الهامش عادة مايكون تهميش المدير أو المسؤول المعني على كتاب يقدم اليه فيكتب عليه الاجراء اللازم بشأنه ويتخذ الاجراء المناسب ضمن توجيهات متعددة حسب أهمية الكتاب الوارد ، وهناك هامش على رواية أو قصيدة وتكون الهوامش على الحواف دلالة على وجهة نظر القارىء الثاقبة ورأيهه لما تمعن وأمعن القراءة فيه ، وهناك أشخاص يريدون العيش على الهامش غير مكترثين بالمسؤولية وحتى المنصب المناط اليهم لا يبالون بوزنه ومدى أهميته فأن حضروا لا يعدو وإن غابوا لا يفتقدوا ، جل همهم أن يسير يومهم بأي شكلا من الاشكال وأن هامت الاوجاع وتعالت أصوات الأنين أمامهم ، هؤلاء غير معول عليهم ولكن المقدرات تُساق أليهم وهوامشهم على الكتب تعكس هشاشة فهمهم وفكرهم السطحي وتقزم رؤيتهم في العمل ، ولكن التهميش يأخذ منحى آخر بحق الكفوء والملتزم والمنضبط بعمله يعطي ردة فعل مؤلمة فعندما يتساوى المحسن والمسيء على مسافة واحدة فأن في ذلك تزهيد لأهل الاحسان وتعظيم لأهل الاساءة على عمل الاساءة ، نحتاج الى رجالات دولة يتجاوزون فكرة الاصرار على وجود الهوامش وكذلك الروتين والبيروقراطية المعقدة التي تعطل سير الانجاز وهذا يعتمد على خبرة المتصدي للمسؤولية ومعرفته المتراكمة بالقوانين ومخرجاتها ، هذه الظاهرة تحولت لثقافة ليست على مستوى العمل فحسب بل حتى صعيد العلاقة الاخوية ، فهناك من يظن أن تقوية اواصر الاخوة من شأنه أن يقود بالتعب عليه وتقديم المعونة للصديق في أوقات الشدة والبأس ، على كل حال فمفهوم الهامش يتعدد مع تعدد الزمن والمكان وحتى مع قمية المرء .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat