يمثل القلم عنوانا دالٍ على ترجمة الافكار وتسطيرها على الورق لتفادي نسيانها وللحفاظ عليها فهناك من يستخدمه لأن يبني عقول مدركة واعية تنشىء أجيال صحيحة من خلال نشره للمعلومات الصادقة النظيفة التي لا تحمل التلوث للعقل والفكر ، نجده يراعي الامانة الانسانية والعلمية في تدوينه ، وهناك من يدون افكار مليئة بالحقد والضغينة والصراع الاثني والطبقي وحتى الطائفي يسعى لأن يصدر هذه الامراض السايكوباثية للمجتمع ومن ثم يضر بذلك السلم الاهلي ، القلم يحدد مساره من يحمل الضمير الواعي المؤتمن على مايؤمن به والذي بدروه يعكس ما في خلجاته باليد والاصابع الممسك به على الورق ، فكم من حديث نبوي وضعه الوضاعون فيه اساءة للنبي الاعظم ؟ وجرأ الحاقدون بالتطاول على مقامه ، وكم من فتوى جرت لويلات الدمار والخراب للبلاد واستباحة الاعراض وأنتهكتها بحجة غنائم ولنا الحق بذلك ؟ وكم من لوثة أطرت بأطار العسل المسموم حتى تغير القيم والمبادىء الفضيلة الى مسميات الرذيلة ؟ وكم من أمعات وأشباه رجال وأنصاف صنعوا لهم تاريخ مشرف وبريق لامع لأجل أن يضعهوهم أمام أشراف القوم ويكونوا بذلك نداً لهم ؟ فالقلم سلاح ذو حدين أما أن يسير بأتجاه الخير في نقل الحقائق ونشر اسمى قيم التسامح والعفو وبناء المجتمع على أسس المبادىء ،أو الشر بأن يسعى في تأسيس ثقافة المفسد الذي يقود للفساد وعلى كافة الصعد ، فوضى الافكاروعشوائيتها والانقياد نحو ظاهرة العقل الجمعي التي تلغي التفكير المنطقي، وتزيف التاريخ بعناوين عديدة ثم اصبح منهاج عمل قادة من اعتنقها الى كوارث معنوية ومادية في تعاملاته مع الأمة أو التجمع الانساني الذي يعيش به .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat