الإسلام السقيفي والأموي: تحريف الرسالة وتسييس الدين
علي ياسر داود الاوسي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي ياسر داود الاوسي

في اللحظة التي أُقصي فيها الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن موقع القيادة بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وارتُجل اجتماع السقيفة لاختيار الخليفة، بدأ ما يسميه أتباع مدرسة أهل البيت بـ"الإسلام السقيفي"؛ إسلام يختطف النص ويقدّم الاجتهاد البشري على الوحي، ويقصي العترة الطاهرة التي أمر الله ورسوله باتباعها.
الإسلام السقيفي لم يكن مجرد مرحلة سياسية، بل هو بداية مشروع فكري موازٍ بُني على أساس شرعنة السلطة وتقديم الصحابة كمصدر تشريعي مقابل أهل البيت (ع)، فتم استبعاد "الثقل الأصغر" (العترة) مقابل تكريس "عدالة الصحابة" كمطلق لا يُناقش، ما أدى لاحقًا إلى تبرير كل انحراف سياسي تحت غطاء شرعي.
ثم جاء الإسلام الأموي، ليحوّل الانحراف إلى مؤسسة، والدين إلى وسيلة. ففي زمن معاوية ويزيد، تحوّل الإسلام إلى أداة ملك عضوض، تُستخدم فيها الخلافة للترف والبطش، ويُشرعن فيها الظلم، ويُقتل فيها سبط النبي (صلى الله عليه وآله)، وتُسبى نساؤه، وتُلعن ذريته على المنابر، باسم "حفظ الجماعة" و"طاعة ولي الأمر".
لقد قام الإسلام الأموي على:
تزييف العقيدة: بإدخال فقه الطاعة المطلقة، ومفاهيم الجبر، وترويج فقهاء البلاط.
تشويه الرموز: بإقصاء أهل البيت، وتقديم مناوئيهم على أنهم ولاة الأمر.
قتل روح الإسلام: بتحويله من رسالة هداية ورحمة، إلى مؤسسة حكم وقمع وتبرير
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat