك الاخ سلام وهو احد باعة الطيور حيث بلغ سعر الطائر الواحد 15000الف دينار بينما بلغ سعر الطائر الواحد ايام انتشار هستيريا أنفلونزا الطيور ألف دينار فقط وله أسماء متعددة مثلا في سوريا يسمونه عاشق ومعشوق وفي العراق يسمونه طيور الحب وقديما كان يسمونه عصفور الجنة.
تهريب الطيور العراقية:
بسبب الفارق في العملة يتم تهريب انواع من الطيور مثل طيور الحب والكناري والببغاوات عن طريق الشمال الى تركيا ومن ثم الى سوريا ويكثر تهريب الطيور في الشتاء بسبب برودة الجو لان الحرارة في الصيف تقتل الكثير من الطيور اثناء تهريبها ويؤدي هذا العمل الى خسارة اقتصادية في هذا المجال.
الطيور وأنفلونزا الطيور:
بعد الهستيريا الجامحة التي عمت الكثير من المجتمعات وبضمنها المجتمع العراقي بعد انتشار أنباء انفلونزا الطيور قام الكثير من الناس ومن المربين للطيور بإتلاف اعداد كبيرة من الطيور البريئة وبطرق وحشية مثل حرقها ولفها في أكياس ودفنها او إلقائها في الماء وهي حية او اطلاقها الى الجو مما أدى الى موتها لعدم تمكنها من العيش بعيدا عن بيئاتها مثل طيور الزينة وهذة الممارسات الغير منضبطة ادت الى خسارة كبيرة في المنتوج الحيواني وفي الطيور عموما وأدى أيضا الى ارتفاع في أسعارها بشكل منقطع النظير وبسبب الإقبال الذي تزايد عليها بعد انتهاء هذه الهستيريا.
أنواع طيور الزينة:
بعد طيور الحب تأتي طيور الكناري والغندورة والبراكيت والببغاوات في ترتيب الإقبال على شرائها فقد يبلغ سعر طائر الكناري 200000 ألف دينار وذلك بسبب صوته الخلاب الذي لا ينم حجمه بمثل هذا الصوت.
أما أسعار الببغاوات فتتراوح مابين 100-250 ألف إذا كان ينطق ببعض الكلمات مثل الببغاء الأخضر المسمى بالعراقي، اما نوع (الكاسكو) ذو اللون الرصاصي والذيل الأحمر الذي يقلد جميع الأصوات فتتراوح قيمته من 750 ألف إلى المليون والنصف. اما طائر الغندورة ذواللون المميز والتكاثر السريع فيقع سعرة مابين 95-125 ألف دينار وطائر الكوكتيل وهناك ايضا طيور الزاجل والعرفلي والرواعب الذي يجلله الريش من رأسه الى اصابعه والمسجي والعجامي الى اخره من انواع أخرى والتي يختلف سعرها بحسب اختلاف الوانها واحجامها وعيونها وحتى في طريقة طيرانها ونزولها من الجو.
سباق الطيور:
قد تكون مفردة سباق الطيور غريبة بعض الشيء ولكن إذا ما عرفنا أسلوب هذا السباق زال العجب، حيث تؤخذ الطيور إلى محافظة بعيدة مثل البصرة او الى دولة مجاورة في بعض الأحيان وتطلق من هناك وصاحب الطيور التي تعود إلى ابراجها في نفس اليوم هو الفائز وبالمقابل ترتفع قيمة طيوره عند شرائها منه او عند شراء أفراخها او بيضها وتدرب الطيور على هذه العملية على شكل مراحل حيث تؤخذ بداية الى قضاء الهندية وتطلق من هناك ومن ثم الى محافظة الحلة وتطلق من هناك ومن ثم تطلق من محافظة العمارة الى ان يتم اطلاقها من محافظة البصرة ومن ثم يتم اطلاقها من الكويت لتعود الى كربلاء في نفس الوقت او بحدود ست الى سبع ساعات وفي الغالب ما تستخدم طيور الزاجل لهذه المسابقات وتسمى هذه الطيور اصطلاحا بـ(طيور الهد).
لكل محافظة نوع:
الطير البغدادي والطير البصراوي والطير الحلاوي وانواع اخرى انتسبت الى محافظات ويعود انتساب هذه الطيور الى تلك المحافظات الى عدة اسباب كما ذكر لنا اصحاب محلات الطيور فأما بسبب وجود الطير اصلا في تلك البيئة مثل الطير البغدادي او بسبب تفضيل اهل تلك المحافظات لتلك النوعية مثل الطير البصراوي او بسسب كثرة تربية تلك النوعية من الطيور في محافظة معينة.
تربية الطيور في العالم:
تعتبر هواية تربية الطيور من الهوايات العالمية ولكن لكل دولة اسلوب في تربية تلك الطيور فحسب ما يذكر لنا الاخ سلام مشاهدته في تربية الطيور في هنغاريا او دول اوربا الشرقية. حيث المقاهي الخاصة توضع امام الزبون مجلة عن انواع الطيور تقدم له مع الشاي والطير الذي يعجب الزبون يسجل رقمه ونوعه المدون على المجلة ويدفع قيمته ليأتي ويستلمه بعد يومين، اما في سويسرا فحين يشتري الزبون ذكر الكناري تعطى له الانثى مجانا ليكاثر هذا الطير وبسبب البناء العمودي المتبع في تلك البلدان لاتوجد هذه الكثرة من مربي الطيور مثل الموجودين في العراق وتتميز المانيا بالسباقات الطويلة والمميزة للطيور وبالأخص الزاجل.
الطيور والأسماك:
في الغالب ما تشاهد أحواض لتربية اسماك الزينة في محال بيع الطيور وذلك للترابط فيما بينها على حد تعبير احد الباعة فكلاهما يقتني للزينة وللتمتع بخلق الله جل وعلا والأسماك على انواع ايضا مثل الكولد والاوسكار والتايكر والانجل والكناس وأسماك الببغاء ولها أيضا أسعار متفاوتة حسب انواعها واحجامها والوانها مثل سمك الاوسكار حيث يبلغ سعر الذكر والأنثى منه عشرين ألف دينار.
السياح والطيور:
لاتقتصر هواية اقتناء الطيور في الشارع الكربلائي على ابناء المحافظة فحسب بل يقاسمهم هذه الهواية السواح والزوار للعتبات فالزوار الهنود والباكستانيون يحبون اقتناء الدجاج الهراتي والديكه التركية أما الزوار الايرانيون فيحبون اقتناء الطيور وبالأخص الزاجل الذي يسمونه بلاكي والطيور البغدادية. وبذلك تعتبر هذه الهواية رافدا للاقتصاد الوطني اذا ما تم استيراد انواع من الطيور وتحسين نسلها وانتاجها محليا.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat